كيف نقرأ للصغار
عندما يكون الحديث عن القراءة للرضيع فليس من ضرورة أن يفهم ما نقوله، بل إنه لن يفهم أكثرها حتى يصل إلى عمر أكبر، لأن الهدف ليس إفهامه ما نقوله من كلمات بل هو في جوانب أخرى أكثر عمقا من ذلك مثل تكوين عادة طيبة لديه كالقراءة التي إن أصبحت روتينا في حياته فإننا نكون بذلك قد وضعناه على السكة السليمة في مشوار الحياة الصعبة. وتساعد القراءة للصغار على تحفيز حاسة البصر لدى الطفل الرضيع، بينما ينمي استخدام تعبيرات الوجه وحركات اليد والجسم وتغيير نبرة الصوت عند الأم أو الأب، قدرته على التواصل مع الاخرين. وعلاوة على ذلك فإن القراءة للطفل «ومع مرور الوقت» سوف تصبح وقتا مبهجا مع ما فيه من فائدة ومساهمته في تحسين الذاكرة وتطوير مهارة الاستماع لديه.
أما عن العمر المناسب لبدء القراءة للطفل الرضيع فيمكن أن تبدأ منذ الأيام الأولى للولادة حسب الإمكانية مع مراعاة أنه لا يستطيع الرؤية «أو فهم ما يراه» بشكل واضح في الشهور الثلاثة الأولى، بينما ستكون حاسة السمع لديه حادة. ولذلك فإنه ينبغي استخدام الكتب ذات الألوان المتباينة مثل الأبيض والأسود وتقريب الكتاب من وجه الطفل بمسافة تساوي المسافة بين وجهه ووجه أمه عند الرضاعة «حوالي 30 سم». ويتم خلال هذه الفترة الاكتفاء بالصور وحدها «مع تسمية الأشياء المعروضة عليه» دون وجود أي نصوص. بعدها «عمر ثلاثة أشهر» يمكن استخدام كتب ملونة بألوان قاتمة، ثم استخدام كتب قماشية تتوفر في بعض المكتبات حتى لا يؤذي بها وجهه أو عينيه حيث قد يستطيع حينها الإمساك بالأشياء. ثم تتطور القراءة للطفل إلى قراءة بعض القصص القصيرة عن الأشياء أو الحيوانات المحيطة به مما هو مفصل في بعض الكتب المتخصصة.
وينبغي أن يكون وقت القراءة مناسبا للطفل مثل فترة ما بعد الرضاعة وتغيير الحفاضات، وأن يتم تكرار القراءة عدة مرات في اليوم حسب تقبل الطفل لذلك وحسب إمكانات الأم.
كما ينبغي أن تكون القراءة باللغة العربية «للعرب» وأن تكون القراءة سليمة وببطء شديد واستخدام القافية والإيقاع القصير والمناسب أثناء نطق الجمل القصيرة. ومع الوقت - وكما تقول بعض الدراسات - فإن الطفل سوف تشعره أوقات القراءة هذه بمشاعر الحماية والأمان الضروريان لنموه العاطفي والاجتماعي. وسوف تلاحظ الأمهات أنه سوف يستسلم لهذه الأوقات ويأنس بها خاصة أنه سيكون مسترخيا ومتوسطا حضن أمه والكتاب.