همسة في أذن الإدارة الجديدة للخليج
أما وقد بدأت رحلة الأربع سنوات من التكليف الإداري، بوعودها وأمنياتها، فاعلموا بأن الطريق محفوف بالكثير من التحديات، والمعوقات، والكثير من التسويات، والتوافقات، والقرارات التي قد لا يهبكم الوقت سعة ومساحة لطبخها كما ينبغي.. نادي بهذه التركة من الانجازات الكبيرة والخصومات العميقة على حد سواء يجعل من مهمة إداراته مزيجا من العمل الإداري والدبلوماسي، تشق الأرض بيد وأنت تزرع حلما جديدا، وتخيط معاطف للنجاة من خسارات محتملة ونزاعات مؤجلة.
الخطأ والتعثر والخسارة كلها احتمالات قد يكتبها القدر في هذا الطريق، وهذا لا ينتقص من طموح وخبرة أي فريق إداري، تلك سنة الحياة، من يعمل قد يخطئ وقد يصيب، لكن علينا أن لا نكف عن محو تلك الأخطاء بعد أن نتعلم منها ونبدأ بكتابة سطور جديدة للنجاح، نستعين بها في اكتشاف الطرق البديلة الأخرى، وفي توسعة الأفق الذي قد يضيق خلف الخيارات المحدودة لدينا.
وكما سيكون هنالك من ينتظركم عند ساعة النجاح، سيقف طابور آخر لمحاسبتكم ساعة الفشل، فهناك من ينازع الملكين في كتابة أعمالكم، فلا تضيقوا صدرا بهؤلاء، هم يتكئون على حقهم في النقد، امنحوهم حصة من كلام، وانتخبوا من كلامهم ما يفيد، ثم أمضوا لإتمام ما جمعتم في سلة الأمنيات.
ستحاصركم الشائعات، والتي تعرف طريقها دائما في منصات التواصل، فلا تتحصنوا بالصمت دائما، ثمة ما لا يستحق الالتفات، غير أن الكثير سيكبر من الوقت ضمن معركة إعلامية لا يحسن خسرانها، اجعلوا من هذه المحطات فسحة لجمع النقاط، وتسجيل الأهداف، حافظوا على هذه المسافة العاطفية القائمة من جمهور يتابع، ويراقب، وينتقد، بمزيد من الشفافية، والاحتواء، وسعة الصدر التي هي آلة الرئاسة.
ما حدث في شأن اللجنة الاستشارية لكرة اليد مؤخرا ينبغي أن يكون فرصة لترتيب الأوراق، وإعادة الحسابات، من هو في خارج دائرة القرار ليس كمن هو في داخله، سيستعين الناس بحدسهم، والأخبار المسربة، والتصريحات المرسلة، لبناء موقف هنا وموقف هناك، هنالك الكثير الذين يمكن تفاديه إذا استطعنا أن نستبق الأسئلة الجامحة، والاشاعات المتكاثرة، بخطاب إعلامي ذكي، قادر على تحويل كل عاصفة إعلامية إلى مناسبة لتسويق أفكارنا والدفاع عنها.
كل لجنة استشارية وظيفتها تقديم المشورة والنصح، إبداء الرأي والمقترحات، أي أنها غير ذات طبيعة تنفيذية، لذلك يبدو مفهوما أن لا تصبح توصياتها ملزمة احيانا، نظرا لوجود اعتبارات أخرى تتصل بالجانب التنظيمي والمالي، وطبيعة الصلاحيات الموكلة لأعضاء الإدارة.. هذا ما لا يبدو واضحا في التصريحات التي عقبت إستقالة اللجنة، التي كان من المفترض أن يجري الاتفاق معها مسبقا بعدم صلاحيتها للتصريح أو تسريب المعلومات المتعلقة بنشاط اللجنة، الأمر الذي أخذ الناس باتجاه التعاطف المباشر مع الأسماء بوزنها وحضورها التاريخي في ذاكرة اللعبة، ونسيان أي شيء آخر، في الوقت الذي غاب فيه النادي عن تقديم خطاب إعلامي يعيد الدفة إلى منطقة الاعتدال.
قد تكون اللجنة على حق، وقد لا تكون، لكن هذا ليس هو السؤال، بل السؤال هو مدى استفادتنا من هذه الحادثة لتطوير خطابنا الإعلامي، وتجسير الهوة بين النادي والناس، ومحاصرة الاشاعات التي لن تتوقف، لكنها ستجد نفسها في ورطة ساعة تتواجه مع جهاز إعلامي يعرف ما يريد.. وبس.