آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

”الإغلاق“ «Lockdown» كلمة ”عام كورونا“

الدكتور أحمد فتح الله *

اختار معجم كولنز «Collins Dictionary» الإنجليزي كلمة ”Lockdown“ «الإغلاق» كلمة عام 2020م، نظرًا لارتفاعها الحاد في الاستخدام خلال جائحة ”كوفيد-19“ «Covid-19»، ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»، فقد اختار القاموس الكلمة لأنها أصبحت مرادفة لتجربة مليارات الأشخاص حول العالم حيث اتخذت الحكومات تدابير تقييدية للحد من الفيروس «Covid-19». يمضي تقرير ال بي - بي - سي ليقول إن الكلمة أصبحت شائعة الاستخدام حيث فرضت الحكومات في جميع أنحاء العالم إجراءات صارمة لوقف انتشار فيروس Covid-19.

وقد سجل المعجميون «Lexicographers»، العاملون في صناعة المعاجم، أكثر من 250,000 استخدام لكلمة ”Lockdown“ في عام 2020م، وهي زيادة هائلة من 4000 فقط في العام السابق «2019م».

وللمعلومية، فإن القاموس يُعَرِّف ”الإغلاق“ «Lockdown» بأنه: ”فرض قيود صارمة على السفر والتفاعل الاجتماعي والوصول إلى الأماكن العامة“: «”the imposition of stringent restrictions on travel، social interaction، and access to public spaces“»

هذا الإغلاق أثر على كيفية عمل الناس، وتسوقهم، ودراستهم، وأمور أخرى اعتادوا عليها في حياتهم. وقالت هيلين نيوستيد «Helen Newstead»، مستشارة المحتوى اللغوي ««Content Consultant في معجم كولينز، إن عمليات الإغلاق أثرت على طريقة عملنا ودراستنا وتسوقنا وتواصلنا الاجتماعي، وأشارت إلى أنه ”مع دخول العديد من البلدان في حالة إغلاق ثانية، فإن الاحتفال ليس بكلمة العام التي يجب الاحتفال بها، ولكن ربما تكون هي ما يلخص العام بالنسبة لمعظم العالم“.

ومن الجدير بالذكر، أن هناك مصطلحات أخرى مرتبطة بالوباء وصلت إلى قائمة العشرة الأوائل في المعجم المذكور لهذا العام [1] ، على سبيل المثال، ”الإجازة من الحبس“ «Furlough»، و”العامل الرئيس“ «Key Worker»، ”العزلة الذاتية“ «Self-Isolate»، ”التباعد الاجتماعي“ «Social Distancing»، وبالطبع، إضافةً إلى، ”فيروس كورونا“ «Coronavirus».

والجدير بالذكر، أن كلمة العام الماضي «2019م» في قاموس كولينز كانت ”إضراب المناخ“ «Climate Strike»، حيث شهد ذاك العام حركة بيئية عالمية «Global Environmental Movement» قادته ”الطفلة“ السويدية غريتا ثونبرج «Greta Thunberg»، وغار منها رجل في السبعينات من عمره، ورئيس أكبر دولة في العالم، ولم يكن يهتم بأمر يخص البشرية كلها، إلا بصورة لطفلة على غلاف مجلة التايمز. ونأمل من خلفه الاهتمام بقضية المناخ، كما وعد، وأظنه صادقًا، لكن صدقهم السياسين يخلتف عن صدق الآخرين، وكذلك وعودهم. ويطرقني سؤال بريء بين حين وآخر، هل التغيرات المناخية في العالم، وغزو الفضاء له علاقة بزيادة الأوبئة على الأرض، ومنها المدعو ”كوفيد-19“، الذي ”أغلق“ أبواب ونوافد ومنافذ وحياتنا؟

وفي الختام، بالنسبة لي أنا شخصيًّا، أرى أن اختيار كلمة ”الإغلاق“ «Lockdown» كلمة العام لسنة 2020م «عام كورونا» في محله ومستحق لتأثير مفهومها على حياة البشرية طوال عام كامل ونتائجه، وما سبب من معاناة لمليارات من الناس، وربما يطول بعد موجة التحور الجديد للفيروس في بريطانيا. لكن ما رأي القراء الكرام؟ وما الكلمة التي تتوقعونها أو ترونها هي الأكثر استحقاقًا؟ ولماذا؟

[1]  انظر سلسلة مقالات ”كورونا: البعد اللغوي“، للكاتب والمنشورة في جهينة الإخبارية من تاريخ 22-3-2020م إلى 28-5-2020م
تاروت - القطيف