حوراء الهميلي تحلم بلقب أول امرأة على عرش ”أمير الشعراء“
ألهمت الشاعرة الشابة القادمة من محافظة الأحساء حوراء الهميلي، السعوديين، وذلك بمشاركتها في مسابقة أمير الشعراء الأدبية التي تنظمها الإمارات كل عامين.
ويترقب السعوديون، مساء اليوم الثلاثاء، تحديد هوية الفائز بالمسابقة، التي تحظى بشهرة واسعة في العالم العربي، وحظيت حوراء الهميلي بتشجيع ودعم شاركت فيه نخب سعودية بارزة عزز من حظوظ مواطنتهم التي حسم التصويت لصالحها المرحلة قبل الأخيرة من المسابقة الشعرية.
وكان للشعراء السعوديون الرجال نصيب الأسد من النسخ السنوية الثمانية من المسابقة، رغم قوة المنافسة مع الشعراء المشاركين من مختلف الدول العربية، لكن الدعم الذي تتلقاه الهميلي ينبئ بأنها قد تكون أول سعودية وامرأة تحصد اللقب.
وكان من الممكن أن تكون مشاركة الهميلي في برنامج ”أمير الشعراء“ ذاته قبل سنوات قليلة، سببا في تلقيها انتقادات لاذعة من مواطنيها الذين يرفضون ظهور النساء في هكذا فعاليات بجانب الرجال، لكن كل ذلك بات من الماضي.
ودفعت التغييرات التي شهدتها البلاد، ونالت النساء نصيبا كبيرا منها، بجيل جديد من الشباب السعوديين من الجنسين، للاستفادة من الانفتاح الذي تعيشه بلادهم على الثقافة والفنون والترفيه، وباتوا يتسابقون على عرض مواهبهم، وسط تشجيع محلي منقطع النظير.
من ناحيته، قال الشاعر علي النحوي، في تغريدة عبر ”تويتر“: ”مرة أخرى سأصوت للهميلي، لأنها وقفت بحضرة الشعر بهيئة تلتقي مع الانفتاح الاجتماعي الذي تتبناه رؤية 2030 متمنيا لها الحصول على اللقب“.
وتابع: ”أقول لحوراء: إنك فتحت الباب على مصراعيه لبناتنا، كي يتجاوزن حواجز التردد والخوف، ويرمين ما تولّد عن الخطاب المتشدّد وراء ظهورهن“.
وكان النحوي من أبرز الداعمين لمواطنته الهميلي التي يرى في مشاركتها ”انتصارا للمرأة والقصيدة“، لكنه لم يكن الوحيد، حيث حضرت أسماء سعودية بارزة لتدعم الشابة القادمة من مدينة الأحساء، وبينهم المفكر السعودي البارز، عبدالله الغذامي.
وقال الغذامي في إحدى تغريداته التي يحض فيها السعوديين على دعم حوراء: ”حوراء الهميلي في برنامج أمير الشعراء، تستاهل التصويت لها، حوراء ذكية وعميقة وواثقة وتستحق أصواتكم، قصيدتها تحمل صوت الشعر وتنبض رحيق اللغة“.
ورغم الخصوصية التي تعنيها مشاركة الرجال في دعم حوراء بشكل علني للفوز بلقب أمير الشعراء، حيث كانت المرأة وقضاياها، عنوانا لسجالات عديدة بين السعوديين في الماضي، إلا أن لدعم النساء للشاعرة قيمة أيضا، إذ طالما عارضت السعوديات المحافظات مشاركة مواطناتهن في هكذا فعاليات مختلطة.
ودفع جو التحرر الثقافي والاجتماعي الذي تعيشه المملكة، الشاعرة السعودية تهاني حسن الصبيح لدعم زميلتها في الشعر، الهميلي، بقصيدة وجدت صدى سريعا عندها، وغابت عنها الانتقادات التي كان من الممكن أن تنهال عليها في الماضي.
وقالت الصبيح في أبيات شعر شكلت قصيدة قصيرة بعنوان ”عناقُ نخلتين“ وجهتها للهميلي: ”حوراءُ يا جفْنَ القصيدِ يرِفُّ/ فيلوحُ في ثَغْرِ المجرة حرْفُ“، ”أنتِ المرايا لو تراءتْ صورةٌ/ وترقّقَ المعنى وصار يَشِفُّ“، ”حوراءُ يا رئةَ الكلام تنفّسي/ متفرّدٌ لو تشهقينَ العزْفُ“، ”مدّتْ أبو ظبيٍ إليكِ سماءَها/ فمشيتِ مثلَ الغيمِ حين يخِفُّ“.
وردت حوراء على ذلك الدعم النسائي بالقول: ”القصيدة التي لن تنطفئ في قلبي.. يا غيمة الأمل الوارف وربيبة الضوء الشفيف، لك من الحب ما لا تسعه اللغة.. تحية ممتدة بامتداد الحلم الذي بيننا“.
وحصلت الهميلي على 28 من أصل 30 درجة في المرحلة السابقة، ومن المقرر أن تخضع لاختبار شعري أخير أمام لجنة التحكيم، وقد خصص له 30 درجة أيضا، فيما يحدد تصويت الجمهور 40 بالمئة من الدرجات المئة للمسابقة.
وتتنافس الهميلي مع خمسة شعراء آخرين لحمل بردة الشعر لهذا الموسم، بينهم مواطنها سلطان الضيط، والشاعرة الأخرى القادمة من العراق، زينب جبار، بجانب المغربي عمر الراجي والموريتاني محمد المامي والمصري السيد خلف.
وكانت الهميلي قد تأهلت إلى المرحلة ال20 من ”أمير الشعراء“ بقرار لجنة التحكيم عن قصيدتها الأولى بعنوان ”تنهيدةٌ على شفةِ الضوء“.













