100 عام على اختبارات الذكاء: نحتاج إلى تطوير مقاييس أفضل
بقلم جاك ناغليري
أبريل 2020
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
راجعته الدكتورة أمل العوامي، استشارية طب تطور وسلوك الأطفال
المقالة رقم 361 لسنة 2020
100 years of intelligence tests: We can do better
By Jack A. Naglieri
April 2020
اختبارات الذكاء التقليدية عفا عليها الزمن ويجب استبدالها باختبارات تعتمد على وظائف الدماغ.
اختبارات مقياس الذكاء مثل مقياسي بينيه Binet ووكسلر Wechsler للذكاء، والمستخدمين على نطاق واسع في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم «لمعلومات عن المقياسين، راجع 1»، لعبت دورًا محوريًا في جميع جوانب علم النفس والتعليم تقريبًا. على الرغم من الإسهام الهائل الذي قدمته هذه الاختبارات في قدرتنا على قياس تركيب construct الذكاء، إلا أن لديها نقاط ضعف مهمة. على سبيل المثال،
1. لم تبنى اختبارات الذكاء في البداية على نظرية الذكاء «للتعرف على نظريات الذكاء، راجع 2»، والتي أدت إلى مخطط غير محدد بشكل كافٍ لتطوير الاختبارات وتفسيرها
2. استخدام الاختبارات اللفظية والكمية كمقاييس للقدرة يصعب تبريرها نظرًا لأن عناصر الاختبارات هذه لا يمكن تمييزها فعليًا عن أسئلة اختبارات الإنجاز / التحصيل [ومن هذه الاختبارات الاختبارات القياسية، معلومات عنها في 3]
3. الاختبارات الفرعية التي تتطلب معرفة تخلق مشاكل كبيرة للتقييم العادل / المنصف لمن لديهم فرص محدودة للتعلم، مما يزيد من الاختلافات العرقية والإثنية
4. إدراج المقاييس الفرعية في هذه الاختبارات أخفق في تفسير المزيد من التباين الذي يتجاوز القدرة العامة
5. بروفيلات الاختبارات الفرعية وبروفيلات القياسات للطلاب الذين يعانون من أنواع معينة من مشاكل التعلم لم يتم التأكد من صحتها / سلامتها
6. لا تزال درجات الاختبارات الفرعية واختبارات القياسات لها علاقة قليلة أو معدومة بالتعليم «انظر 4,5» للحصول على ملخص للأدلة المتعلقة بهذه المحدوديات».
جادل البعض بضرورة التخلي عن اختبار معدل الذكاء IQ؛ أعتقد أننا بحاجة إلى رؤية أكثر واقعية لاختبارات الذكاء الأكثر استخدامًا وإعادة تعريف تركيب الذكاء وقياسه.
رؤية واقعية لاختبارات الذكاء
اختبارات الذكاء التقليدية تقيس القدرة العامة، والتي يرمز لها بالرمز ”g“، وتقيس أكثر من ذلك بقليل «6,7». يتوافق هذا التركيز مع نوايا واضعي الاختبارات الأوائل. َتذَكر أنه عندما نشر بينيه Binet إصدار 1905 من اختباره الجديد، والذي يعطي درجة واحدة. نشر بعد ذلك بوقت قصير يوكوم ويركس Yoakum and Yerkes اختبارات الجيش الذهنية «في سنة 1920» التي استندت إليه مقاييس ذكاء وكسلر Wechsler «التي نُشرت في الأصل عام 1939» إلى حد كبير.
جميع هذه الاختبارات تحتوي على اختبار لفظي وكمي وغير لفظي، وعلى الرغم من أن اختبار وكسلر للذكاء الأول يعطي درجات معدل الذكاء IQ اللفظي ودرجات معدل الذكاء IQ الأدائي «معلومات عنه في 8»، فقد تضمن علامةً كاملةً، والتي تمثل القدرة العامة «g». ظل ”الدكتور وكسلر مؤمنًا إيمانًا راسخًا طوال حياته بنظرية g التي وضعها سبيرمان Spearman «معلومات عنها في 9». كان يعتقد أن مقاييس الأداء اللفظية الخاصة به تمثل طرقًا مختلفة للوصول إلى g، لكنه لم يؤمن أبدًا بأن الذكاء غير اللفظي [أو اللفظي] منفصل عن g «انظر 10». من المهم أيضًا ملاحظة أنه في أوائل القرن العشرين،“ استعار علماء النفس من الحياة اليومية مصطلحًا غامضًا يشير إلى القدرة والمعرفة الشاملة، وفي عملية محاولة لقياس هذه السمة [نحن] وما زلنا نحاول تعريف هذه السمة بشكل أكثر دقة ومنحها دلالة علمية أكثر صرامة «ص 53 من مصدر رقم 11». " ركزت الجهود الأخيرة لتحسين الاختبارات التي يبلغ عمرها 100 عام مثل اختبار ستانفورد - بينيه الإصدار الخامس «12» ومقياس وكسلر لذكاء الأطفال الإصدار الخامس «انظر 13,14، و15» على زيادة عدد المقاييس التي تنتجها الاختبارات.
الأهم من ذلك، تؤكد الأبحاث الحديثة بشأن اختبارات الذكاء أن الدرجة الأكثر صحة، على سبيل المثال، على مقياس وكسلر لذكاء الأطفال - الإصدار الخامس «7»، ومقياس ستانفورد - بينيه Stanford-Binet الاصدار الخامس «16»، ومقاييس القدرات التفاضلية «17»، والإصدار الرابع من مقياس وودكوك - جونسون للقدرات المعرفية / الإدراكية «معلومات عنه في 18,19» هي إجمالي الدرجات التي تقدر «تقيّم» g. أي الدرجات، التي تمثل المقاييس القائمة على العوامل المضمنة في هذه الاختبارات، لا تحتوي على تباين معين كافٍ حتى يمكن اعتبارها قابلة للتفسير. في الواقع، خلصت عملية إعادة تحليل حديثة لمسح كارول لدراسات تحليل العوامل التي أجراها بنسون وبوجين وماكغيل ودومبروفسكي «6» إلى أن جميع القدرات المحددة تقريبًا التي قدمها كارول ”لها علاقة تفسيرية قليلة أو معدومة تتجاوز تلك التي للذكاء العام «ص 1028من مصدر رقم 6».“ الاستثناء الوحيد لهذه النتائج هو البحث الذي نشره كانڤيز «7» بشأن نظام التقييم المعرفي «4».
هذه النتائج البحثية الهامة تشكل مأزقًا مهنيًا لكل أولئك الذين يعتمدون على اختبارات الذكاء في البحث التطبيقي والنظري. بمعنى، إذا استخدمنا النتيجة الإجمالية فقط، فسيتم تجاهل المقاييس القائمة على العوامل التي قدمها الواضعون للإختبارات أو الناشرون لها. هل يمكننا اتخاذ قرارات مهمة بناءًا على بروفيلات الاختبارات الفرعية والمقاييس بناءًا على الحكم الإكلينيكي فقط؟ مرة أخرى، الإجابة من أحدث الأبحاث «6»، كما قال ماكديرموت فانتوزو McDermot Fantuzzo وغلوتينغز، Glutting «انظر 20» قبل 30 عامًا، بالنفي. يواصل ماكغيل وآخرون القول: "بالنظر إلى هذه التعقيدات، من الضروري أن يطور الممارسون مجموعة مهارات تساعدهم على التمييز عندما تكون الادعاءات المقدمة في أدبيات التقييم ذات مصداقية «الصفحة 118 من المصدر رقم 6».
كيف تعيد تعريف تركيب الذكاء وقياساته
بعض واضعي اختبارات الذكاء قدموا بدائل لإختبارات الذكاء التقليدية. على سبيل المثال، بطارية تقييم كوفمان للقدرات لدى الأطفال «K-ABC، للتعريف، راجع 21» " وضعه آلان كوفمان وزوجته نادين كوفمان، 22» نشرت لأول مرة في 1983، والتي أكدت على أهمية وجود منظور نظري. وأكد هوفمان وزوجته نادين على قياس العمليات المعرفية / الإدراكية واتخذا موقفًا أيضا بأنه ينبغي ازالة الاحتبارات اللفظية والكمية الفرعية من قياس القدرات. «لاحِظ أنهما قاما بتعديل هذا الموقف في الطبعة الثانية من ذلك الاختبار عندما قدما تفسير CHC لاختبارهما، معلومات عن CHC في 23.» المجهود الثاني للعمل علي تقدم وضع المفاهيم وقياس الذكاء قدم في عام 1997 عندما نشر ناغليري Naglieri وداس Das منظومة التقييم المعرفي / الإدراكي. الذهني «CAS، للأطفال والمراهقين من 5 سنوات إلى 17 سنة، تفاصيل أكثر في 24». المقاربة كانت شبيهة بالمقاربة التي اتخذها كوفمان وزوجته نادين في 1985 بقدر ما الاختبارات الفرعية التي تتطلب معرفة بالمفردات والحساب كانت مستبعدة.
منظومة التقييم المعرفي / الإدراكي CAS فريدة من نوعها من حيث أنها تحتوي على أربعة مقاييس بحسب منظور كِتاب: الوظائف القشرية العليا في الرجل لـ لوريا رومانوڤيتش Luria، Alexandra Romanovich «انظر 24» لقدرات المعالجة المعرفية للدماغ. والغرض كان لوضع طريقة جديدة لتعريف القدرات على أساس النظرية المعرفية والنفسية العصبية neuropsychological، وتطوير اختبار لقياس هذه العمليات النفسية الأساسية. ابتعد كل من تقييم K-ABC وتقييم CAS عن مقاربة الذكاء التقليدي بسبب اختلافات المحتوى والأساس النظري القوي. كان المفهوم الكامن وراء تقييم K-ABC هو تقارب الفهم الثنائي الأبعاد للقدرة «على سبيل المثال، الدماغ الأيمن والأيسر، المتزامن والمتسلسل، المتوازي والمتوالي» وبالتالي فهو مصمم لقياس بُعدين. تقييم CAS هو الاختبار الوحيد للذكاء الذي تم تطويره بشكل صريح بناءًا على تصور واحد - الذي وصفته لوريا في كتابها المزبور.
اعتمدنا أنا وداس Das على العديد من دراسات لوريا Luria على سبيل المثال، كتابها المعنون ب: الدماغ العامل: مقدمة في علم النفس العصبي «26» وصفت لوريا أربع عمليات معرفية / ادراكية «ذهنية» عصبية neurocognitive مقترنة بأجزاء مختلفة من الدماغ. العملية الأولى هي التخطيط، وهو نشاط عقلي / ذهني يتيح لنا التحكم المعرفي / الذهني cognitive؛ المتمثلة في استخدام العمليات processes والمعرفة knowledge والمهارات؛ والقصدية «27». والتنظيم؛ ومراقبة النفس «28» وتنظيم الذات «29». هذه القدرة على المعالجة تتماشى بشكل وثيق مع العمل الوظيفي للفص الأمامي «الوحدة الوظيفية الثالثة، بعض المعلومات عن هذه الوظيفة في 30». الإنتباه هو القدرة على إظهار نشاط مركّز وانتقائي ومستدام ويتطلب جهدًا بمرور الزمن ويقاوم الإلهاء «تشتت الإنتباه» المرتبط بجذع الدماغ والجوانب تحت القشرية الأخرى «الوحدة الوظيفية الأولى، والتي تتفعل أثناء أحلام النوم كما فهمناه من 30»
قدرة المعالجة المتزامنة لدى الشخص تمنحه القدرة على دمج المحفزات في مجموعات مترابطة أو بكلها الموجودة عادة في المهام ذات المتطلبات البصرية المكانية القوية المرتبطة بالمناطق القذالية الجدارية. تتضمن قدرة المعالجة المتتالية العمل مع المحفزات بترتيب متوالي محدد، بما في ذلك إدراك المحفزات المتسلسلة والتنفيذ الخطي للأصوات والحركات المرتبطة بالمناطق الصدغية في الدماغ. نظرية وظيفة الدماغ هذه أمّنت لنا مخططًا لتطوير اختبار واستبعدت اختبارات تتطلب معرفة «على سبيل المثال، مفردات vocabularies وحساب arithmetic»، مما يجعل هذا الاختبار الجديد مقياسًا أكثر إنصافًا كما هو مذكور في معايير الاختبارات التربوية والنفسية «31».
استحداث اختبار جديد للذكاء يعتمد على التصور العقلي للمعالجة النفسية لوظائف الدماغ يوفر لنا العديد من المزايا. على الرغم من أن الدليل على الصلاحية والموثوقية وكذلك المنفعة السريرية للتصور العقلي لنظرية PASS للذكاء «وهي التخطيط والانتباه / الاستثارة والتزامن والتتابع، مزيد من المعلومات في 32»، خارج نطاق هذه المقالة، فقد أفاد ناغيليري Naglieri وأوتيرو Otero «انظر 4» بأن درجات PASS
- أكثر تنبؤية لنتائج اختبار التحصيل من أي من اختبارات القدرات
- تظهر بروفيلات مميزة وثابتة للطلاب ذوي الإعاقات المختلفة؛
- يمكن استخدامها لتحديد أهلية عجز التعلم المعين SLD «انظر 33» بما يتوافق مع القانون الفيدرالي الأمريكي عند تطبيق طريقة التناقض / الاتساق «معلومات عنها في 34» على درجات اختباري PASS والتحصيل؛
- توفر أكثر الطرق إنصافاً لقياس تنوع المجموعات الطلابية
- يمكن استخدامها بسهولة للتخطيط والتدخلات التعليمية.
تشير هذه النتائج بوضوح إلى أنه يمكننا القيام بعمل أفضل من الإصدارات الأخيرة لمقاربات عمرها 100 عام لقياس الذكاء.
استنتاجات
التغيير في أي مجال ليس دائما تغييرًا سهلاً. ربما يكون الجانب الأصعب منه هو النظر فيما لدينا بمنظور جديد. اختبارا الجيل الثاني المشار إليهما هنا يوضحان أن تركيز تقييم K-ABC وتقييم CAS على قياس العمليات النفسية يوفر طرقًا جديدة للتفكير في الذكاء وقياسه. هناك أدلة كافية لدعم أخذ إحداث تغيير ما في مجالنا هذا في الإعتبار. أقترح أن يتبنى الباحثون والممارسون هذا التحول على أساس أن هناك حاجة بالتأكيد إلى خطوة تطورية في مجالنا بالنظر إلى كل ما تعلمناه في المائة عام الماضية. فقط من خلال التغيير الجوهري يمكننا تحسين تقييم الذكاء البشري.