آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

زوايا أسرية 1

محمد الخياط *

الحوار ينقدك من السطوة والتهور.

المحب قادر على الإعتذار.

حياتكم هل يصح كشف النقاب عنها؟

ليس من الصحيح أن نتغافل أو نتجاهل عندما يعج البيت بالخلافات الزوجية عنفٌ وصراخٌ وصراعٌ وتهديدٌ بالانفصال المفقد للأمان النفسي والمؤدي إلى شفا الهاوية، لوجود سلوكيات وميول من أشخاص مضطربين لا يرغبون في تغيير مساراتهم وقناعتهم التي تسهم في تحسين حياتهم الأسرية والاجتماعية، وهذا النمط من الأشخاص عندهم عذراً لكل حدث، والكثير منهم يمارسون السطوة باستخدام القوة الذكورية وباسم القوامة المغلوطة وأن له الحق يفعل ما يراه وإن كان فيه ضياعٌ أُسري.

هذا السلوك له نتائج سلبية على حياته الزوجية والأبناء في تغيير المفاهيم أن يكون الحق منكراً والمنكر حقا، هذا لهو أمرٌ مشين

أليس الأحرى بكم إعادة التفكير ونبذ الصورة النمطية ورسم صورة خيرة لتوليد أفعال إيجابية بطاقة متجددة وتصحيح كثير من المفاهيم المشينة في العلاقة الزوجية؟ فأنتم تدركون الأمور جيداً والتي تتجلى في تسخير كل قِوى الخير لإعادة الحوار والتواصل والتحفيز للرجوع عن قرارات ليس لها مبرر ووضع الحلول لما أنتم عليه من سوء فهم ٍ مع حفظ كرامة كل شخص، فوجهات النظر هي فرضيات فيها من الخطأ والصواب بنسب متفاوتة، وفروقات في نمط تفكير كل طرف وطريقة التعاطي مع مختلف القضايا وطرق حلها ومقدرته على مواجهة الضغوط وأسلوب الحوار مع الطرف الآخر،

فبعضهم يحتاج إلى التحدث بالتفصيل والآخر يميل إلى الايجاز، ويأخذ بنسبة احتمالات تصل إلى اليقين ويضع كل تداعيات الحدث أمام عينيه مع كثير من التساؤلات، وبعضهم يقفزُ إلى استنتاجات ما أنزل الله بها من سلطان ويدعي أنه على الحق مع ذلك لا يمارس الحق قولا وفعلا،

إلا أنه يشعر أن كفة الغلبة ستكون لصالحه، وفي حالة الصراع يكون الأطراف مدفوعين ومتحفزين للغلبة وبإسلوب مستفز فيغيب المنطق والعقل والمصلحة الأسرية متناسين أن الحياة الزوجية هي أشبه بشجرة يانعة مثمرة تذبل بسوء المعاملة بالتهديد والوعيد والعنف اللفظي والجسدي المحرم شرعاً وقانوناً. ويعد هذا الفعل أحد أهم الدوافع النفسية المؤثرة في طلب بعض الأزواج بالانفصال فيصبون الزيت على النار في ضياع وحدة الكيان الأسري مم يجعلهم يحتاجون استشارة المختص الأسري والنفسي لتزويدهم بكثير من المعارف والمهارات السلوكية الزوجية لتحسين وتصحيح المفاهيم المتعلقة بأوضاعهم

الحوار ينقدك من السطوة والتهور

1/ الحوار والاحترام والتفاهم يحتاج إلى أسلوب ودوافع لحل كل ما هو خلاف لتوضح وجهة النظر بصدق وحكمة ومعرفة الوقت والمكان المناسب للحديث على أن يكون الحوار محدود ومبرمج في رأسك قبل مناقشته وليس قراراً حتى تستطيع أنت والطرف الآخر الوصول إلى المبتغى.

2/ هل نحن نعيش في عالم الخيال أم مطلوب أن نعيش حياتنا ضمن الواقع فنحن بشر لنا ميول ورغبات وتصورات ومشاعر ونعيش ضمن محيط نتأثر به ونؤثر فيه، فالنتائج المرجوة من كل أحد هي رهان تلك الظروف المحيطة به بالإضافة إلى عطائه وسلوكياته وأخلاقياته تكسبه مُمارسه ضمن معطيات الحياة في كل الاتجاهات

3/ لحل الخلافات الزوجية بقيم مجدية واعادتها لمسارها الطبيعي نحتاج اكتساب الكثير من الأخلاقيات والسلوكيات وإيجاد البدائل المؤثرة لتعود الحياة الزوجية لطبيعتها البشرية وليست الملائكية بمقاييس شخصية من الكفاح والمشاعر والأخلاق والقيم الدينية.

4/ ليس هناك إنذار وموعد ووعيد على تحرير ما يجب أن يطرح للحوار والمناقشة فيما يتعلق بحياتكم وحياة الأبناء مع ملاحظة أن الطرح من أي تساؤل باحترام وكرامة وعدم سوء الظن هو عنوان ينشط العلاقة ويقلل من سوء الفهم ويخترق الضباب ويمكنكم من إيجاد الكثير من الحلول لحياتكم وحياة أبناءكم.

5/ لكل عقده حل..المشاعر والآمال والتطلعات والأمنيات والأحلام ومد الجسور المشتركة بالحوار والمحبة والكلمات الدافئة هي رُسل لمسيرتكم في الحياة وفرصة لإغلاق الكثير من الحواجز والملفات العالقة وإعطاء الأمل لاستمرار الحياة بفرصة الرجوع عن أي سلوك مشين أُتخذ اتجاه الطرف الآخر.

التسامح والنية الطيبة تسهم في انهاء الهوة وتصفية النية وتقوية الإرادة وحل كل خلاف يظهر في المستقبل.

هذه النقاط جديرة بالاهتمام والمرحلة الواقعية تُصيغ حياتك ومستقبلك بدماثة أخلاقك وقيمك ودينك مع ملاحظة أننا نعيش في عصر الانفتاح وهناك مسائل كثيرة يمكننا أن نطوعها ونطور من أنفسنا من خلال تفاعلنا مع ما هو مناسب من حيث القراءة وحضور البرامج المتعلقة بحياتنا الأسرية واستشارة المختصين في الشأن الأسري والنفسي والتربوي..

فالمناخ الأسري يعد عصب الحياة لسعادتك الشخصية ودورك المجتمعي والمهني والوطني..

أفعالك في الحياة متصلة تبدأ بك وتعود إليك...

كاتب سعودي ومدرب في شؤون الأسرة