تجربتنا مع المنصة
أوشك الفصل الدراسي على الانتهاء يحمل معه ذكريات لتجربة جديدة وعجيبة ولاتخلو من الطرافة والقصص الفكاهية.. تجربة تقنية رقمية... خضع لها كل من ينتمي إلى سلك التعليم ولا نستثني أولياء الأمور... قفزت بنا وزارة التعليم لتطبيق الاحترازات الوقائية إلى ما وراء النجوم الفلكية. مخترقة طبقة الأوزون والتربوسفير... لتتركنا في فضاءات المنصة مذهولين.. اللب والفكر.. نعتمد على امكانياتنا المتواضعة في العالم الجديد.. حتى أن البعض كاد يصاب بالاحتباس الحراري والشيخوخة المبكرة والهلاوس العقلية لولا لطف الله لنا..الأمر برمته أثار عاصفة في خلايا المخ لتصيبه بارتجاجات عصبية تهاوت كل معلوماته السابقة عن التعلم. كانت الصدمة أقسى مما نتخيل.. وكأن أشعة إكس تخترق عظامناً... عهداً جديد من التعليم سيكتبه التاريخ بأنامله الإلكترونية التقنية لتخليد الوضع التعليمي والاجتماعي والنفسي أمام المنصة... فجأة وجد المعلم نفسه يخوض معركة الوجود وإثبات الذات ليتعلم أبجدية المنصة وأخواتها من برامج التيمز.. وغيرها.. ويفك رموز مصطلحاتها وبرامجها ليصل إلى مرحلة التمكن وتواقاً لنيل القبول من الإدارة والطلاب.. ناهيك عن استعداده النفسي أثناء إلقاء درسه المباشر مع الطالب والذي يعلم جيداً أنة يدرس الطالب وعائلته أيضاً. فالأضواء مسلطة عليه وعلى طرحه للدرس وعلى كل ما سيقوله لطلابه.. عليه أن يستعد الى المفاجآت السارة والصادمة أيضاً عبر التيمز..من فتح الطلاب إلى جهاز المكرفون وفق مايشتهون اومن حيث لا يعلمون ليصل إلى أسماعه واسماع طلابه أسرار البيوت... وأصوات الأسرة.
ذات مرة نادى المعلم على تلميذه للمشاركة وصادف ذلك وقت الصلاة فإذا بوالدة الطالب تصرخ على ولدها لترك المنصة للقيام إلى الصلاة ليسمع كل من في الصف الافتراضي صراخها الذي صاحبه ألفاظ سيئة... ظل المعلم واجماً.. عاجزاً عن التعليق.
والأكثر إثارة إلى الضحك.. آلة التصوير الذي قد يغفل التلميذ عن إغلاقها... ليرى المعلم منزل الطالب وقد يصادف أن يرى بعض أفراد عائلته...
ولا يخلو الأمر من انتحال شخصية الطالب وتلوين الصوت من قبل أفراد العائلة إنقاذا للوضع في حالة عدم تواجده عند المنصة. ناهيك عن الإجابات التي تقدم له على طبق من فضة.. حكايات وحكايات من ألف ليلة وليلة أبرزتها لنا المنصة على الساحة الاجتماعية. لكن تبقى المنصة لها إيجابياتها فقد قضت على مشاكل الشغب والتمرد والعنف والتنمر المدرسي التي تكاد تفتك بشخصية الطالب خصوصاً في المرحلة الابتدائية. لقد شعر بالاستقرار النفسي اثناء الدراسة فالتصادم مع زملاءه له الأثر السلبي على كيانه..
وبالرغم من مشاعر النفور والكره والألم من الذهاب الى المدرسة يومياً وهو شعور بعض الطلبة لكن الحنين إلى أيام المدرسة والوقوف على اطلالها... أمنية ترواد أولياء الأمور قبل الطلاب.