عبدالرحمن منيف الأسئلة التي لم يجب عليها بعد..!!
وأنا أقرأ كتاب الدكتور عبدالرحمن منيف «إعادة رسم الخرائط» لفت انتباهي في آخر الكتاب مقالة جاء عنوانها: « إجابة على سؤال لم يوجد بعد» حيث طرح منيف كثير من الأسئلة الضرورية والملحة التي تحتاج إلى حل بشكل سريع كي تتخلص الأمة العربية من حالة الجمود والتخلف الذي ينخرها، لكن هذه الأسئلة لم تحل لأنه رحل ورحلت معه أسئلته لأننا أمة لا تريد أن تتعلم لذلك نجد أنفسنا نكرر أخطاء الماضي ونردد « لماذا تأخرنا وتقدم الآخرون؟ ».
هذه الأسئلة لازالت قائمة وتتكرر كثيرا في هذا الوقت خاصة بعد ثورات الربيع العربي وما أنتج عنه من تغيير ربما لم يكتمل بعد لكنه تغيير كانت الأمة العربية بحاجة إليه لكي تتحول إلى حالة الدولة وليس حالة الإقطاع الذي تخلصت منه الدول المتقدمة منذ زمن طويل والشعوب العربية لازالت تضحي من أجل ذلك الحلم وهو « دولة المواطنة » التي تضمن الحقوق المتساوية بين مواطنيها من غير تفريق أو تمييز بينهم على أساس سيادة القانون الذي يضمن تلك الحقوق لكل مواطن وفق مبدأ «إليك حق وعليك واجب».
يشير الدكتور منيف « أن هموم الأمة العربية خاصة في هذه المرحلة من أكثر هموم العصر كثافة ومأساوية» هل نستطيع القول بعد كل هذه السنوات أن هذه الأمة لا زالت على حالها أم تغيرت بعد ثورات الربيع العربي؟ بكل تأكيد الأمة العربية تغيرت، لكن هناك من يتساءل هل هذا التغيير للأفضل أم للأسوأ؟ لا نعلم.. ندع هذا السؤال يجيب عليه المستقبل الذي لا نعلم ما يخبأ لنا من أحداث ونتائج.
يتساءل الدكتور عبدالرحمن منيف عن الحالة التي وصلت بنا إلى حدود الفوضى المطلقة « هل هي حالة فريدة وهل هي مرحلة طارئة لابد أن تنتهي مثلما حصل لشعوب أخرى كثيرة؟ » أسئلة الدكتور أعتقد لو كان موجودا بيننا الآن لما سأل هذه الأسئلة لأن الأمة العربية تعيش حالة مختلفة تماما عما كانت عليه في زمنه الذي كان مليئا بالانتكاسات والخيبات، الأمة العربية الآن تصنع مجدها مجددا وتطمح لمستقبل أفضل لها وللأجيال القادمة الأمة العربية تتحول من الصنمية والتقديس إلى المشاركة في بناء مستقبلها ومصيرها من خلال مؤسسات المجتمع المدني والانتخاب الديمقراطي وتعزيز دولة المواطنة وليس دولة الفرد.
الدكتور منيف في هذه المقالة: « إجابة على سؤال لم يوجد بعد» يتساءل ليس عن الهموم التي يعيشها ويشعرها هو فقط بل يعيشها كل مواطن عربي يعيش على هذه الأرض التي تمتلك الثروات الهائلة لكنها تهدر بسبب الفساد السياسي والإداري... ويكون المواطن العربي مشغول بتوفير لقمة عيشه ومستقبله والحياة الصعبة التي تتعقد كلما طال به العمر وهذا ينعكس على الوضع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي المتدني في هذه الأمة. لذلك نكون كأمة عربية معتمدة على الغير مما يجعلنا لقمة سائغة وسهلة المنال مع إننا لو فكرنا قليلا لوجدنا أغلب مقومات الحياة الكريمة نملكها وهي تحت أقدامنا لكن هذه الثروات لم يتم استثمارها بشكل الصحيح والسليم.
وفي الختام يقول عبدالرحمن منيف: « أحلم؟ يمكن أن تقولوا إنه الحلم... ولكن كثيرا من الأحلام هي التي غيرت الواقع، خاصة إذا كان الحالمون رجالا مصممين يستطيعون أن يترجموا الحلم إلى فعل... ».