آخر تحديث: 30 / 10 / 2024م - 12:08 ص

ألبانيا وعوائق اللغة

عبد الوهاب العريض * صحيفة الشرق

تميزت فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي أقيمت في ألبانيا بكشف جانب عن أبناء المشرق العربي، ربما كان معتماً في تلك الدولة البلقانية التي ما زالت تعاني من الفساد، الذي أثر على وضعها الاقتصادي وانفتاحها مع المجتمعات الأخرى، رغم أن عدد سكان ألبانيا لم يصل بعد إلى أربعة ملايين نسمة، لكنها غنية بمواردها الطبيعية وسواحلها وآثارها.

وكلما تنقلت بين شوارعها تجد الشواهد التاريخية رسمت في عمقها حضارة إسلامية على الطريقة التركية، تتخيل للوهلة الأولى أنها محافظة تركية، ويعتقد بعض الألبان، عندما لا يجيد الزائر الحديث باللغة الألبانية، أنه سائح إيطالي، لأن السياح العرب لم ينفتحوا كثيراً على هذه البلاد.

انشغل ربما العرب كثيراً عن هذه الدولة الملقاة على سواحل البلقان، ويصل عدد المسلمين فيها إلى أكثر من مليونين ونصف المليون من أصل ثلاثة ملايين وستمائة ألف نسمة. ولعل عدم الاهتمام بزيارة هذه الدولة يحمل عدة رسائل للألبان، أهمها التخلص من الفساد كي تستطيع الدخول في المكون الاقتصادي العربي، وكذلك عليها أن تبعث برسائل عدة إلى المستثمرين كي يقبلوا عليها دون خوف.

لعل العائق الأساسي اليوم أمام انتشار الثقافة الألبانية هو اللغة، حيث إن كثيراً منهم لا يتحدثون غير الألبانية أو الإيطالية، وربما اليونانية، بحكم الحدود الجغرافية، ومن خلال اللقاء بعدد من مثقفيها وفنانيها تجد أن هناك تقارباً فكرياً وروحانياً في العمل الموسيقي، وعلى مستوى الكتابة الإبداعية، لكنها تظل حبيسة اللغة، وكي تستطيع أن تتحرك في ألبانيا عليك الاستعانة بأحد من الطلبة الذين درسوا في دول عربية، وكثير منهم درس في السعودية، وبهذا تستطيع أن تملك أحد المفاتيح التي تقودك إلى تاريخ ضارب في الحضارة.