آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 7:28 م

رمضان ومرض السكري قراءة شاملة لموضوع مهم

الدكتور عادل رضا *

عندما نتحدث عن مرض السكري فأننا نتحدث عن أعداد ضخمة ومشكلة ممتدة ومؤثرة على حياة الملايين من الناس وعندما يأتي شهر رمضان المبارك فعلينا أن نراجع الإحصائيات لنجد أن أكثر من 43 بالمائة من السكري النوع الأول يصومون!؟

و79 بالمائة من مرض السكري النوع الثاني أيضا يصومون؟

وهناك أكثر من 148 مليون مسلم مصابون بالسكري على مختلف أنواعه.

لذلك هناك نوع خاص من التعامل مع هكذا مرض وتلك الاعداد من البشر الذين يريدون أن يمارسون طقوسهم الدينية لذلك نقول إنه يجب احترام رغبة المريض الدينية بكل الأحوال والظروف وإيضا يجب توضيح المخاطر على الحياة لمن يصر على الصيام رغم النصيحة الطبية بإيقاف الصيام، وهذا الإيقاف ليس اعتباطي أو مزاجي أو يتحرك بالفراغات الكلامية بل علينا التشديد على قاعدة اساسية طبية تم التأكيد عليها فقهيا ودينيا من جهات رسمية عليا ممثلة بدار الإفتاء المصرية وهي:

التوافق باستمرارية الصوم يكون متزامن مع معدل حدوث الخطر على حياة الإنسان.

على الطبيب الاعتراف بحساسية موضوع الصوم من الناحية الدينية ويجب أخذ موضوع الصوم في رمضان بشكل واقعي حركي تطبيقي أي تقديم النصيحة الطبية المتوافقة مع واقع المريض الراغب بالصوم الديني رغم كل الظروف الصحية له.

القاعدة هي أنه أي مريض ينوي الصيام عليه التعامل مع تنظيم مستويات السكر كحالة فردية خاصة تختلف عن أي مريض أخر للسكر يريد الصيام.

بحالة الصيام لا توجد بروتوكولات محددة ثابتة تنفع مع كل مريض ولكن هناك قواعد ونصائح عامة ويتم اعتبار كل حالة ضمن بروتوكول محدد يتم أعطائها ترتيبات منفصلة للصيام.

لذلك ليس هناك خطة علاجية تنفع مع كل مريض والبروتوكول العلاجي الرمضاني يختلف من مريض إلى أخر، وكل مريض لديه عوامل مؤثرة مختلفة وتاريخ شخصي مع مرض السكر مختلفة عن المريض الاخر، وهناك نسبة كبيرة تختار الصوم رغم النصيحة الطبية بعدم الصوم!؟

مع قدوم شهر رمضان هناك تناغم لدور الطبيب وأيضا الهيئات الدينية الرسمية والشخصيات الرسمية التي تمثل تتحرك كحالات دينية بالمجتمع.

ومن حسن الحظ تم إصدار فتوى رسمية صادرة من دار الإفتاء المصرية من المفتي ”شوقي ابراهيم علام“ وهي هيئة رسمية عابرة للبلدان ولها موقعها المعنوي المهم عند المسلمين، حيث تم إصدار فتوى رسمية بالعام 2016 تتفق مع ما تم أصداره من نصائح طبية معتمدة بخصوص صيام مريض السكر في رمضان وهي تؤيد وتدعم وتربط الرأي الطبي بالموافقة الفقهية عليها، مما يخلق حالة من الطمأنينة النفسية لدي المريض وأيضا تجعل الطبيب المعالج يتحرك بأجواء من الحماية الدينية الداعمة أذا صح التعبير. وهي فتوي تمثل تناغم الفتوى مع الرأي الطبي.

على المستوي الطبي تكمن عوامل الخطر بثلاثة نقاط:

الأول : انخفاض مستوى السكر.

الثاني : أرتفاع مستوى السكر.

الثالث : ما يسمى طبيا ب

Diabetic ketoacidosis

. ”الحماض الكيتوني السكري“

الرابع : حدوث الجفاف وارتفاع نسب الجلطات.

هذه المخاطر تستدعي التقييم الطبي والسعي وراء النصيحة الطبية قبل بداية شهر رمضان.

بخصوص مرضى السكر في رمضان للتبسيط يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة مجموعات رئيسية بناء علي درجة الخطورة ومسألة الخطورة يتم قياسها وحسابها عن طريق معرفة نوع مرض السكري المصاب به المريض الأول أو الثاني أو سكري الحوامل وأيضا معرفة أنواع الأدوية المستخدمة وأيضا يجب تقييم احتمالية حصول حالات هبوط السكر عند المريض وأيضا يجب معرفة مسألة وجود مضاعفات وامراض أخري مصاحبة للسكر كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والدهون، وكذلك يجب تقييم ظروف المريض الشخصية والاجتماعية وأيضا مراجعة تاريخ المريض وظروف صيامه السابق بالسنوات الماضية وتاريخه المرضي أنذاك.

مرضى السكري الذين يقعون بخانة عالي الخطورة ويجب عدم صيامهم هم:

- من لديهم مستويات سكر غير منتظمة قبل شهر رمضان.

- الحوامل المصابين بالسكري الدائم أو بسكري الحوامل.

- مرضى السكري المصابين بالفشل الكلوي وبحاجة إلى غسيل كلوي منتظم وأيضا المصابين بفشل كلوي بمراحل متقدمة.

- مريض السكر المصاب بمضاعفات مرضية شريانية

- مرضى السكر من النوع الأول

- مرضى السكر الذين يستخدمون الأنسولين المخلوط

- مرضى السكر الذين يستخدمون الأنسولين المتعدد مع كل وجبة غذائية.

- مرضى السكر الذين يقومون بأعمال يدوية شاقة كأعمال البناء وخلافه.... الخ.

- مرضى السكر والذين لديهم أمراض عقلية أو نفسية مصاحبة ويستخدمون أدوية خاصة.

هذه كانت بصفة إجمالية لا حصرية من يتم اعتبارهم ضمن مستويات عالية الخطورة للصوم وباقي المستويات يمكن اعتبارها ضمن متوسط الخطورة وقليل الخطورة وهؤلاء يمكن لهم الصوم بشرط مراجعة طبيب السكر قبل وأثناء وبعد انقضاء فترة الصيام الديني الرمضاني لترتيب وتغيير الأدوية وتغيير مستوياتها ووإعطائهم النصائح والترتيبات المهمة وأيضا دور فنيين التغذية مهم بهذا المجال

هذه وغيره من النصائح الطبية تتحرك بالعموميات ولكن حركة الواقع تفرض علينا التشديد وتكرار القول بأن كل مريض حالة منفصلة وطريقة تعامل مختلفة.

رئيس وحدة الغدد الصماء بمستشفى الصباح بدولة الكويت