كانت ابنتي عبقرية مبدعة، ثم اشترينا لها جهاز آيفون
4 نوفمبر 2020
بقلم ستيفاني غرونر باكلي
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 356 لسمة 2020
My daughter was a creative genius، and then we bought her an iPhone
4 Nov 2020
Stephanie Gruner Buckley
ابنتي كانت سابقًا فنانة. كانت تمكث ساعات في غرفة التلفزيون، لكنها لا تشاهده، بل تقضي وقتها على الأرض محاطة بقصاصات ورق وخرز وخيوط، تصنع كولاجات ومجوهرات «لتعريف الكولاحات، راجع 1»، أو تنسخ شخصيات كرتونية في دفاترها.
كانت تحب الخياطة. بإبرة وخيط، كانت تخيط فساتين وتصنع قبعات وأحذية للدمى الخاصة بها. قبل أن أشتري قماشًا لها، كانت تستخدم ورق التصميمات الإنشائية «معلومات عنها في 2». أهداها أخي دمية فنان لعرض الملابس «مانيكين manikin» خشبية صغيرة في عيد الميلاد «معلومات عن المانيكين في 3». وخاطت ملابس للمانيكين أيضًا.
مانيكين manikin
لم نسمح لها بمشاهدة التلفزيون في أيام الدراسة، لكننا كنا متساهلين معها في عطل نهاية الأسبوع. لم تكن تشاهد التلفزيون كثيرًا على أي حال. كانت مشغولة جدًا بعمل شيء آخر. عندما يأتي صديقاتها لزيارتها، كانت تعرض عليهم دفاترها الفنية، صفحة بعد أخرى.
في العاشرة من عمرها، طلبت جهاز آيبود تتش iPod Touch. كانت مستميتة للحصول على الجهاز. إذ كان لدى جميع صديقاتها أجهزة آيبود تتش iPod Touches أو أجهزة آيفون iPhone. على مدار عدة أشهر، كانت تحمل هاتفًا صنعته بخياطة قماش أصفر وأسود حول ورق مقوى. وصنعت نحلة لتضعها شعارًا لهذا التلفون. لقد أطلقت على هاتفها هذا ملكة النحل «كوين بي Queen Bee».
أنا وزوجي قلنا نشتري لها تلفونًا حين تبلغ 14 عامًا، وذلك عندما قال بيل غيتس إنه أعطى أطفاله تلفونات [في ذلك العمر]، وهو يعرف أفضل مما نعرفه نحن عن التكنولوجيا. لكن ابنتي بدأت في استخدام أيفوني، ولم أكن قادرةً في التحكم في وقتها أو أقيد المحتوى التي تشاهده / تسمعه على التلفون.
باستخدامها الأيبود تتش iPod Touch، يمكننا التحكم في الوقت والمحتوى التي تشاهده / تستمع إليه. نعم، لقد كانت بنتًا صغيرةً، لكننا كنا سنعلِّمها عادات وأخلاقيات استخدام التلفون الجيدة مبكرًا. لم نسمح لها باستخدام التلفون أكثر من ساعة في اليوم. ولا باستخدامه أبدًا بعد الساعة 7 مساءً كحد أقصى، ولا أن تأخذه معها في غرفة نومها. ولم نسمح بوجود هاتف على الطاولة، ولا أثناء النزهات العائلية كالمشي في الغابة القريبة.
أنا وأبوها قلنا إنها تريد جهازًا واحدًا فقط لأن كل واحدة من صديقاتها لديها جهاز. لقد كان الجهاز رمزًا للمكانة «للمقام». لم نكن نريدها أن تكون كهؤلاء الذين حرموا من التلفاز أو الحلوى في مرحلة طفولتهم، حتى لا تصبح مدمنة فيما بعد. ستشعر بالملل قريبًا، تمامًا كما هو الحال مع التلفزيون. اشترينا لها جهاز آيبود تتش iPod Touch في عيد الميلاد.
بالطبع، الآيبود تتش iPod Touch لم يكن كالتلفزيون، ولم تشعر ابنتنا بالملل أبدًا. كان أشبه بتأثير المخدر المؤدي الى الإدمان «ويسمى ايضًا بمخدر الإنطلاق، معلومات أكثر عنه في 3». بعد فترة وجيزة من حصولها على الآيبود تتش، بدأت في الضغط علينا لشراء تلفون حقيقي لها. وتعذرت بأنها ستبدأ بالذهاب إلى مدرستها الجديدة في سبتمبر «المترجم: بصيغة المقال، ولو أن سبتمبر 2020 قد مضى»، وستستقل حافلة لأول مرة. وأنها لن تستطيع الاتصال بي بالآيبود تتش غير المزود شريحة اتصال SIM. في أغسطس الماضي وقبل أن تبدأ مدرستها الجديدة، اشترينا لها آيفون iPhone SE. وساء الوضع منذ ذلك الحين.
بيل غيتس لديه المعرفة والخبرة المقبولة والمحترمة من قبل الناس. كان يجب أن ننتظر حتى تكبر ابنتنا. الهواتف الذكية ليست كأجهزة التلفزيون. إنها كالمخدر. وشيئًا فشيئًا، تخلت ابنتنا عن قوانينا وقرارتنا. التطبيقات السيئة جعلت الأمور أكثر سوءًا، تمامًا كما يجعلها الإهمال في التربية.
كان يوم سبت ممطر. وهي طفلتنا الوحيدة. تريد أن تهاتف صديقاتها. لا أرى أي ضرر في مكالمة عبر الفيس تايم FaceTime. استثنينا مكالمات الفيس تايم من وقت استخدام التلفون المحدد بساعة. وأرادت اللعبة الإنترنتية روبلوكس Roblox «معلومات عنها في 4». لدى الأطفال هذه اللعبة، ولم تبدو هذه ضارة بما يكفي. إنها تبني منزل أحلامها. أقول لنفسي إن اللعبة إبداعية «مثيرة للإبداع» وابنتنا تستطيع أن تلعبها مع صديقاتها. ثم هناك تطبيقا تيك توك TikTok والإنستغرام Instagram. وهي لا تزال دون السن القانونية، لكنها تقول إن جميع صديقاتها يمتلكن هذين التطبيقين. في البداية، رفضت، لكنها ألحت علي. سمحت لها بالحصول على حسابين خاصين للتطبيقين قلت لنفسي إنها على الأقل تتعلم حركات رقصية والتقاط صور. ثم قالت إنها تريد سناب شات. وخضعت لإرادتها مرة أخرى.
في نقطة ما خلال تلك الفترة، أدركت أن تطبيقات مثل التيك توك والإنستغرام لا تمتلك خاصية ضبط وقت شاشة أبل Apple’s Screen Time limit «معلومات عن هذه الخاصية في 5». فالتطبيقان يعملان حتى عندما تغلق بقية التطبيقات على هاتفها. لتجنب الجدال معها، تركت الأمر يأخذ مجراه.
استخدام لفترة ساعة دائمًا يبدو غير واقعي على أي حال، كما هو الحال في منعها استخدامها إياه بعد الساعة 7 مساءً كحد أقصى. ابنتي لا تعود إلى المنزل من المدرسة إلاّ بعد الساعة 6:30 مساءً وعليها أن تتناول عشاءها والاستحمام والاستعداد للنوم. فهي بحاجة إلى الراحة. قمنا بتغيير وقت الحظر من استخدامها التلفون من الساعة 7 مساءً حتى 8 مساءً، ولكن سرعان ما انزلق هذا أيضًا الى وقت متأخر.
بمرور الوقت، خالفت القوانين التي وضعتها لها. إذا كانت تتناول العشاء مبكرًا بمفردها، أسمح لها بمواصلة مشاهدة جيمس تشارلز على اليوتيوب YouTube. إنه مبدع ومضحك. لدي وجبة أخرى أقوم بإعدادها وأطباق علي أن أنظفها. لماذا تجلس صامتةً؟ لقد تعبتُ من الشجار معها بشأن التلفون. في بعض الأحيان، أريد أن أكون لطيفةً معها وأن تكون هي سعيدة.
أجد نفسي أستسلم عندما تطلب أخذ التلفون أثناء المشي. قالت إنها تريد استخدام التيك توك TikTok أثناء تواجدنا في الغابة «بما في ذلك استخدامه معي» والتقاط صور لحسابها على الإنستغرام. قلت لنفسي، على الأقل لا زالت ترغب في المشي وتريدني أن أكون ضمن مقاطع الفيديو التي تقوم بأخذها.
ومع ذلك، كل يوم هناك معركة على شيء واحد فقط. عندما نكون على وشك مغادرة البيت. لا تكون جاهزة. لم تقم بتنظيف أسنانها بالفرشاة أو بترتيب سريرها بعذ. لا تزال مشغولة على تلفونها. قلت لها أن تغلق التلفون وأن تستعد للخروج. نظفت أسنانها وعادت إلى تلفونها. قلت لها: أعطني التلفون. لم ترتبِ سريركِ بعد. قالت أن تلفونها يشحن. نزعته من القابس. قامت بترتيب سريرها، وعادت تطلب منا تلفونها.
أصبحت كالمهووسة بالتلفون. لم تتمكن من أن تعثر على جاكيتها أو حذائها، لكنها تعرف دائمًا المكان التي تضع فيه تلفونها بالضبط. لا تستطيع مغادرة المنزل بدونه. قلت لها، ”دعيه؛ لست بحاجة إليه دائمًا“. أحيانًا أصر على موقفي؛ وأحيانًا، لا. حتى عندما تذهب إلى الحديقة مع صديقاتها، فإنها تقضي نصف الوقت على تيك توك TikToks. لدينا حساب مشترك. شاهدتُ مقاطع الفيديو التي نشرتها هي وصديقاتها الجميلات البالغات 11 عامًا واللاتي كن يتنزهن في يوم مشمس في الحديقة، وقمن بتصوير شخص غريب أمام شاشة مقاسها 3 بوصات. أخذني الأمر ثانية لأدرك أن في يد كل فتاة منهن تلفونًا. ذات ليلة، تمكنت من التحقق من وقت الشاشة. أدركت برعب أنها أمضت تسع ساعات على الهاتف في ذلك اليوم.
أحاول أن أبقى بشوشةً. لكن في بعض الأيام أشعر بالغضب الشديد، غضبي كان ضد استخدامها التلفون. قلت: الآيفون شرير. إنه يسرق طفولتها. قلت إنها لن تراجع نفسها أبدًا، وتتمنى لو أنها قضت وقتًا أطول على التلفون. وقالت لي: إنني أماه أنت على حق تمامًا. وأقسمت أن تستخدمه بشكل أقل. ابنتي تقول لي أي شيء فقط لتخرجني من غرفتها حتى تتمكن من العودة إلى تلفونها.
من حين لآخر، آخذ منها التلفون وأخفيه عنها. أطلب منها أن تقوم بعمل فني أو أن تقرأ كتابًا. ماذا اقول؟ لكن لا فائدة. استمتاعاتها القديمة أصبحت كالأعمال الرتيبة مقارنةً بقضاء وقتها على التلفون. هناك دموع وصراخ. أصبحت تكرهني. وبالنسبة لها أنا أسوأ أم على الإطلاق. تهدأ في النهاية وتأتي لتقول لي كم هي آسفة وكم أنا يا أمها على صواب - في حين كانت تمسح الغرفة بنظراتها باحثةً عن تلفونها. إنها بالفعل كالمهووسة بالتلفون.
أسوأ شيء هو أن طفلتنا قد تغيرت. كانت معتادة أن تأتي مسرعةً إلى غرفة نومنا بمجرد أن تستيقظ من النوم، وتطلب منا احتضانها واستخدام تطبيق Talk Friends. ”. كنا نلعب بالدمى وألعاب الحيوانات المحشوة في الصباح، ونجعل ”الأصدقاء“ يغنون ويمثلون مشاهد من مسرحيات كمسرحيات روبين هوود Robin Hood وبيوتي آند ذا بيست Beauty and the Beast. لقد انخرطنا جميعًا في ذلك. تلك الأيام مضت ولن تعود. أتفهم أنها ربما كبرت على تطبيق ”Talk Friends“، ولكن من المحزن أن نشاهدها وهي تدخل غرفتنا كل صباح فقط لتأخذ تلفونها.
ابنتي لم تعد تعمل كولاجات أو مجوهرات أو تخيط ملابس للدمى بعد الآن. الطفلة التي كانت تقرأ في الحمام لن تلتقط وتقرأ كتابًا مالم تتعرض لتهديدي بأخذ تلفونها، حمْلُها على عمل بطاقة لأحد أفراد العائلة - وهو شيء فعلته ذات مرة للتسلية - كان بمثابة حملها على تنظيف غرفتها. ستقوم بذلك، لكن على مضض. في بعض الأيام أشعر بالحزن عندما أفكر فيما حدث للطفلة الصغيرة التي اعتادت على أن تمسك بزائريها ولا تتركهم حتي تريهم دفاتر فنونها صفحةً صفحة.
لو فقط انتظرتُ قبل أن أشتري لها تلفونًا. هذا هو كله بسبب خطأي. ولكن بعد إذ أتساءل ما إذا كان ذلك أمرًا لا مفر منه. لن تلعب بالدمى أو تخيط ملابس الدمى إلى الأبد. عندما تزورنا صديقاتها، تطلب منهم أحيانًا مشاهدة أحدث مقاطع فيديو التيك توك TikTok. حتى أن بعضها يبدو مضحكًا وخلاقًا. أو هكذا أقول لنفسي. ربما ذلك يساعدني في عدم الشعور بالذنب.