آخر تحديث: 22 / 12 / 2024م - 2:12 ص

دعوة من اجل ان تكون المساجد «صديقة للبيئة»

خضراء المبارك

لكل مسجد أوجامع حكايته، ولكل موقع أنتماؤه الحضاي وجماله وتميزه..

لكن الملفت في هذا المسجد المريح نفسيا عندما تمر حوله هو أن البيئة المحيطة به وبعض ما اتصف بِه من خصائص، جعلني أسميه على اساسها بالمسجد ”الصديق للبيئة“.

انه جامع «المغفور له محمد بن سالم السويدي» في مدينة العمال بصفوى.

أقيم هذا المسجد على نفقة المرحوم الشيخ محمد بن سالم السويدي، رجل الأعمال المعروف بمدينة راس تنورة «رحيمة» مدينة النفط والماء التي تقع في شرق المملكة العربية السعودية، وهي عبارة عن شبه جزيرة تحيط بها مياه الخليج العربي من ثلاث جهات.

ويقال في تسميتها سابقا «رحيمة» وسميت برحيمة لأن موظفي أرامكو كانوا قد أقاموا منازلهم وسكنوا بجانب عين تسمى «عين رحيمة». ويقال أيضا أنه كانت الأسماك تعلق في الشعب المرجانية وكان السكان يأتون لأخذها بكل يسر ورحمة بدون أي خلاف مع او بين أحد. أو نسبة لمنطقة صيد اللؤلؤ الدي تعرف باسم أم رحيم. هذه المدينة الرحيمة قريبة من مدينة صفوى التي تقع بضع كيلومترات جنوبها.

نعود للجامع المذكور والذي اقيم على نفقة هذا الرجل المحسن وهو مؤسس لشركة السويدي وساهم في كثير من المشاريع الخيرية - رجل من رجالات هده المدينة رحيمة «راس تنورة» الان.

وما يميز هذا الجامع، هو جمال النخيل المزروعة حوله والتي تحيط به ذات المنظر الجميل كلوحة فنية تسر الناظرين.

وما دعاني ان اكتب هو امنيتي ان تكتمل حلقات الصداقة للبيئة في هذا الجامع وكل جوامع المحافظة، بان يكون مصدر ري الاشجار والمسطحات الخضراء التابعة للجامع هو بقايا مياه الوضوء بعد تدويرها،

وبذا تكتمل حلقات الصداقة فهذه الأشجار المزروعة حول المساجد، تعطي بيئة أفضل، فالهواء نقي ونطيف، واستهلاك للطاقة اقل، درجات الحرارة ادنى، وجمال للمكان وهي ايضا تقوم بحفظ المياه من الاهدار.

فكلنا يعلم أن العالم ويشمل المدن والتجمعات السكانية تعاني من تزايد في ارتفاع درجات الحرارة وكذلك تزايد في معدلات تلوث الهواء.

وتعد الاشجار من أهم وسائل الحد من تلوث الهواء ولها دور كبير في خفض درجات الحرارة وبالتالي تقليل استهلاك الكهرباء.

ومن وحي هذا الجامع اسمحو لي بان اقدم دعوة الى القائمين على المساجد في صفوى وكل محافظة القطيف والمنطقة الشرقية لعمل مشروع يعيد تدوير مياه الوضوءلإستخدامهاً في الري.

ومن اجل القاء الضوء على موضوع تدوير مياه الوضوء، فهو مشروع قامت عليه ”جمعية آفاق خضراء“ التي من أهدافها مكافحة التلوث وتشجيع استخدام الطاقة النظيفة والتوسع في زراعة الاشجار. ومن اهم اهدافها الاستفادة من مياه الوضوء الفائضة بعد فلتزتها الى سقيا الأشجار التي لها دور في تلطيف المناخ وتقليل استهلاك الكهرباء وتنقية الهواء وتجميل المكان. وكان اول مسجد ضمن هذه البادرة هو جامع هيا بنت عبد العزيز الصبيح بحي الموسى بالرياض. حيث برز كاول مسجد من المساجد الصديقة للبيئة ويتم ري الاشجار التي حوله عن طريق تدوير مياه الوضوء المهدرة.

وتماشيا مع جعل مددنا خضراء وصديقة للبيئة، نطمح الى تطبيق هذه الفكرة في كل مساجدنا. ومن هنا اتقدم بدعوة لكلٍ الخيرين القائمين على الجوامع والمساجد من اجل العمل على استغلال مياه الوضوء وتدويرها لتوجيه هذه المياه الى خزان مخصص لتجميع المياه ويوصل بشبكة ري مناسبة تلبي احتياجات التشجير. بهذا يمكن ان نمنح المساجد منظرا جماليا يندمج مع دورها الروحي والانساني والحضاري.

رحم الله الشيح محمد بن سالم السويدي ورفع منزلته في جنات الخلد.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
فوزي الصفواني
[ صفوى ]: 10 / 4 / 2021م - 9:58 م
.. حقاً ..من أرقى ما قرأت من الإبداع.

بوركت الأفكار النيّرة والجهود المؤازرة لترجمتها إلى واقع معاش..