من النخبة الى السوبر
تنطلق اليوم الخميس بطولة النخبة لكرة اليد في السعودية، وهي تعتبر ختام الموسم الرياضي لبطولات الاتحاد السعودي لكرة اليد. تقام هذه البطولة سنويا بين الأندية الأربعة الاوائل في ترتيب الدوري الممتاز للعام التاسع عشر على التوالي، بعد أن كانت تجمع خمسة أندية سابقًا. وهي ثالث بطولات اتحاد كرة اليد لأندية الدرجة الممتازة بعد بطولتي الدوري والكاس.
وقد تم مؤخرًا انتخاب اتحاد جديد ليقود دفة كرة اليد السعودية برئاسة الأستاذ فاضل النمر، مع مجموعة من الأعضاء الذين يمتلك أغلبهم خبرة في تاريخ اللعبة. ومن المتوقّع أن يترك الاتحاد الجديد بصمته بدلًا من أن يدير الدفة لتسيير كرة اليد وبقاء الروتين السابق نفسه من حيث البطولات وطريقة بداية وختام الموسم الرياضي، فالأمل معقود على هذه الإدارة، ونرجو أن يكونوا بمستوى التحديات وتحقيق الإنجازات.
وبالعودة إلى بطولة النخبة، فإن استحداثها قدم ولا شك إثارة مهمة للعبة ومنافسة تحتاجها الأندية، إذ إن التنافس على مدى ثلاثة أيام بين أفضل أربعة أندية في الدوري لتحقيق بطولة يعدّ حافزًا كبيرًا لجمهور كرة اليد، وهو جمهور عريض، وبخاصّة في المنطقة، إذ تمتلئ الصالات الرياضية في السنوات السابقة.
ومع ذلك التنافس والحماس الذي أضافته بطولة النخبة لكرة اليد، إلا أنه في المقابل أضعف ولو قليلًا بطولة الدوري وبطولة الكاس «قبل نظام استراتيجية دعم الأندية»، بحيث أصبحت بطولة النخبة - وبحكم أنها في ختام الموسم - أهم من الدوري والكأس عند بعض الأندية، خصوصًا التي لا تحقق الدوري.
لكن الأسوأ من ذلك، هو اختصار موسم كرة اليد في آخر شهر أو شهرين من الموسم. فبطولة الدوري - التي يزداد التنافس غالبًا - تقام في آخر الجولات مع نهاية الموسم، ومباريات دور الأربعة ونهائي الكأس تقام أيضًا نهاية الموسم. وأخيرًا بطولة النخبة التي تقام في نفس الفترة. كل ذلك جعل من إثارة كرة اليد في آخر الموسم تقريبًا. وهذا بلا شك أمر غير إيجابي، ولا اعتقد أن أي محب للعبة، وخصوصًا إدارة اتحاد اللعبة الجديد، يتمنى أن تكون إثارة الموسم الرياضي فقط في نهايته، بينما بداية ومنتصف الموسم تؤدي فيه الأندية المنافسات بشكل روتيني، سيما وأن الفرق المقدمة والمتنافسة على البطولات معروفة سلفًا.
وما نرجوه من الإدارة الجديدة إعادة التركيز على بطولة الدوري الممتاز، بحيث يتم زيادة فرق الدوري إلى 14 ناديًا، بالإضافة إلى جعل مباريات الكأس تلعب بطريقة الذهاب والإياب، مع جعل قرعة مباريات الكأس بشكل مفتوح، بحيث من الممكن أن تلعب الفرق الكبيرة مع بعضها البعض في المنافسات الأولية للتصفيات. فمباريات الدوري والكأس بوضعها الطبيعي تعتبر قليلة جدًّا قياسًا بما هو موجود ومتعارف عليه في بقية الدول خصوصًا التي تشارك منتخباتها الوطنية باستمرار في كأس العالم، كما هو شأن المنتخب السعودي.
فدوري كرة اليد السعودي يجمع 12 ناديًا فقط، وهو عدد قليل، بالإضافة لاقتصار مباريات الكأس على مباراة واحدة في الأدوار الأولى، بينما يحتاج اللاعب لعدد أكبر من المباريات التي من شأنها تطوير مهارات اللاعبين، من جهة، ومن جهة أخرى مشاركة أكبر قدر من لاعبي كل نادٍ في المنافسات.
أما بطولة النخبة الحالية، فمن الأفضل استبدالها ببطولة السوبر، على غرار كرة القدم. بحيث تقام البطولة في بداية الموسم الرياضي، بين بطلي الدوري والكأس في الموسم السابق. وما أظنه أن بداية الموسم الرياضي بمباراة بطولة السوبر هي أفضل طريقة جماهيرية وتسويقية لانطلاق الموسم الرياضي، بحث يبدأ الموسم ببطولة السوبر، ويختتم بنهائي بطولة الكأس، ويتوسّطهما الدوري الممتاز، ونكون في ذلك مواكبين لبقية البلدان المتطورة في اللعبة.