عن تربية الحيوانات.. أي استعبادها
يبرع الإنسان في تغيير الاصطلاح لتغيير المعنى، فيسمي المستعمر بقايا أرباح استثمار موارد المنطقة المستعمرة مساعدات لسكانها، وتسمي قوى الاستكبار حروب السيطرة تحريرا، ويسمي بعض الفقهاء القروض الربوية بعد التلاعب بيوعا. كذلك يسمي محتجز الحيوانات ومستعبدها فعله تربيةً.
فإذا ما سلمنا جدلاً بأن سفك دماء أبناء الحيوان وبناته وذبحها وسلخها والتلذذ بطعم الرضع منها ضرورة لبقاء الإنسان - وهذا محل جدل -، فإن حكر حركة الحيوان وتطويعه للقيام بتصرفات لتسعد مالكه وتسليه والتحكم حتى في طريقة قضاء حاجته، هو بالتأكيد أمر غير ضروري لبقاء الإنسان.
وإذا ما قال الإنسان إن الحيوان هو الذي دجن نفسه وأحب أن يساكن الإنسان ويخالطه منذ القدم كالكلاب والقطط، فإن هذه رواية الإنسان عما جرى. كذلك كان يفعل بعض المستعبدين من البشر إذا ما احتاجوا إلى غيرهم. ثم يصبح أبنائهم عبيداً بالتوارث حتى إذا ما سألت الابن عن الحرية أنكرها فهو لم يعد يعرف كيف يعيش بعيدا عن السيد الذي قطع شوكته وطوعه للعبودية.
وإذا ما اختار كلب ما أن يقارب إنسانا ما لحاجة ما، طعاما كانت أو دفئا أو مأوى، فإن هذا لا يعطي للإنسان الحق في استعباد ذلك الكلب وحصر حركته بما يقرر هو ومنعه من التنقل في الطبيعة التي يحب ويألف.
فضلا عن إلحاق الأذى به بإخصائه وحرمانه من المتع الحيوانية وجبره على سلوكيات ليست من طبعه وطبع أهله الكلاب الأوائل.
إن جمعيات حقوق الحيوان تكفل للنمور والأسود ذلك الحق وتدافع عنه. وكذلك تحمي الحيوانات من الاعتداءات الجنسية من البشر. ولا أعلم فيما يختلف حق التنقل وحق ممارسة الحيوان المستألف - لم يكن أليفا وليس كذلك لو أتيحت له الفرصة - لحقوقه الحيوانية كاملة.
إن على الإنسان أن ينزل من برجه العاجي وأن يتعامل مع بقية الحيوانات كجيران وسكان أصليين في هذه المستعمرة وليس كحاكم مستبد.