آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 8:09 ص

الحاج محمد علي المطرود.. العبد الصالح

ميثم المعلم

لقد مضى أربعون يومـًا على رحيل عميد عائلة المطرود العبد الصالح الحاج المرحوم محمد علي المطرود رحمه الله تعالى، وبرحيله فقدت مدينة صفوى رجلا ً بارزا معروفـًا مؤمنـًا تقيـًا ورعـًا طيبـًا مباركـًا صالحـًا.

كان المرحوم الحاج محمد علي المطرود محبـًا للدين وأهله، يحب الخير، ويدعو له، ويسعى إليه، ويشجع عليه، ويفعله، ويتميز به. قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «فعل الخير ذخيرة باقية، وثمرة زاكية» بحار الأنوار المجلد 77.

وقد حبا الله المرحوم الحاج محمد علي المطرود بصفات وسمات جليلة وخصال حميدة، وقد تجلت هذه الصفات والسمات في حسن المعشر، والأخلاق النبيلة، والتواضع ولين الجانب، وحب الخير للناس، والبشاشة والابتسامة التي لا تفارق محياه، والحرص على صلة الأرحام والسؤال عنهم بشكل دائم، وكان يمتلك المرحوم الحاج المطرود رضوان الله تعالى عليه نفسـًا حنونة، وروحـًا رحيمة، وقلبـًا طيبـًا، ومشاعرًا رقيقة، وعواطفـًا فياضة، وسيرة أخلاقية عطرة.

قال تعالى: «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا» آية 96 سورة مريم.

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «ثلاثة يوجبن المحبة: حسن الخلق، وحسن الرفق، والتواضع».

وهذا الحب والود رأيناه في يوم جنازته حيث كانت الحشود كبيرة والتشييع مهيبـًا، بوجود العلماء والفضلاء، والأقرباء والأصدقاء والجيران، وكل من أحبه وعرفه، وآثار الحزن الشديد كانت بادية على الوجوه. وكذلك الأعداد الغفيرة التي حرصت على حضور الفاتحة في مسجد الإمام الحسين ، وهذا دليل على مكانته العظيمة في قلوب ونفوس الناس والطيبة التي عرف بها بينهم، لذلك أحبه الجميع، وحزن لفراقه الجميع، لقد كان المرحوم الحاج محمد علي المطرود رحمه الله تعالى مصداقـًا لكلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «خالطوا الناس مخالطة إنْ متم بكوا عليكم، وإنْ عشتم حنوا إليكم».

إن المرحوم الحاج محمد علي المطرود رضوان الله تعالى عليه كان ينتمي إلى جيل مبارك من الآباء والأجداد تميز هذا الجيل المبارك كما رأيته قبل أربعين سنة بصفات وسمات نبيلة كثيرة، كحسن السريرة، وصفاء النفس، والطيبة الكبيرة، والكرم والجود، والتدين العميق، والاحترام والتقدير للصغير، والتوقير والتبجيل للكبير، وكان يمتلك هذا الجيل الطيب أحاسيس إنسانية راقية، وشمائل كريمة، وسيرة أخلاقية مجيدة.

إنني أسأل الله تعالى أن يثيب ويؤجر الحاج محمد علي المطرود والآباء والأجداد من الجيل المبارك، لما فعلوا من خيرات كثيرة، واتصفوا به من أخلاق طيبة، إنه رب كريم رحيم.

لقد ترك المرحوم الحاج محمد علي المطرود أولادا صالحين، وأحفادا طيبين، يسيرون على نهجه الطيب، ويخلدون ذكره العطر، ويكملون مشواره الرسالي.

إننا يا آبا علي لفراقك لمحزونون، ولفقدك لمكتئبون، ولكن عزاءنا أنك وأنت بهذه السيرة العطرة، والذكر الجميل، والشهادة لك ممن عرفوك بالطيبة، والتقوى، والورع، وفعل الخيرات، وحب الناس، وخدمة الإسلام ومذهب أهل البيت كل ذلك يجعلنا نرجو أن يتغمدك الله بواسع رحمته وأن يرفع درجاتك في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وداعـًا يا أبا علي، وداعـًا أيها الرجل الطيب، وداعـًا أيها العبد الصالح، وداعـًا أيها المخلص، وداعـًا أيها المؤمن الموالي.

رحمك الله يا أبا علي ونسأل الله أن يتغمدك بواسع رحمته، وأن يدخلك الفسيح من جناته، وأن يحشرك في زمرة النبي وأهل بيته الأطهار، وأن يلهم أهلك وذويك ومعارفك ومحبيك الصبر والسلوان.