زوايا أسرية 12
إن مفهومنا للتوازن في العلاقة الزوجية يؤسس إلى لغتنا ومنهج تفكيرنا وحوارنا وثقافتنا مع الآخر، وهي تجلب لنا أحياناً افتراضات مختلفة قد تكون صادمة للواقع أو محاكية له، وقد تكون أيضاً معرفتنا بلغة التوازن في العلاقة الزوجية هو نتاج تشكيل منهج تفكيرنا وبيئتنا وتصوراتنا الشخصية وتعليمنا وميولنا الدينية، مع علمنا أن هناك فروقات هائلة بين المجتمعات وغالباً نتوقف في شخصنة الأمور ويصعب علينا التفاوض لحل الخلافات بين الزوجين في مرحلة المواجهة والتصدي وفي الأثناء نحتاج إلى كثير من المعلومات وتصنيفها حسب شدتها لكي نتمكن من التصدي لها بطرق عديده، خصوصاً إن كان هناك عدم الثقة بالنفس ويأس ورفض وعدم الاعتراف بوجود خطيئة أو مشكلة عند أحدهما، إنما يتهم الطرف الآخر ويعاني من حالة اكتئاب واسلوب غير سوي.
هذاما يحدث لبعض الأزواج لفترة من حياتهم، تكون علاقتهم في حالة مضطربة وتحتاج استشارة مختص أسري وأخصائي نفسي لتحسين مناخ علاقتهم الزوجية بشكل جوهري خصوصاً أن تلك الصراعات أغلبها تدور حول مسائل متعلقة بالرأي واختلاف وجهات النظر فيه، وأحيانا تكون مادية وآلية الإنفاق على الأسرة والزوجة، وهناك جدلٌ كبيرٌ اتجاه إدارة شؤون الأسرة والتعامل مع الأبناء فضلاً عن تعاملهما مع بعض وقلة الاهتمام، مما جعل الاختلاف يصل إلى مرحلة الخلاف، وممارسة النقد والسخرية والكلام الجارح والتقليل من شأن المتحدث بألفاظ نابية والتهديد والصراخ وأحيانا بالعنف من قبل أحدهما.
هنا لا يمكن السكوت على العنف والتبرير له غير عقلاني وعدم استشارة المختصين يوصلهما إلى طريق ألا عودة، فميزان العلاقة الزوجية احترام مقومات الرابط المقدس والميثاق الغليظ وتفعيل الحوار والحب والمودة والرحمة والاهتمام والتسامح،،،