آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:18 م

أنْتَ جَدِيرٌ بِالسَّعَادَةِ

مهدي صليل

آفاق السعادة لا حدود لها، وأبوابها مُفَتَّحة مُشرعة.

الكلمة الطيبة.. الروح الشفافة.. الفكرة المحلقة.

ينطلق الإنسان في رحاب هذا الكون الفسيح بفكره وعطائه، يخرج من قوقعة «الأنا»، ليسهم في تخفيف معاناة غيره، ويرسم إشراقة الأمل فيمن حوله.

هذا السمو النفسي هو الذي عبر عنه الأمير بقوله «مَنْ شَرُفَتْ نَفْسُهُ كَثُرَتْ عَوَاطِفُه».

في مدينتنا الحبيبة «سيهات»، نماذج مشرقة نفخر بها ونتطلع إلى تَمَثُّل صفاتها.

إحدى هذه الشخصيات هي الأستاذة الفاضلة/ شيخة علي آل حجي «أم نجيب»، حيث جعلت العطاء مفتاح سعادتها، والتفكير في الفقراء جزءاً من اهتماماتها، تتواصل مع المهتمين بالشأن الاجتماعي، لتتعرف عن كثب على الحاجات الملحة، وتبادر إلى العطاء، دون تردد أو تأخر، تفكر وتتداول الرأي مع من حولها في شؤون وهموم المحتاجين، فلا تنتظر من يسألها أو يطرق بابها.

«والسخاء ما كان ابتداء» كما يقول الأمير .

وحين سئل الإمام الحسن : مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ عَيْشاً؟

قَالَ: «مَنْ أَشْرَكَ النَّاسَ فِيْ عَيْشِهِ»

وقد جعلتُ عنوان هذه السطور «أَنْتَ جَدِيرٌ بِالسَّعَادَةِ» للتأكيد على هذا الأفق الواسع من آفاق وأسباب السعادة.

فالعاقل من يفكر في استثمار النعم التي حباه الله بها، في العطاء ونشر السعادة في المجتمع.

الانطلاق من المدرسة

بدأت الأستاذة أم نجيب نشاطها الاجتماعي من خلال اهتمامها بالطالبات حيث كانت معلمة لمادة الرياضيات، ثم مرشدة طلابية، فلم تكن ترى في وظيفتها مهنة تقتصر فيها على أداء الواجب، بل كانت سنداً للطالبات وأسرهنّ، مادياً ومعنوياً.

تقول عنها الناشطة الاجتماعية السيدة بتول الصاخن «أم أبرار»: روح العطاء وحب العمل والشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعها، هكذا هي «أم نجيب»، بدأت العمل التطوعي مع ثلة متميزة من متطوعي جمعية سيهات، حيث عملت سبع سنوات في لجنة رعاية أسر الأيتام، وهي ركن أساس في لجنة إفطار صائم، منذ سنوات عديدة، كما أنها من ضمن المؤسسين لحفل الدانات «تكريم المتفوقات على مستوى مدينة سيهات» حيث كان لها الدور الكبير والإنجاز العظيم لإنجاح هذا المشروع مادياً ومعنوياً، وعطاؤها مستمر في هذا المشروع إلى الآن، شاركت في فعاليات ومهرجانات متعددة، من ضمنها مهرجانات الوفاء، ومهرجان الأيتام، ولها بصمتها المتميزة في ذلك.

وتضيف السيدة بتول: أم نجيب نذرت نفسها لخدمة مجتمعها، بدعم الأسر المحتاجة، وأسر الأيتام، ولها دور فعال لإيصال المساعدات للمستحقين.

إن فتياتنا ونساءنا بحاجة إلى قدوات ونماذج صالحة، تقدم لهن تجارب حية للسعادة، ورؤية سليمة للحياة، بعيدا عن الاستغراق في الكماليات والمبالغة في الصرف غير المبرر.

عن الإمام علي «درك السعادة بمبادرة الخيرات والأعمال الزاكيات»

وعنه «السخاء إحدى السعادتين»

نسأل الله أن يوفق جميع العاملين ويسعدهم دنيا وآخرة، ويوفقنا للاقتداء بهم إنه سميع مجيب.