نعيمة آل حسين: العمل التطوعي مثالي لطبيعة المرأة العاطفية
- كنت من مؤسسي مشروع ”الهاتف الاستشاري“
- من السهل اجتذاب المتطوع لكن الصعوبة في الحفاظ عليه
قيادية ملهمة، قدمت الكثير في المجال الخيري التطوعي لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، وساهمت في تأهيل وتدريب الكثير من الفتيات، عبر برامج التدريب التي قدمتها خلال مسيرتها الطويلة في الخدمة الاجتماعية.
هي كاتبة مبدعة وذات رصيد ثقافي كبير أثرت المكتبة العربية بالكثير من الكتب في مجالي الأسرة والتربية، كما هي أيضا رئيس اللجنة النسائية بجمعية تاروت الخيرية منذ ما يقارب 32 سنة.
نعيمة آل حسين، التي قالت إنّ العمل التطوعي يناسب المرأة وطبيعتها العاطفية، كما أن من يعمل فيه لابد أن يتحلى بالصبر وطول البال، وقوة التحمل وجميعها صفات خلقها الله في المرأة وهذا يتجلى دائماً في أدوارها المتعددة على مدى الأزمنة والعصور.
التي كان لنا معها هذا اللقاء، المكون من حلقتين، والذي سنحاول من خلاله التعرف على بعض أبعاد هذه الشخصية المتميزة ومسيرتها الحافلة بالعطاء، وإلى نص الحوار:
وبدأت في عطائها قبل ترسيمها بسنوات وهي أول لجنة نسائية رسمية في المنطقة تقريباً ولها إنجازات ودعم ومساندة للجان الجمعية، مثل: ︎لجنة كافل اليتيم والتكافل الاجتماعي، ولجنة التدريب والتوظيف، ولجنة الزواج الخيري وبرنامج همسات لكلا الزوجين، ولجنة الذكر الحكيم ومقرها بيت القرآن، وروضة الطفل السعيد إذ كان من مسؤولية اللجنة النسائية المتابعة ومقابلة طالبي العمل وتقييمهن للوظيفة، إضافة إلى ︎العلاقات العامة والزيارات وتمثيل الجمعية في الجهات الرسمية والعديد من البرامج والفعاليات على مستوى المنطقة.
ثم بدأت لدي الرؤية والرسالة والأهداف تتبلور في الثمانينيات حيث كانت حُقبة خصبة في حياتي وهذا أعانني كثيراً على تحديد رسم مسار فكري خاص بي لأكون شخصاً مؤثراً لا متأثراً فقط، فكانت هناك أفكار جديرة بالاهتمام وتستحق التقاطها وتبنيها ثم البناء عليها لخدمة المجتمع بنطاق أوسع، فكان القرار والخيار الالتحاق بركب الأخيار المباركين بصرح الخير والعطاء في جمعية تاروت الخيرية ”كمتطوعة“.
وكذلك الطبق الخيري كان رافداً قويا، بالإضافة لبرامج مركز التدريب الذي كان يعمل طوال العام وعلى فترتين إذ كانت برنامجه ناجحة جاذبة مواكبة لمتطلبات سوق العمل في تلك الفترة.
أما مركز التدريب فقد كان بوقتها فقط قسم رجالي ثم انضممنا كلجنة نسائية بدورات وبرامج ومركز صيفي للفتيات الذي لقي إقبالا كبيرا حيث كنا نعمل لفترتين صباحا ومساء.
ومن ضمن هذه اللجان المساندة: ︎لجنة كافل اليتيم والتكافل الاجتماعي، ولجنة التدريب والتوظيف، ولجنة الزواج الخيري وبرنامج همسات لكلا الزوجين، ولجنة الذكر الحكيم، إضافة لجنة العلاقات العامة والزيارات وتمثيل الجمعية في الجهات الرسمية والمحافل الاجتماعية.
ولاقى المشروع ترحيباً واسعاً بين أطياف المجتمع حيث تعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها في المنطقة وذلك من حيث تقديم الخدمة المجانية، وساهمت ثقة المجتمع في الأسماء التي كانت تعمل في لجنة الهاتف برفع معدل الاتصالات.
︎المتطوعون بالمال فقط، و︎المتطوعون بالجهد فقط، و︎المتطوعون بالجهد والخبرة، والمتطوعون بالوقت، إضافة إلى المتطوعين بالجهد والوقت والمال.
وأعتقد أن هذا التقسيم له أهميته في إعانة المؤسسة على استقطاب النوعية التي ترغب فيها من المتطوعين بحسب أهدافها ورسالتها ونوعية أنشطتها، مما يعين المؤسسة على توجيه كل صنف إلى ما يمكنه القيام به، وتحفيزه على العطاء لتضمن جودة وفعالية كل متطوع والانتفاع بما لدى كل صنف بما يجيده.
ولو أخذنا هذه التقسيمات في الاعتبار فيمكن للمؤسسة الحصول على المتطوعين من المصادر التالية بكل سهولة: من المجتمع الذين يتحسسون واجبهم في عمل الخير في المجتمع، و︎الطلاب على مختلف مستوياتهم، و︎أعضاء ينتمون إلى مجالس أسرية، أو تجمعات شبابية، و︎المشهورين والأبطال الرياضيين الراغبين في تقديم أعمال معينة لمجتمعهم، وكذلك ︎المؤسسات الدينية، و︎الاستفادة من بعض الذين استفادوا من خدمات المؤسسة نفسها، والتركيز على العنصر النسائي فقد أثبتت التجارب في العالم أن النساء هنّ الأقدر والأكثر صبراً على العطاء في مجال التطوع من بعض الرجال.
كما يمكن استقطاب المتطوِّعين عن طريق الدعاية والإعلان في وسائل الإعلام سيما قنوات التواصل الاجتماعية فهي اليوم لغة العصر أو عن طريق ما يطلق عليه اليوم مسمى ”الفرص التطوعية“ المواكبة لرؤية 2030م أو عن طريق الأفراد أو عن طريق المتطوِّعين أنفسهم، وكلما كانت المؤسسة التطوُّعية ذات أهداف واضحة وإدارة جيدة وسمعة حسنة وعلاقات واسعة تشجع المتطوِّع للانتساب إليها والعمل تحت لوائها.
ومن هذا المنطلق ينبغي أن يكون لدى المؤسسة تصوُّرٌ واضح لكيفية الاستفادة من متطوِّعيها، خصوصاً إذا بذلت جهدا كبيرا لإعدادهم وتأهيلهم واكتسبوا خبرات مهمة في جوانب محددة من العمل.
وإذا كان من السهل استقطاب المتطوِّعين، فإن الحفاظ عليهم أمرٌ صعبٌ إذ أن أي إهمال من الجمعيات للمتطوِّعين أو أي فشل في فهم نفسياتهم وتقدير جهودهم، فقد يتسبب في خروجهم أو انقطاعهم عن العمل الخيري.
لذا فإنه ينبغي على الجمعيات أو المؤسسات الخيرية أن تحافظ على متطوِّعيها من خلال التقدير المادي والمعنوي المتمثل في المكافآت والحوافز المادية والشهادات التقديرية وخطابات الشكر، إلى غير ذلك من الأمور التي تميِّز المتطوِّع عن غيره.
ويلعب التحفيز والتنشيط دوراً بارزاً في المحافظة على المتطوِّع واستثمار طاقاته وخبراته المستجدة، فهناك مجالات عديدة للتحفيز منها: المشاركة: تعني أن يكون المتطوِّع في صلب العمل الذي تمارسه المؤسسة وليس على هامشه، و︎الشفافية في أن يكون عمل المؤسسة واضحة الأهداف، و︎الإبراز إء يجب الإشادة دائماً بإنجازات المتطوِّع وعطاءاته، و︎الاندماج، فيجب أن تتاح أمام المتطوِّع فرصة الاندماج في المؤسسة في حال رغب في ذلك، و︎التشاور، فيجب إتاحة الفرصة للتحاور مع المتطوِّعين وأخذ آرائهم بعين الاعتبار، وإزالة العقبات، فأكثر ما يسيء المتطوِّع ويحبطه ”الروتين“ فقد يأتي المتطوِّع متحمِّساً ثم يصطدم ببعض القوانين والأنظمة الإدارية أو الفنية أو غير ذلك مما قد يؤدي إلى تثبيط حماسه، لذلك ينبغي العمل دائماً على إزالة مختلف العقبات قدر المستطاع من أمامه لتشجيعه على مواصلة العمل.
وكذلك ︎الشكر والتقدير، وهو جزء من الإبراز ولو بشهادة أو كتاب شكر يُرسَل إليه بعد انقضاء الفترة التي تطوَّع خلالها، آملين لقاءه مجدَّداً في رحاب الخير، و︎الاحترام والاحتواء بالكلمة الطيبة والتعامل معه على أنه قيمة مضافة وأحد العناصر المهمة في المؤسسة وأحد أفرادها من خلال توفير الأرضية الجاذبة لأنها تعزز الولاء والانتماء.
فالمرأة إذاً في كل زمان ومكان ذات تركيبة إنسانية خاصة خلقها تمتاز بالحب والحنان والعطاء والصبر، كما أنها ومنذ بدء الخليقة وقع على عاتقها الاهتمام بالنشء وتربية الجيل وغرس الثقافة والدين والأخلاق فيهم، لذا فهي على مر العصور مؤهلة للمشاركة في العمل التطوعي الذي يتناسب مع شخصيتها وطبيعتها.
أما وأن العمل التطوعي أصبح اليوم ضرورة عصرية أكثر من كونه عملاً إنسانياً فقط، وأصبح عملاً منظماً يحتاج إلى الكثير من المهارات مثل مهارات الاتصال الذكي، والمرأة أثبتت نجاحات كثيرة في الماضي وفي عصرنا الحالي في مجالات العطاء حيث إنها تمتلك الكثير من صفات الصبر والتأني والقدرة على التواصل والتحاور والإقناع والقيادة وتحمل المسؤولية الاجتماعية مع كل الظروف الحياتية التي يمكنها أن تمر بها، ولدينا تجربة طويلة في هذا المجال فلذا يمكننا القول بأنها تمتلك القدرة والجدارة والحماس والأهلية لتحمل المسؤولية.
وقبل انطلاق قانون عمل الجمعيات التطوعية كانت المرأة رائدة وسباقة في العمل التطوعي، لان شعورها بالمسؤولية جعلها تنطلق لبناء شخصيتها ومجتمعها، لأن العمل التطوعي يعد واحداً من أبرز الصفات النبيلة التي تتصف بها المجتمعات، فالمرأة غالباً تشعر بمعاني المسؤولية والانتماء ودائماً لديها القدرة على العطاء والتضحية، لذلك فهي سباقة في العمل التطوعي.
وفي عصرنا الحالي لعبت الجمعيات النسائية دورا مهماً في توعية المرأة بضرورة المشاركة المنظمة وفي كيفية إدارة العمل التطوعي بجدارة واقتداء. وهذا راجع لعدة عوامل أساسية أهمها الإيمان الكامل بأهمية العمل التطوعي.