زوايا أسرية 5
- قضايا المواريث والانتظار يمتد لسنوات...
- الحديث عن الإرث أمرٌ مشروع وهو حق
هناك من أعطى وأغفل بعضه مجافياً للعدل والحق «موت - ووارث مستأثر - خلاف - محاكم - - محروم»
تقول: نحيبٌ وبكاٌء وجرحٌ دامي في قلبي، يهزني كلما ذكرت اسم أبي، أبكي جرحاً عظيماً لفراقٍ أوجعني،
أبي أشكو لك أُخوتي، حرموني واستضعفوني، رحلت إلى الرفيق الأعلى وهو رحيم بك فرحمته وسعت كل شيء وأنا ابنتك الصغرى أحتاج إليك لتذكرهم بوصيتك، تقوى الله والعمل بما أمر، ذلك أوفى لهم إن كانوا يعلمون،
لقد تسممت حياة بعض الناس وأصبح فكرهم ومعتقدهم ودينهم وعلاقاتهم الأسرية والزوجية في حالة سُبات عميق، وأصبحوا يدورون في فلك المال طوال حياتهم بعيداً عن القيم والأخلاق، ومن أسوء الصراع في أروقة المحاكم خلاف توزيع الإرث الذي يستأثرُ به بعض أفراد العائلة ويُحرم منه البعض، خصوصاً القُصر والجانب النسائي حتى وصل الحال ببعضهم حرمان والدتهم التي أصبحت ضيفة في بيت زوج ابنتها دون أن يحرك ذلك ساكناً في مشاعرهم المتبلدة بل المتجمدة.
هذا الحديث يجلب الهذيان وأحياناً الاستنكار والغثيان إلا أنه لازال يناقش في حدوده الضيقة لم يتضح له طريق غير المسائل الشرعية المكتوبة في بطون الرسائل العملية والذهاب إلى المحاكم طريق طويل ويزيد من عمق الجرح خلافات عائلية تشتت، وألم ومعانات وحزنٌ ونزاعات وغياب ضمير بعضهم لاستئثاره بالإرث وحرمان الجانب النسائي لأنه الجانب الأضعف، لعدم قبول الورثة من الرجال تدخل أي طرف من قبل النساء فيصبحوا في صراع نفسي عرفي شرعي بين البحث عن حقهم في التركة وبين تدخل أزواجهم لمساندتهم في استحصال حقهم الشرعي.
ينقلهم هذا الخلاف حتماً إلى أروقة المحاكم الذي يوصلهم إلى انعدام التفاهم، فيزداد العناد والحمق وتكبر كُرة الثلج ويتضاعف شكلها، متناسين أنهم أفراد أسرة واحدة فينعكس ذلك على الأبناء والعائلة والأجيال المقبلة في شقاق دائم إلا ما رحم ربي، فيُحبس المال في البنوك وتضيعُ الحقوق بفعلٍ مجافي للعدل والحق والاستقرار العائلي ويُعد سرقة وفساد ومن الجرائم المالية.
فمن المسؤول؟ ومن يسلط الضوء أكثر على هذا البُعد من إعلام وخطباء ومختصين؟
وقبل ذلك نتذكر قول الباري عز وجل: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ «180» فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة/181