آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

كتاب جديد: فضح الكذب «البولشيت»

عدنان أحمد الحاجي *

المصدر: معهد سانتا في

29 سبتمبر 2020

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

راجعه البرفسور رضي حسن المبيوق، جامعة شمال أيوا

المقالة رقم 322 لسنة 2020

New book: Calling Bullshit

 

Santa Fe Institute

Calling Bullshit
 

”مبدأ عدم تناظر الكذب“ يفيدنا أن الأمر يتطلب طاقة لدحض الكذب أكثر بكثير مما يتطلب توليده [وهذا ما يعنيه عدم التناظر في العبارة السابقة، اذ التناظر يعني الطاقة المطلوبة لدحض الكذب تساوي الطاقة المطلوب لتوليده]. في عالم مليء بالإحصاءات المضللة، والسياسيين المتلاعبين بالعقول gaslighting «انظر 2 للتعريف»، والعلوم المدفوعة بالبيانات الصحفية، يكثر الكذب غير المنضبط. في كتابهم «3، فضح الكذب: فن التشكيك في العلم القائم على البيانات «دار راندم للطباعة 2020» برفسور معهد سانتا في Santa Fe بريغستورم Bergstrom «جامعة واشنطن» وجڤفين دي ويست West «جامعة واشنطون». قاما بتحليل سهولة الطرق التي تتسرب بها المعلومات المضللة إلى كل ركن من أركان المجتمع ودعا الباحثان إلى جرعة صحية من الشك «الريب» في العلوم والإعلام والحياة اليومية.

في هذه الأيام، البحث على الإنترنت أو تشغيل التلفزيون أو حتى استخدام هاتفك الخلوي يعني أن تكون مُغرقًا بالمحتويات التي تتنافس على نقرك إياها في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي حيث تترعرع المحتويات الكاذبة. يقول بيرغستروم: ”نحن لا نفهم كيف يتخذ الناس قرارات جماعية بمجرد أن تعطيهم وسائل تواصل اجتماعي“. ”وليس لدينا بالفعل أي نظرية مناسبة لما يحدث بمجرد أن تأخذ جميع أجهزة الكمبيوتر في العالم وتقوم بربطها معًا وحينئذ يبدأ الناس في إرسال [أكاذيب] لبعضهم البعض ويعيدون إرسالها.“

كالعديد من الباحثين العلميين الذين يدرسون الأنظمة المعقدة، بيرغستروم مفتون بظواهر الشبكات. هوسه الحالي بالأشياء الكاذبة في الواقع يبني على حياته المهنية السابقة في علم الأوبئة، عندما كان يدرس كيف تتتشر الأوبئة عبر الشبكات. ”بعد ذلك شاهدنا ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وفجأة عادت نفس الشبكات مرة أخرى إلى الظهور، والأشياء تنتشر على الشبكات، لكن ما كان ينتشر على الشبكات كانت المحتويات الكاذبة“.

لمكافحة انتشار المحتويات الكاذبة، يدعو بيرغستروم وويست إلى تثقيف الجيل عن طرق التعرف على المعلومات المضللة واستنطاقها ورفضها. يقول ويست: ”نحن بحاجة إلى تحسين الثقافة الإعلامية“. ”نحن بحاجة إلى أن نكرس مزيدًا من الوقت للتعليم. وكذلك نحتاج إلى أن نكرس المزيد من الوقت في البحث“. في حين أنه من المستحيل الغاء تأثير كل محتوى كاذب على حدة، فمن الممكن تدريب عامة الناس على فهم متى يقرؤون أو يشاهدون أو يستمعون إلى شيء مضلل أو متلاعب به أو كاذب.

إن تدخل الباحثين العلميين ومشاركتهم في هذا المنعطف أمر بالغ الأهمية أيضًا. أماكن مثل معهد سانتا في Santa Fe يُعتبر في وضع مثالي لطرح أسئلة كبيرة، وكشف البيانات العميقة والدقيقة، ومشاركة هذه النتائج مع المجتمع الأكبر - كل ذلك دون المساس بصحة الخدمات المتحصلة عن طريق النقرات.

يقول بيرغستروم: ”أعتقد أن الأجيال الشابة من الباحثين العلميين على وجه الخصوص تفهم قوة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي“. ”ولديهم الرغبة في القيام بما هو أكثر تقدمًا من العلوم المتقدمة بمعزل عن ذلك ولكن في الواقع ليكون لهم تأثير على المجتمع بطرق إيجابية مختلفة.“

في نهاية المطاف، الباحثون العلميون يتمكنون من أن يفضلوا «يأثروا» تحمل العواقب المترتبة على المجتويات الكاذبة، أو يمكنهم تحمل سؤولية محاربتها.