رؤية الاهتمامات والرغبات بعقلية النمو قد تقدح تفكيرًا إبداعيًا
25 نوفمبر 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 378 لسنة 2020
A growth mindset of interest can spark innovative thinking
25 November 2020
وجد باحثون من الكلية المشتركة بين جامعة ييل وجامعة سنغافورا الوطنية - Yale-NUS أن رؤية الاهتمامات / الرغبات الشخصية على أنها قابلة للنمو والتطور وليست ثابتة، يمكن أن تساعد الناس على الربط بين حقول المعرفة المتنوعة قد لا يستطيع آخرون الربط بينها، وما يترتب على ذلك من ابتكار
من تغير المناخ إلى الجائحة المستمرة وما بعدهما، أصبحت المشاكل التي تواجه عالم اليوم معقدة وديناميكية بشكل متزايد. ومع ذلك، فإن حل مثل هذه المشاكل - التي تتداخل مع عوامل اجتماعية وبيئية وطبيعية وسياسية - يتطلب مقاربات جديدة تتجاوز طرق التفكير التقليدية. الحل يتطلب من الناس الاعتماد على مجالات المعرفة التي تبدو متباينة، كالفنون والعلوم، ودمجها معًا. هذا النوع من التفكير التكاملي «للتعريف، راجع 1»، أو القدرة على الجمع بين المعارف من مختلف المجالات والحقول، أمر بالغ الأهمية لإيجاد حلول فعالة ومبتكرة لمعالجة المشاكل المحلية والعالمية. وجدت دراسة بقيادة أستاذ علم النفس المساعد في كلية Yale-NUS، بول أ. أوكيف Paul A. O’Keefe، أن امتلاك رؤية إلى الاهتمامات / الرغبات بعقلية نمو [المترجم: بحسب نظرية عقلية / ذهنية النمو لـ كارول دويك، 2] " قد يقدح هذا النوع من الابتكار.
الأستاذ المساعد أوكيف المنتسب أيضا إلى كلية إدارة الأعمال في جامعة سنغافورة الوطنية «NUS»، أثبت في مجموعة من الدراسات السابقة «3» أن الناس يحملون معتقدات مختلفة عن طبيعة الاهتمامات «الرغبات». أولائك الذين يتصفون برؤية إلى الاهتمامات بعقلية نمو «بحسب نظرية عقلية النمو. 2» يميلون إلى الاعتقاد بأن الاهتمامات يمكن تنميتها وتطويرها وتعهدها واستغلالها، في حين إن الذين يتصفون برؤية إلى الاهتمامات بعقلية ثابتة «بحسب نظرية العقلية الثابتة 2» يميلون إلى الاعتقاد بأن الاهتمامات فطرية وببساطة هي موجودة [لديهم] وتحتاج فقط إلى أن "تُكتشف. في بحوثهم الاستكشافية، أثبت الباحثون أن أولائك الذين يتصفون بعقلية النمو كانوا أكثر انفتاحاً على مجالات خارج اهتماماتهم الرئيسية المسبقة من ذوي العقلية الثابتة.
بناءً على هذه النتائج، أحدث البحوث درست كيف يمكن لرؤية الاهتمامات بعقلية نمو أن تعزز التفكير التكاملي «4» في جميع أنحاء حدود التخصصات التقليدية للفن والعلوم «للتعريف بهذه الحدود، راجع 5». أجراها فريق من كلية Yale-NUS، يتألف من الأستاذ المساعد أوكيف وزميل البحث الأول إي جي هوربيرغ Horberg وزملاؤهما في الكلية، نشرت هذه الأبحاث الجديدة مؤخرا في مجلة Organizational Behavior and Human Decision Processes «انظر 6».
وجدت الدراسة أن رؤية الاهتمامات «الرغبات» بعقلية نمو يمكن أن تزيد من رغبة الناس وقدرتهم على توليد أفكار تجسّر بين مجال اهتمامهم الأساس «على سبيل المثال، في الفنون» وبين مجال آخر خارج هذا التخصص «مثل العلوم». على سبيل المثال، في إحدى المهمات، تم توجيه المشاركين في الدراسة لاستحداث تخصصات جامعية جديدة بالجمع بين اثنين أو أكثر من برامج الفنون الأكاديمية أو العلوم الموجودة في جامعتهم. بعد ترميز coding الأفكار وتحليلها، وجد الفريق أن الأشخاص الذين لديهم رؤية الى اهتماماتهم بعقلية نمو مقارنة بمن لديهم رؤية الى اهتماماتهم بعقلية ثبات، كانوا أكثر احتمالًا بالتجسير بين برامج في الفنون والعلوم لاستحداث تخصصات جديدة كاللغويات الحوسبية - وهي عبارة عن استخدام النمذجة الكمبيوترية لفهم اللغات الطبيعية - بدلاً من استحداث تخصصات مستمدة من مجال واحد فقط من تلك المجالات، مثل الكيمياء الحوسوبية - وهي عبارة عن استخدام النمذجة الحوسوبية لفهم العمليات الكيميائية. كشف التحليل أيضًا عن أفكار تكاملية عالية الجودة جاءت من أفراد يتصفون بعقلية نمو.
أكد الأستاذ المساعد أوكيفي أن فهم هذه الروابط يمكن أن يكون لها آثار مهمة على المؤسسات. "توفر هذه الدراسة توجيهات / ارشادات مفيدة للمؤسسات التي تتطلب منتجاتها وخدماتها حلولاً متكاملة ومبتكرة. خذ الهواتف الذكية على سبيل المثال. لا تحتاج فقط إلى معرفة علوم الكمبيوتر والهندسة، بل تحتاج أيضًا إلى فهم علم النفس والتصميم البصري visual design لصنع منتج مفيد وله صدى لدى المستخدم. عندما توظف المؤسسات أشخاصًا لديهم عقلية نمو، أو تروج لها بين موظفيها، فإن هؤلاء الموظفين قد يكونون أكثر احتمالًا لاستنباط أفكار مبتكرة تربط بين مجالات المعرفة المتعددة للوصول الى حلول أفضل، كما أوضح أوكيف.
قد تصل / تمتد فوائد رؤية الاهتمامات بعقلية نمو أيضًا إلى أولئك الذين يبحثون عن عمل. هذه مسألة ملحة لأن العديد من الناس أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب جائحة كوفيد-19، فضلاً عن التطورات في الأتمتة والذكاء الاصطناعي. أضاف أوكيفي، ”إن امتلاك رؤية إلى الاهتمامات بعقلية نمو يمكن أن يساعد من يبحثون عن عمل «وظيفة» على توسيع اهتماماتهم المهنية ويصبحون أكثر قابلية للتكيف والانفتاح على مجالات مختلفة، وأخذ زمام المبادرة لتعلم مهارات جديدة. على سبيل المثال، في حين أن بعض المهندسين قد يُقصرون أنفسهم على أدوار مهنية معينة، فإن المهندس الذي يطور من اهتماماته بمهارات التسويق قد يكتسب مهارات ومعارف لازمة للحصول على عمل في فريق المبيعات لشركة هندسية“.
بالإضافة إلى ذلك، هذه الدراسة تدعم الأساس المنطقي لتعليم متعدد التخصصات لإعداد طلاب بشكل أفضل لمستقبل لا يمكن التنبؤ به، بالإضافة إلى تدريبهم ليكونوا مفكرين مرنين ويستطيعون حل المشكلات. التعليم متعدد التخصصات يمكّن الطلاب من تطوير نطاق واسع من المعرفة في مجالات مختلفة ويعلمهم دمج هذه الأفكار معًا. ومع ذلك، لاحظ الأستاذ المساعد أوكيف أن هناك ما هو أكثر من مجرد تصميم منهج دراسي متعدد التخصصات. بينما من المرجح أن يستفيد الطلاب الجامعيين الذين يتمتعون برؤية إلى الاهتمامات بعقلية نمو من تنوع فرص التعليم التي توفرها الجامعات، فإن أولئك الذين لديهم عقلية ثابتة قد يظلون يركزون على اهتماماتهم المسبقة أو ”الاستسلام“، وقد يفشلون في معرفة كيف يمكن أن تُربط المجالات الأخرى خارج مجال التخصص وتُدمج مع اهتماماتهم الحالية. بمرور الزمن، من المرجح أن يصبح أولئك الذين لديهم عقلية نمو مفكرين متعددي التخصصات ويطبقون هذا الاتجاه في حياتهم العملية، فمن الأفضل إعدادهم للنجاح في اقتصاد يعطي بشكل متزايد قيمة للحلول المبتكرة ومتعددة التخصصات.
بالنظر إلى إمكانية الابتكار لمن لديهم رؤية إلى اهتماماتهم بعقلية النمو، فإن هذا يطرح السؤال التالي: هل تنمية هذه العقلية ممكنة؟ قطعًا ممكنة، يقول أوكيف، ”في ظل الظروف المناسبة، بالتأكيد“. ”يمكن التأثير على الناس لتبني عقلية نمو بهذا الخصوص إذا كانوا منغمسين في بيئة ذات ثقافة تروج وتعزز فكرة أن الاهتمامات / الرغبات يمكن أن تنمو وتتطور. علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك فرص للناس للتصرف بناءً على إيمانهم بإمكانية تطوير اهتمامات جديدة. لذلك، قد ترغب الجامعات والمؤسسات، من بين كيانات آخرى، في توفير فرص لاستكشاف مواضيع / عناوين وأنشطة جديدة، سواء أكان ذلك من خلال ورش عمل أو مواد دراسية اختيارية أو تسهيل التعاون بين أشخاص لديهم مجالات اهتمام وخبرات مختلفة.“
وكما أوضح أوكيف، ”إن معرفة أن الاهتمامات والرغبات يمكن أن تنمو وتتطور هي الخطوة الأولى. يستغرق تطوير هذه العقلية وتعزيزها وقتًا وبيئات مواتية. في النهاية، قد يقدح ذلك تفكيرًا خارج الصندوق وابتكارات مغيرة لقواعد اللعبة“.