زوايا أسرية 9
ح +ب =
علاقة تبدأ منك وتعود لك
صبر جميل.. وهجر جميل.. وصفح جميل
الأسرة.. الملاذ الآمن
التسامح والسعادة تحتاج فكراً وعملاً وشعوراً بالمسؤولية
حرفان عظيمان يلامسان المشاعر والعقل والجسد ويشكلان عالماً مليئاً بالنور والألفة والمودة والصدق والشعور بالأمان والاستقرار النفسي وتحدي العقبات بحثاً عن السعادة التي يتواصل الإنسان من خلالها بالإشارات المنطوقة وغير المنطوقة بنظرات وكلمات ذات معنى كبير يُصاغ منها آمال وتطلعات يُوصف بها كل ما تقع عليه العين وما يختلج في الفؤاد وتلامسه الحواس الخمس، فلقد استسقى منه الشعراء والأدباء وتاه في وصفه كل ذي لُب وتسابق له الرسام والمصور والصانع محاولين تشكيل صيغة لصور جمالية لتلك الكلمة المكون من حرفين للحصول على مفردات تسبقها وتضاف لها عبارات يُشكلها الإنسان بصور وكلمات ومشاعر هادئة وشحنات عاطفية يفوح من عبقها وشذاها وزهوها وصدى تأثيرها وسحر تركيبها اللغوي الملهم للعشق والهيام.
«ح+ ب» كلمة من حرفين عاش ويعيش من أجلها الإنسان هي مفردة «حب» نسمو لنسعد ونسعى لها نحن البشر بكل قوة لتحقيق الكمال والرضا النفسي وعناوين تحمل معاني كبيرة لمفردة الحب وصولاً للسعادة والثقة والعناية والجمال والكمال، هذا الأمر جعل المخلوق يتسابق بوصف نفسه وبكل ما يحيط به ومن الجنس البشري أخص وأبدع في ذلك بوصفه للأنثى فاستخدم الكناية والتشبيه والاستعارة والصفات المعنوية والأخلاقية في وصف المحبوب وأضاف على ذلك بالروايات والآيات القرآنية حتى يسندُ ما يصبو له من الحب المرئي والمسموع والمحسوس مع علمه أنه ليس في وصفه بداية ولا نهاية أو حدود متفق عليها عند الجميع في الرؤية البصرية واللغوية والسماعية، فكلٍ له مقدرة في تشكيل وتحديد جوانب الوصف والصفات فلن تجد في هذا البحر ما يجفف مشاعره أو يوقفها عن الجريان من جمال اللغة لوصف المحب للمحبوب والمعشوق وهي الأنثى، فحدود المتفقات كبيرة والمختلف محدود مبني على العلم والقدرة اللغوية والثقافة والمعتقد والبيئة والامكانيات المادية والمعنوية.
يقودنا هذ الحديث إلى تساؤل عن الأحاسيس والمشاعر وكلمات الحب هل لها نصيب بين الزوجين؟ وهل هناك مفردات دافئة متدفقة أكثر تشكيلاً لملامح الاستقرار والهدوء الأسري الزوجي؟
مرت سنوات عديدة منذ تلك اللحظة المظلمة والمؤلمة والقاتمة التي تم فيها الزواج، فالأيام تُطوى وتطول فيها الليال الحالكة بالظلمة والظلم ولم يتغير فيها هذا الرجل الرافض لجميع آفاق الحلول وهو يخلط جميع الألوان في لون واحد أسود داكن أشد من ظلمة الليل فلا يتغير ولا يقبل التصحيح، يتنمر ويغلق كل أبواب الحوار ويضع العقبات في الطريق.
تناضل تلك الأنثى برقتها وعفويتها وأخلاقها من أجل مستقبل أسرتها، وتقفز أمام كل عثرة ضد أي موقف سلبي مع علمها بدخولهما مرحلة تحوم فوق رأسهما سحابة داكنة جعلت من حياتهما في حالة تشتت وعدم استقرار وزعزعة نفسية وسلوكية لتصرفٍ غير انساني وبعيد كل البعد عن القيم الإنسانية والدينية والمسؤولية الأبوية والزوجية
هذا ما دفع بفكرها إلى التفرد في القرار نتيجة للحرمان وممارسة العنف وعدم الاهتمام بالرعاية الصحية والأبوية والاستفادة من وسائل الإصلاح لإعادة اللحمة الأسرية ومعالجة المشكلات التدميرية إلا أنه لم يستجب ووصل به الحال يمارس الهجوم بالألفاظ النابية والساخر بدرجة العنف علما أن جميع ما تتصدى له هذه المرأة كان نتاج فعل ذلك الزوج الذى أوصل الأسرة والزوجة لماهي عليه اليوم من أزمات ماليه وأمراض نفسية تأثيرها لامس جميع أفراد الأسرة والمحيطين بها.
فأين ذلك العنوان الكبير للحب والمودة والميثاق الغليظ من سلوكيات هذا الزوج؟
على الرغم من تلك الآلام والجروح النازفة للمواقف والسلوكيات السلبية الهادمة لميثاق الزوجية والحقوق والأخلاق والقيم الدينية من قبل الزوج وما تحمله هذه الأنثى من إصرار للملمة وضعها الأسري وحياتها الزوجية بالعمل على تحسينها بالحوار والمنطق والصبر وعدم افشاء أسرارها للآخرين خصوصا المحيطين بها ورعايتها لأبنائها وسعيها مع المختصين لعلاج وضعها وزوجها وانقاد حياتهما الأسرية.
هذا الدور المثالي يجعلنا نقف إجلالاً لموقفها الكبير وللحفاظ على أسرتها وسعيها في الإصلاح، الأمر الذي جعل من المركز الأسري ملاذا آمنا تلوذ له في الاستشارة مع علمها أن الأمر يتطلب وقتاً طويلاً إلا أنه قد يثمر في النهاية لإيمانها بقدراتها وثقتها بأهمية الاستشارة الزوجية النفسية، فالعلاقة الزوجية ليست مجرد ارتباط اسمي، وصفة يحملها الزوجين، ويوميات عابره، فالكثير هدموا بيوتهم بأيديهم لأفكار سلبية وآراء وسلوكيات صنعوها وأحاطوا بها أنفسهم.
إن تغيير المواقف والاعتراف بالخطأ ضعف من الرجل اتجاه المرأة له أن يمارس حياته كيفما يشاء ولا يعيبه شيئاً، هذا المفهوم هو أحد الكوارث المتأصلة في الموروث الذكوري السلطوي الذي يمارسه بعض الرجال دون وعي مما يجعل الحياة الزوجية كارثية، ولخروج هذه المرأة من بطن اليأس ومعالجة وضعها وإعادة الأمل لحياتها الزوجية لوضعها الطبيعي نسج المختص الأسري معها قواعد مرحلية من خلالها يتم معالجة وضعها فينعكس ذلك على حياتها الزوجة فكانت جلسات نفسية سلوكية معرفية فيها من المهارات والتقنيات العلاجية ومسارات ترويض النفس بالعلاج السلوكي المعرفي لحمايتها من الأمراض النفسية من قلق واكتئاب نتيجة للخوف من المستقبل أو صدمة الانفصال،
دورك الآن احداث تغييرات إيجابية:
1/ ضبط النفس عند كل نقد بالصبر وعدم اللوم وجلد الذات
2/ السيطرة على المشاعر وقت الغضب وعدم الانجذاب للكراهية والتفكير في الانفصال
3/ عدم إطلاق الأحكام، وضعي سقفاً لعبارات الحوار السلبي والايجابي فالعبارات محسوبة لك وعليك
4/ تجنب الحديث عن رأي الآخرين فيه «الزوج» أو ما ينقل عنه نهائياً حتى رأي المختص يُعد من المحذور أن ينقل للزوج التساؤلات التي يطلبها المصلح أو المختص عن الزوج لإصلاح الحياة الزوجية والتقليل من آثارها ومدتها عليهما
5/ الغيرة في غير موطنها تعد من المفاهيم الخاطئة يمارسها الزوجين
6/ العمل على زرع الثقة دون الشعور بالتملك ومصادرة الرأي والتعالي والعتاب على الماضي
7/الحوار والاحترام والتفاهم والمعاملة الحسنة تخلق علاقة زوجية تنمو فيها القدرات وتتوسع المدارك العقلية بسبب الشعور بالأمن النفسي ووجود الاهتمام غير المبالغ فيه
8/ العلاج والحلول ليست من خلال البحث في الانترنت عبر شبكات التوصل الاجتماعي ففيها الغث والسمين وعدم استشارة من لا يمتلك القدرة على الحل وإن كانت له من التجارب الحياتية أو اللجوء إلى الصديقات قد يكون في ذلك وبالاً على أسرارك وحياتك الزوجية والأسرية
هذه النقاط كانت في المسار الأول يجب أن تُعطى الأولوية في جميع تصرفات الإنسان السوي ويُسارع للنهوض ويُغالب نفسه مما تُعاني ويعمل على توسيع دائرة المعرفة وتصحيح وانقاد نفسه وحياته الزوجية من شبح يُخيم على كثير من الأسر.
فمساهمة ومساندة دور المختص في العلاج السلوكي المعرفي والأسري كفيل في إعادة الحياة الزوجية إلى مسارها الطبيعي.