منهجية المربين الأذكياء
ذات يوم سأل أحد المواطنين الهنود أحد المستعمرين البريطانيين فقال له:
كيف استطعتم استعمارنا لأربعة قرون، ونحن أكثر منكم عدداً وعُدة؟
أجاب المستعمر قائلاً ببساطة: السبب يعود لاختلاف طرق تفكيرنا فنحن دائماً نفكر بجذور المشكلة قبل وقوعها. بينما أنتم تبحثون في الحلول بعد وقوعها «بعد خراب مالطا».
ولنا في ذلك - والحديث للمستعمر البريطاني - مسألة السيول والفيضانات التي تحدث في الهند وبريطانيا. فالهنود يتصرفون مع الفيضانات بعد حدوثها فيحاولون حفر الأنهار لجرف المياه إلى البحار بعد أن تكون أحدثت إبادة جماعية للقرى والشعوب.
بينما في بريطانيا ذهبنا للجبال التي ينحذر منها السيل وردمناها وصنعنا البحيرات والسدود وبذلك أوجدنا الحلول قبل حدوث المشكلة.
العبرة من ذلك أحبتي هي أن التفكير بالحلول قبل وقوع المشكلة طريقة ذكية ينبغي تبنيها والعمل بها.
ولاشك أن النجاح في تربيتنا لأطفالنا يعود لطريقة تفكيرنا وتعاملنا مع مختلف سلوكياتهم.
فالبعض منا سبيله في التربية هو «المنهج العلاجي» فيعالج أي سلوك مزعج عند طفله بعد حدوثه، وهذا من أدنى المهارات التربوية وأقلها نجاح.
وبعضنا يرفع شعار - الوقاية خير من العلاج - فيتخذ «المنهج الوقائي» سبيله في التربية فيوجد الحلول قبيل أي مشكلة، وبذلك أصاب الهدف.
وهنالك منهج ثالث هو «المنهج الإثرائي» الذي يتبناه المربون الأذكياء الذين يجتهدون في تشكيل وبناء المعرفة والخبرة عند أطفالهم ويسعون لتطويرها بصورة منتظمة لترتسم في ذهن الطفل وترسخ. فهم بذلك لم يكتفوا بإيجاد الحلول قبل المشكلة بل أشركوا أطفالهم في الحلول والعلاجات، وهذا المنهج الذي ينبغي لنا تبنيه لضمان شخصية قوية وصحة نفسية لفلذات أكبادنا.