سعاد
قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: 159]
قال رسول الله ﷺ سلم: ”أحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ أحسَنُهُمْ خُلُقًا“.
وقال الامام علي : اعلم ان لكل فضيلة رأساً ولكل أدب ينبوعاً.. ورأس الفضائل وينبوع الأدب هو العقل.. الذي جعله الله تعالى للدين أصلاً وللدنيا عمادا.. فأوجب التكليف بكماله.... وجعل الدنيا مدبرة بأحكامه.. وألف به بين خلقه.... مع اختلاف همهم ومآدبهم!!
ولأنها استقت من الدين عظمة الاخلاق الحسنة واللين...... ومن والديها تشربت التدين والتسامح والتواضع والكرم والعطف....
جاء موضوعي اليوم شخصي.. انما بسعاد يحق لي ان اتباهى وافتخر فلمثل سعاد وجد الاعتزاز والفخر.
عن المرحومة بنت العم سعاد بنت عبدالكريم الزاير اتحدث، صاحبة القلب العطوف الكبير، جميلة الروح، المبتهجة المبتسمة، الصابرة، المثابرة، الرحومة تحت احلك الاوقات وبكل الظروف.
سعاد كانت بربيع عمرها عندما تسبب حادث اليم بقلب معادلة الحياة الطبيعية لشابة بعمر الزهور.
الا ان زهوها ونضارتها لم تخبوا يوما.
لذلك لن اتحدث عن قوتها وصبرها، ولا عن ايمانها الراسخ بقضاء الله وقدره وتعلقها بالدين والنبي ﷺ.
بل سأتحدث عن شخصيتها الراقية وأخلاقها الرفيعة العالية. مهارتها في الأشغال اليدوية، حبها للعلم وثقافتها. احتواءها الصغير والكبير، هدوءها الجم وآدابها وروحها الباذخة المعطاءة.
عن تلك الطاقة الكبيرة المنبعثة حباً ولطفاً قل نظيره. حتى ان الانسان الذي يدخل على سعاد لابد وان يحرج من كثر طيبها وترحيبها وكرمها، سعاد كل الصفات الجميلة فيها.
ترى فيها الأصالة والنقاء، هي واحة غناء من عمق هذه الواحة السخية.
روحها ينبوعاً دافقاً وشخصها نخلة طاول سموها السماء واغدقت ظلاً وثمراً.
فواحة كما الريحان والجوري وطيوب القطيف عند العصاري. سعاد تربعت بقلوب محبيها وحفرت ذكراها بحروف من حب ونور.
كلي فخر واعتزاز بالمرحومة سعاد وبوالديها واخواتها وإخوانها حفظهم الله وألهمهم الصبر والسلوان.
بهذه الاسرة الزائرية المسالمة مثال الترابط والحب والكرم والاخلاق العالية.
كثيرا ما فكرت مراراً عدة ان أتكلم عن عائلتي الكريمة الفاضلة، عن علاقتهم الوطيدة وترابطهم ومؤازرة بعضهم البعض عموماً.
الا انني كنت أتراجع كي لا اتهم بالتباهي الى ان جاءت هذه المناسبة الحزينة المؤلمة ارتأيت ان اقدم نبذة بسيطة لا توفي حق من احبت بصدق واحترمت الكل خصوصاً عائلتها وعموم عائلة الزاير المغفور لها بإذن الله سعاد بنت عبدالكريم بن منصور الزاير.
رحلت سعاد عن هذه الدنيا الفانية. وقد خلفت وراءها ما لا يدثره الموت الا وهو الذكر الحسن.
اشترت من هذه الدنيا الفانية قلوباً محبة تدعو لها صبحاً وعشية. هي مثالاً لكيف ان تكون الانثى امرأة رقيقة، سامية، حنونة، كريمة عفيفة، فاضلة.
كانت سعاد بكل ما بها امرأة كل الازمنة، اينما تكون وفي اي الظروف هي سيدة المكان دفئه وظله.
عظم الله أجوركم أسرة ابن العم وبنت الخالة وجميع عائلتي الزاير. لها المغفرة ولكم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.