آخر تحديث: 10 / 12 / 2024م - 1:14 ص

القطيف.. رؤى شبابية متباينة حول علاقة الفرد ب ”العقل الجمعي“

جهات الإخبارية

برز تباين واضح في الحوار الفكري الشبابي الذي نظمه منتدى الثلاثاء الثقافي، في ندوة حملت عنوان: ”الشباب بين العقل الجمعي والعقل الواعي“.

جاء ذلك بمشاركة مجتبى آل عمير، رضا الحواج، وعلي المسكين وأدار الحوار فيها علي المطرود.

وأكد المطرود أن وجود الشباب ودورهم، أصبح بارزا ومهما في المرحلة الحالية، وانعكس على مشاركتهم في الحياة العامة، وقدرتهم على بلورة اتجاهات ثقافية وفكرية تتجاوز السياقات التقليدية وخاصة مع تطور وسائل التواصل وطنيا وعالميا والانفتاح على التحولات المستجدة.

بينما طرح رضا الحواج رأيه حول موضوع علاقة الفرد بالمجتمع، بقوله إن الإنسان يعيش بين نزعتين فردية وجمعية، وتختلف مداهما عند تغير المحيط الاجتماعي وتماسكه وقوة تأثيره على الفرد، وتتعزز الحالة الفردية بصورة فاعلة عندما تتوفر لدى الفرد القدرة على امتلاك أدوات الفكر النقدي.

ورد مجتبى آل عمير بأن البناء الفكري للفرد يتشكل من خلال سعة الروافد الفكرية، وفي المجتمع الشبكي أصبح التأثير على الفرد يتشكل من دوائر أوسع مما كان عليه في الماضي، والأفراد هم من يقومون بصناعة الأفكار، وقد يجتمع مجموعة أفراد عن بعد لخلق أفكار جديدة.

وأضاف آل عمير أن الانتماء للجماعة لا يتعارض مع التفكير الفردي المستقل والنقدي، والأفراد تكون لديهم القدرة للاستجابة للمتغيرات أكثر من الجماعة.

وأكمل أن الدين لا يزال يمثل ثقافة المنظومة التقليدية في المجتمع ومن الضروري ادخال الخطاب الدين ضمن الثقافة العالمية، فيما عقب رضا الحواج أن الانتماء للجماعة يشكل حماية للفرد، ومن يحدث التغيير ليس الفرد وإنما المجموعة الفاعلة القادرة على التحريك.

وفي مداخلته علق علي المسكين أن الجيل الجديد أصبح أكثر تمردا، وتطوره أصبح سريعا في المراحل الأخيرة، وأن التحول من نظام القرية للمدينة انعكس على تغير في القيم والسلوكيات العامة.

وأوضح أن الخطاب الديني متشعب بشكل كبير ويحمل أكثر مما يحتمل، وأن بعض الفاعلين الدينيين اهتموا بالرد على الشبهات وحفظ المأثورات والتراث.

فيما بين سلمان الحبيب أن العقل الجمعي قد يلغي حرية الفرد ويحوله لتابع ووارث لأفكار المجتمع ومانع للنهوض، ويتطلب من المثقف كي يكون فاعلا أن يكون مستقلا ومتواصلا مع محيطه وعقلانيا.

وقال نادر البراهيم إن العقل الجمعي يشكل مزاجا ضاغطا على الفرد، والفردية لا تعني الوحدة والانعزال بل تعني الحرية الفردية للتفكير النقدي.

وأكد د. علي الحمد أن المجتمع بدأ يعطي قيمة للفردانية والابتكار والابداع وكثيرون خاضوا معاناة مع دوائرهم الاجتماعية ليحققوا تطلعاتهم الفردية، والتحول نحو المجتمع الشبكي فرض قيما ونظرة جديدة في المجتمع وتشكلت الاختلافات البينية في المجتمع.

وأشار د. علي سليس إلى ضرورة التفريق بين الفردية والانتماء للجماعة وكذلك بين التفكير الفردي والعقل الجمعي فهذه المفردات ليست مترادفة وكثيرا ما يحدث خلط، فالتفكير الفردي يعني التفكير المستقل ولا يتعارض مع الانتماء للمجتمع.