آخر تحديث: 27 / 12 / 2024م - 1:40 ص

مالي ومالُ النَّاسِ إن مالوا وإن عَدِلوا

سوزان آل حمود *

 

يتأثر أغلب الناس بردود أفعال الآخرين حتّى لو اتصف البعض منهم بالاستقلالية، وقد يقومون بالبحث عن صورة إيجابية لأنفسهم في عيون الآخرين وقد يشكون في أنفسهم أحياناً، وفي الحقيقة كلّ ذلك ينبع من اهتمامهم الزائد بما يفكره الآخرون حولهم وقلة تقدير الذات لديهم، لذا يتوجب على الفرد التركيز على التقييم الذاتي وترك ردود أفعال الآخرين والتي من المفيد معرفتها في بعض الأحيان بشرط أن لا يفقد الشخص إحساسه بنفسه وبقيمته، كما عليه أن لا يبذل قدراً كبيراً من الجهد في محاولة إرضاء الآخرين على حساب نفسه، ويفضل عدم تدخل الناس في أمور الشخص الخاصة، بالإضافة إلى طلب المساعدة من المختصين عند وجود مشكلات معينة

من يبحث دائماً عن ثناء الآخرين ويهتم فقط بنظرة الناس له

‏يتصرف بناء على ما يريد الآخرين لا ما يريد هو

‏يتخذ قراراته بناء على توجهات الآخرين لا توجهاته

‏تصبح مشاعره أسيره حسب حديثهم وما يقولون عنه

‏يخاف من التطور والنمو لكي لا يرفضوه

‏الحل اهتم بنظرتك لنفسك كثيراً لا نظرة الآخرين لك.

قال الشافعي:

ضحكت فقالوا ألا تحتشم؟ * بكيت فقالوا ألا تبتسم؟

بسمت فقالوا يرائي بها * عبست فقالوا بدا ما كتم

صمت فقالوا كليل اللسان * نطقت فقالوا كثير الكلم

حلمت فقالوا صنيع الجبان * ولو كان مقتدراً لانتقم

بسلت فقالوا لطيش به * وما كان مجترئاً لو حكم

يقولون شذ إذا قلت لا * وامعة حين وافقتهم

فأيقنت أني مهما أرد * رضى الناس لا بدّ من أن أذم

وهذا باختصار هو حالنا مع كلام الناس الذي لا ينتهي.

نصيحتي لنفسي ولك عزيزي القارئ أن لا تأبه أبداً لما يظنه الناس عنك؛ فمن أحبك قدّركوفرح لفرحك وحزن لحزنك، إن أصبت شجّعك وإن أخطأت لم يجاملك، بل يحاولمساعدتك على تصويب خطئك، وأمّا من كرهك فغالباً ما يتحدث عنك ولا يتوقف عن الكلام؛ ليس لأنه يهتم لأمرك بل لتسلية نفسه أو لتسلية الغير أو لسد نقص في شخصيته، فيكون ذلك نوعاً من لفت انتباه الآخرين إلى ما يقول، فيبدأ بحياكة القصصواختلاق الأقاويل بدون مراعاة لك أو لمشاعرك ليكسب المزيد من نظرات إعجاب من حولهفدعك من كلام الناس وعش ب «مالي ومالُ النَّاسِ إن مالوا وإن عَدِلوا. ديني لنفسي ودينُالنَّاس للنَّاسِ»

ليس صحيحاً أن تكون انعكاساً لأحد، بل كن أنت مصدراً للضوء الحقيقي، يمشيالآخرون على هداك..