مافيا سمك الصافي في بلد الصافي.. من ضحيتها؟
كتبت المقال عن سوق السمك ونويت إرساله للنشر، فكان عنوان المقال ”البنجالية يزاحمون أولاد البلد في سوق السمك“
لكن بعد زيارتي في الأمس إلى سوق الأسماك بالقطيف غيرت العنوان والمقال ليصبح العنوان ”مافيا سمك الصافي في بلد الصافي.. من ضحيتها؟“ ليعكس الوضع المؤلم لأهل بلدي أصحاب الدخل المحدود.
في الأمس زرت سوق السمك بالقطيف لشراء سمك الصافي، في العادة اختار لباس متواضع حتى تسهل الحركة داخل السوق، ولم أتفاجأ حين لم أجد مواقف كافية أمام سوق السمك. أوقفت سيارتي بعيدا عن السوق وما إن وطأت قدمي سوق السمك حتى استقبلني أحدهم بالترحيب حتى حسبته مذيع قناة ”بي بي سي“ من رشاقة كلامه وحسن استقباله.
أمسك بيدي ولم يتركني حتى أوصلني إلى محل الأسماك الخاص به فقال إلى صاحبه السماك: ”هذا ولد البلد.. سعر خاص له“ فتسلل لي شعور بالسرور والبهجة داخل نفسي، فقلت: أريد أربعة كيلو سمك صافي، فقال أنت ولد البلد كيلو السمك الصافي 40 ريال، لكن لك أنت 35 ريال! في هذه اللحظة ظننته يريد قذف ساطور السمك على رأسي عوضا عن السمكة! لماذا السعر 40 ريال؟ أسعار الصافي عشر ريال في العادة.
بئس التوصية هذه، يريدون ”تقصيبي“ عوضا عن السمكة، ثم توجهت إلى شخص أخر قامته لا تختلف عن مارد مصباح علاء الدين - ما شاء الله مفتول الجسم - يوحي لك من مظهره بأنه بحار محترف، فقال لي حياك ولد البلد الكيلو ب 40 ريال لك أنت 35 ريال! بعدها أردت الخروج من السوق حيث الأسعار مبالغ فيها كأنها مسرحية محبكة الدراما تخص سمك الصافي، ففي العالم الماضي كان كيلو سمك الصافي لا يتعدى العشر ريالات بينما اليوم أربعة أضعاف!
قبل خروجي من سوق السمك شدني شخص من فانيلتي وقال لي طلبك عندنا، لكن لم يكن سعره مختلفا عن أصحابه السماكين!
من هو المسؤول عن هذا الاحتكار في بلد السمك والخير؟ وتشكيل مجموعات ”مافيا“ تضيّق على المواطن صاحب الدخل المحدود، أين الرقابة عن ”مافيا الأسماك“ أصحاب الهيمنة والاحتكار؟
أبناء القطيف في بلد السمك وبعضهم لا يستطيع أكل السمك والله عجب!
أضم صوتي لصوت المواطنين أصحاب الدخل المحدود مطالبين الرقابة بالتدخل حتى لا تصبح وجبة الأسماك محصورة على أصحاب الدخل المرتفع وإيقاف «مافيا الأسماك» والحيلولة دون هيمنتها واحتكارها لسوق الأسماك... الناس تريد تاكل سمك صافي يا جماعة الخير.
