زوايا أسرية 14
لا زالت الذكريات تلاحقها وكأنها عادت من خارج الزمن تغادر المكان مسرعة، دقات قلبها غير منتظمة، تشعر بقليل من الغثيان والاختناق مع البكاء المتقطع وشدة الصراخ وتناثر الحروف والمفردات من شفاها غير مفهومة المعنى، تجعلك في حيرة من أمرك وأنت تصغي إليها بكل جوارحك إلا أنك تتردد في السؤال من أين تبدأ؟ وماذا يُطرح في مثل هذا الظرف؟ تخاف جرح مشاعرها أو وضعها في زاوية وتساؤلك يكون محرجاً أو لسر لا ترغب البوح به، فتندم بعد ذلك أو تخاف من التفاصيل.. تقول أختها الكبرى: أخافني هذا الصراع النفسي أولاً، وثانياً وعدي لها بالمساعدة وتخفيف واحتواء حكايتها لظلم زوج انتزع من قلبه كل معاني الرحمة رغم سنوات العشرة وانجاب الأبناء حاولتُ استجماع قواي، وقادني رشدي أن أطرح تساؤلاً مفتوحاً حمّلني مسؤولية كبرى لم أتصور هذا الموقف في حياتي لكن العتاب والصمت المصحوب بالخوف وتمتمات الحروف المتناثرة في طلب المساعدة من أختي وبصعوبة أحاول الربط بين ما ترمي إليه في معانيها وكنت أحتاج إلى من يعينني بعلم ومعرفة وثقة في التواصل مع استشارية أسرية نفسية لتحليل وفهم كل ما يتعلق بوضعها ومصيرها الذي أصبح يقلقني وتخيفني تمتماتها وخفاياها ما ترمي إليه من فعل يزيد من حيرتي وشدة خوفي ورأفت بها أسرعت في المبادرة بالتواصل مع اخصائية نفسية لأتدارك الوضع قبل فوات الأوان والسعي في تجفيف منبع القلق والاضطراب والخوف المصحوب بحالة حزن شديد، أرتجف خوفاً يشلُ تفكيري، حكايتها للغموض الذي يلف حولها، أقف حائرة ما الفعل وما الحل؟ وأنا أحلل وأخمنُ تارة أخرى وأحتاج إلى ترقب وقوة ملاحظة وذكاء ومعارف لربط أجزاء ما ينطق وما لا ينطق لجمع صور لأحداث مرة عبر الزمن متقطعة إلى أجزاء متناهية الصغر، تنقصك مهارات عالية الدقة حسب ارشادات المختصة النفسية، كنت أدير هذه الدراما المبهمة بمفردي حرصاً على سمعة أختي وأطفالها، أرسمُ صورةً أولية تكون أقرب للواقع وأتساءل مرة أخرى ما هو السبب الحقيقي الذي جعل هذه المرأة المشهود لها بصفة دماثة الخلق والتسامح والنضج العقلي والالتزام الديني أن تعتزل الناس فجأة وتنكفئ على نفسها وأبنائها مما أوصلها إلى حالة الحزن العميق وهي في طريقها إلى المرحلة الأولى من الاكتئاب؟
هذه الدراما هي أحد صور قضايا المجتمعات نتعايش معها، نشاهد بعضها في المسلسلات ونسمع عنها في حكايات، وتنشرها الصحف والمجلات في عالمنا العربي بالخصوص ونحن إذ نضع هذه الدراما للعبرة والاستفادة من الرؤى والمعالجات لمثل هذه القصص التي لا يخلو مجتمع منها.
في مكان ما في هذا الكون عاشت هذه الأنثى مع زوجها أصعب أيام حياتها حبيسة الدار كحيوان أليف، يتصرف ويعطف عليها وقت يشاء تحت شعار الالتزام الديني ودوافع الحب والخوف بل هي مبررات لغريزة السيطرة والتنمر والتملك لنقص فيه أو لمرض نفسي أو لحدث منذ الطفولة لم يشخص عند طبيب نفسي، كانا في عالمين كباقي البشر مختلفين الطباع والبيئات والثقافات جمع بينهما ميثاق غليظ أُسسه وقواعده انسانية دينية لكل منهما حقوق وعليه واجبات.
يعتقد بعض الرجال بتكوينه الذكوري وتغذيته القشرية لكثير من المفاهيم الدينية له الحق في الهيمنة المطلقة على الحياة الزوجية مما يجعل حياتهما محفوفة بالمخاطر الآنية والمستقبلية بالإضافة وجود عناصر ضعف في شخصية بعض النساء لنقص مستوى الفكر والثقافة الزوجية وعدم الثقة في النفس ورفض وجود المساند العائلي مما يجعل الأمور أكثر تعقيداً ويحد من قدرتها على انتزاع صلاحيتها وامكانية تفعيل مد جسور التواصل لتخطي العثرات التي تستمر في بعض العلاقات الزوجية لسنوات طويلة تتماهى مع التهديد الشبه اليومي ووضع الحدود التي لا يقبلها عقل ولادين، والتهديد بمفردة الانفصال «الطلاق» ما لم تخضع لقانونه فقط، وقت محدد للخروج وبمن تتصل ومن تستقبل في بيتها وماذا تلبس وماذا تأكل؟ قيمتها عنده في مأكله ومشربه واشباع غريزته الجنسية والذكورية، غيرته المفرطة لجهله بالتعاليم الدينية التي يعلم منها القشور، بأن تكون المرأة أمة عنده، مغلقة الأبواب ممنوعة الحديث، ألمها وحياتها ووضعها من سنوات مدفون بين الأمل والرجاء وهي تعاني من ممارسات الذل والهوان والاستعطاف والخذلان في أبسط حقوقها.
تقول ليس هناك أمل جديد تشرق عليه الشمس في حياتي، أصبحت الحياة ذات لون أسود وبلهجة ومفردة قاسية، لولا وجود أبنائي لخرجت من البيت دون عودة، ولو عاد التاريخ إلى الماضي لصرفت نصف عمري أو كل عمري دون الزواج، لكن الحياة وضعتني في هذا الموقف فما عساي أقول وأتصرف حين أدرك أن التوازن بين الطاعة والحقوق الزوجية والقانون الإلهي يكون هذا التعامل خلاف لكل معاني الانسانية عوضاً عن الدينية فالإسلام وضع مباني وقواعد جاءت بها الرسالة لتحفظ قيمة هذا المخلوق دون أن تكون هناك فوارق بين ذكر وأنثى لعدالة الباري في قولة تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿13﴾﴾الحجرات
وقال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ﴾ آل عمران ﴿195﴾
أما في مقاييس البشرية هي تبقى تأويلات وتفاسير بشرية فيها ما جانب الصواب، وفيها ما هو اخفاق، وإن كان غير مقصود إلا إن هناك أمور عقلية من حفظ الكرامة والعدالة والمساوة والتعامل مع الآخر بإنسانية، بعيداً عن الجنس واحترام الحقوق وعدم الظلم وغيرها الكثير التي تدعو إلى الأخلاق الحميدة فلماذا قبلت هذا المرأة السكوت؟ ولماذا يمارس الرجل هذا الدور وكأنه يعيش في القرون الأولى علماً إن كثيراً ما يحيط به من حياة اقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية والتحولات العالمية حيث اندماج الثقافات ووضع القوانين ودخول المرأة لعالم العلم والعمل على كل الأصعدة لا زال هناك من الرجال من يعتبر المرأة هي أقل شأناً منه وله الحق في ما يفعل متناسيا أن الحياة الزوجية أساسها التبادل والتحاور والرحمة والمودة والاحترام والتسامح والعطاء لقوله:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الروم21
حديثنا في هذه المقدمة ليس سفسطائي، وليس لشكوى وفتح ملفات حول الاختلافات التكوينية المادية، وليس لمحدودية السلوكيات لزوايا أسرية لكل من المرأة والرجل في دائرة سوء الفهم والانحرافات واللوثات الفكرية سواء كانت مرضية أو لنقص في المفاهيم الأخلاقية، بل هو تجدر للمعرفة وتطوير لقراءة بعض الممارسات التي هي علاج ويعتقد البعض أنه بمنأى عنها وهي أمور عادية دون الالتفات بأنها قد تكون في منشئها أمراض نفسية تحتاج إلى علاج في اعادة هدم وبناء قيم وتصحيح مفاهيم سلوكية واكساب مهارات عند الزوجين.
حبيسة المشاعر والشعور بالاغتراب عن كل ما يحيط بها، تقرأ الاخصائية في جلستها الأولى بفراستها علامات الخوف والآلام والشرود الذهني وشدة الحزن وعلامات الاستفهام والسؤال والفشل والخجل حائرة بالبوح بالواقع المر أو الصمت الممرض للنفس والجسد، ما أن طلبت الاخصائية منها الحديث عن حياتهما، خيم الصمت لثواني بعدها انفجرت بالبكاء وكانت بداية الحل للخروج من عالمها الداخلي لحل أزمتها النفسية وهي تقول: كانت بداية حياتي بين مد وجزر مع زوجي ولم أحرك ساكناً ولم اشتكي قلقاً من الطلاق، أعيش أياماً من الصمت والكآبة، أعيش في عالمي وحيدة مع أطفالي، أحاطت بي الخلافات والصراع النفسي على مدى سنوات ولم أطلب الانفصال ولم يعلم أحد ما أُعانيه من آلام حادة في أجزاء كبيرة من جسدي تسارع في نبضات القلب زيادة في الأرق وضغط الدم والقلق والاضطراب والحزن وعدم الرغبة في الأكل، أفقدني الكثير من وزني والاستمتاع بحياتي وأنا في مقتبل العمر وهو دون مشاعر يمارس التصحر العاطفي ويختلق الصراع والتنمر وأحيانا يضربني أمام أطفالي دون مبرر عقلي وضمير انساني، يُعيُرني بشكلي وبفقري وأهلي موجها أصابع الاتهام لي بالجهل والتقصير والصفات الدميمة والمقارنة بالأخريات وعندما أتوجه إلى أهلي لطلب المساعدة فوجئت أن الجميع يصر اعادتي إلى دار زوجي وهو الذي لا يكترث ويكون سعيداً بطلب الانفصال «الخلع» انكشف اللثام عن حياتها وأصبحت الحياة في منظورها العام غير قابلة للعيش معا..!!
ماذا يحدث لو ازدادت نسبة الاحتباس الحراري على محيط الأرض؟ هذا التساؤل العلمي يطرحه الفلكيون ونحن نطرحه بصيغة أخرى فيما يرتبط بالعلاقة الزوجية.
ماذا يحدث لو أن المناخ الأسري حبست فيه المشاعر وازدادت فيه الهوة والمسافة بين الزوجين وأصبح حالهما الصراع والخوف وحب السيطرة والشك المرضي والتفكير الدائم في الانفصال معتبرينه الحل؟ الأمر الذي يقودهما إلى أسوء الممارسات السلوكية التي يعاني منها الكثير من النساء في عالمنا العربي والاسلامي على وجه الخصوص، ويؤسفني هنا أُشير إلى أن الكثير من النساء ينتهي بهم المطاف بالطلاق، لعدم الوعي في اللجوء إلى جهات الاختصاص للتعالي والتكبر على المعرفة، أو لجهل بأهمية الاستشارات الأسرية، لذلك نسطر بإيجاز معالجة تحليلية لهذه المقالة عبر السؤال: لماذا يمارس الزوج هذا الدور؟ علماً كان الرأي الأول هو الضغط لطلب الخُلع إلا أن استمرار الجلسات من قبل الزوجين مع الاخصائية تبين هناك فكرة ورأياً آخر يمكننا من خلاله اصلاح الوضع للمبررات التي يمارسها الزوج، ولتحليلها:
أولا / قبل كل شيء هذا السلوك يتنافى مع مبدأ الانسانية والاحترام والمودة والرحمة والميثاق الديني والقانوني والانساني بينهما.
ثانيا/ عزل الزوجة عن محيطها الخارجي للمبررات هي الأكثر انتشاراً في محيطنا للغيرة المفرطة عند بعض الرجال التي تدمر الحياة الزوجية والبنية الأسرية.
ثالثاً/ عدم الثقة بين الزوجين يولد عنصر الشك وهومن الأمور الشائعة في هذا العصر بعد أن أصبحت المرأة شريكة في انماء الحياة وخروجها إلى العمل، كما لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبير في تعزيز هذا الأمر عند مرضى النقص في ذواتهم، وعدم الثقة في أنفسهم، والشك فيمن يحيط بهم وخصوصاً الزوجة والأبناء، لذلك يمارس بعض الأزواج بسلطتهم الذكورية وباسم القوامة منع الزوجة من الخروج والاختلاط مع أقرانها ويمكن أن يعزو الأمر لقلة وعي الزوج بممارسة هذا الدور الهمجي.
رابعاً/ تصبح المشكلة بين الزوجين في طريق تصحر وجفاف وقد تصل إلى الطلاق عندما يتمادى الزوج في ممارسة العنف بالضرب والإهانة والاصرار على الانعزال حتى عن الأهل.
خامساً/ بُنيت على مدى زمن طويل في ذهنية الزوج العربي أوهام وخيالات باستصغار وعي المرأة وأنها ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها، وقد تقع فريسة بسهولة بين أنياب الرجال لفعل خادش للحياة أو لفعل غير أخلاقي.
نحن لن نُقَيم حكم على حيثيات هذا السلوك دون مبررات ولأننا لن نختلف على أن سلوك الزوج من ممارسات فيها من الضرب والاهانة والشك والغيرة هي سلوكيات غير صحيحة مهما كانت الدوافع والأسباب وإن كانت في أغلبها نتاج مرض نفسي أو نقص في الوعي الإنساني.
هناك سيناريوهات قد تحدث وتكون مرعبة على البعض في إطارها العلمي والنفسي والسلوكي، وبعضها في الإطار الديني والعرفي، وآخرين يضيفون مبررات حتى يستكينوا في منطقة الراحة التي يغلب على منتهجيها غير أسوياء سلوكياً أو لجهلهم بقيمة العلاقات الإنسانية.
هكذا يتضح نتائج السناريو المحتمل في حال اقترب من المحذورات فستكون النتائج كارثية إلى اقصى الحدود وهذه النهاية لا تكون في جزئياتها بعيدة عن الواقع المعاش إلا ما رحم ربي من اللذين أفاقوا لأنفسهم وجعلوا من المعادلة معكوسة لاستفادتهم من العودة إلى العقل والضمير والوقوف أمام الحدث بصدق وهدوء لمنع النهاية المأساوية والاستفادة من توجيهات المختص والطبيب النفسي الأسري للحماية من الوقوع في الزلل الذي لا يُحمد عواقبه المستقبلية لا لشيء إلا لأنه في لحظة ما كان القرار دون التأمل وأخدته العزة بالإثم.
*الحياة الزوجية هي من أسمى الكيانات وأنبلها يُبنى من رَحِمها الأجيال الصالحون ومن خلالها تنهض الشعوب وتُصَلح المجتمعات وتتعاظم قوى الأوطان، كما تمثل المثلث المتساوي الأضلاع من تقدير وتفاهم واحترام وإن حدث ما يُعكر صفو العيش أحياناً والاختلاف على غير الثوابت من توجيه وتنظيم أوضاعنا وعلاقاتنا الأسرية والمجتمعية.
* الحب ينشأ بتوفير الحد الأدنى من الاحترام والاهتمام والتفاهم على القيم المشتركة ومن جهة أخرى القبول بإدارة الدوافع الغريزية بإنسانية وتنشيط التعاون والتضامن الانساني في بناء العلاقة الزوجية وعلى مدى التاريخ البشري ستظل هناك معاناة وحلول لإنهاء الاختلافات الزوجية.
* فوضى المشاعر والرغبة الجامحة عند بعض الازواج في حب السيطرة والحد من طموحات الزوجة والاصرار على اشعارها بالنقص، تتكون صورة سلبية لتزيد الهوة والمسافة بينهما غير مدركين أن ممارسة هذا الفعل هومن النواهي المحرمة وغير مبررة عرفاً ولا قانوناً ولا انسانياً.
*السعي إلى الاستقلال المادي عند بعض النساء قد يؤجج مشاعر الأنانية الذكورية والخوف من تزايد الفردانية فينشأ التطرف السلوكي عند بعض الرجال بعيداً عن التفكير العقلاني يَحرم المرأة من ممارسة حقوقها ويضعها في زاوية التقصير والاتهام معتقداً بذلك اخضاعها لسلطته الزوجية الذكورية مع العلم أنه يدرك التحول الذي تمر به المرأة في القرن الواحد والعشرين حيث أصبحت تدرك حقوقها ووضعها في القانون الوضعي وعند الشارع المقدس فلا ينبغي لكل من الرجل والمرأة الصراع على ادارة شؤونهم الخاصة والعامة وكل ما يحيط بهما، كما أن المشرع يسر معرفة الحقوق والوجبات الزوجية والتي أقربها العقلاء في بداية الميثاق الغليظ بينهما إلا أن مستوى النضج والفهم واختراق الحدود والاعراف والشارع المقدس والقانون عند بعض الرجال هي صفة أو غريزة أو مرض نفسي لموانع المعرفة والجهل.
*القرار بمراجعة الوضع الزوجي هو بداية اصلاح الذات وجزء من الكل وصولاً للنصائح والارشادات وآثارها على الحياة الزوجية والأسرية وآخر الكلام أوله ليس تحريضاً.
1/ القرار اولاً إن ما يمارسه الزوج من حرمان المرأة من زيارة أهلها أو منعها من العمل أو السيطرة على أموالها هو عنف غير مقبول لا شرعاً ولا قانوناً ولا انسانياً.
2/ على الزوجة أن ترفض ذلك من اول اعتداء عليها ولا تقبل بأي شكل من أشكال الظلم المنذر بصعوبة استمرار الحياة الزوجية وتقيد من حريتها ولمساحة المتوفقة مع الاعراف والشارع المقدس والقانون.
3/ الأحاديث الايجابية ومهارات الحوار واللين والعطف وتدخل العقلاء والمختصين في وضع اطارين:
أ/ الاصرار على استمرار الحال على ما هو عليه، يكون الطلاق هو الحل وإن كان أبغض الحلال عند الله، أو إنهاء حالة الظلم والتعنيف والشك والممارسات غير الإنسانية.
ب/ الإقرار بالحق في العيش بسلام والمعاملة الحسنة.
ج/ التعرف على الحلول الممكنة للمشكلة المجانبة للحق والعدل والأخلاق.
د/ لك الاختيار في الحل المناسب بين الحلول بعد أن يتم التصالح مع النفس وعدم المقارنة بحياة الآخرين وتحمل المسؤولية، وأعلم أن حياتكما شأناً خاص ما لم يكن هناك ما يخالف القيم الإنسانية.
ه/ بدء التنفيذ مباشرة باستخدام مهارات الذكاء العاطفي وتصرف بقوة الإرادة ولا تجعل أخطاء الماضي تقود حياتكما.
أ/ قوم النتائج وكن واقعياً وانهي ما أنت عليه وضع حداً واعمل على إيجاد الحلول.
ب/ أعمل بجد وبصدق لمناقشة وضعك النفسي مع الطبيب والمختص والمستشار الأسري.
ج/ ممارسة مفاهيم جديدة للتواصل والاتصال الانساني مع الزوجة على نحو الاقتراب وانهاء حالة الذعر والخوف المهدد لحياتكما الزوجية.
ذ/ اتخذ موقفاً ايجابياً وجاداً للعمل على تقوية روابط المسافة المشتركة بينكما.
ه/ ثق بنفسك واستغل كل الفرص لإعادة اللحمة للحياة الزوجية ووضعها الطبيعي.
و/ لا تتحدث عن الماضي وصوره السلبية ولا تبالغ في التوقعات المستقبلية.
ح/ مجابهة الأخطار والأخطاء المستقبلية بواقعية دون مبالغة والسعي لحلها بطرق أخلاقية قد ينتابك شيئاً من القلق والخوف في بعض المواقف ازاء ردة فعل الزوجة أو المحيطين بك حينما تظهر عليكما خطوات الثقة بالنفس والمرونة في التكيف مع الظروف والتحولات الفكرية والحياة الاجتماعية في مرحلة التحول ستقودان مسيرتكما مع المختص في هذه المرحلة، وسيكون مسانداً لكما ويتدارس معكما أولاً بأول، علماً أن التطور في التحول سيكون تدريجياً بالاستمرار على حضور الجلسات السلوكية المعرفية وأخد الدواء من الطبيب النفسي وتأكدا أن التغيير سيكون أحد أهم المفاتيح لإنهاء ما أنتما فيه..
لم ينتهي الحديث.. والأحداث متجددة وإن ظلت الأمور معلقة بين الأمل والرجاء وإصلاح تصدع الحياة الزوجية، ولنا سناريو آخر مع بداية مقالة أخرى.