الكتاب وجوع الثقافة
كثيراً ما نتحدث عن تراجع الكتاب أمام التقنية الجديدة، وأن الجيل الجديد لا يقرأ، ولكن من يتابع حدث معرض الكتاب في الرياض يجد أن هذه المفاهيم خاطئة مقابل الجيل الجديد الذي يبحث عن الجديد من الأعمال الأدبية والدراسات.
لعل هذا الجيل الذي جاء من كافة مناطق المملكة بحثاً عن هذا الكتاب هو الذي سيصنع المستقبل وعلي أكتافه سيتم البناء، ولعل التوجه الأهم في إدارة المعرض هي تسهيل جميع الكتب وعدم الوقوف عائقاً أمام حرية الفكر والرأي.
معرض الكتاب أصبح اليوم ظاهرة ثقافية تعيشه الرياض ويلتقي علي هامشه معظم إذا لم نقل جميع الكتاب والمثقفين من خلال المعرض، ولعل ما لفتني كثيراً في هذا الحضور هو جيل جديد من جازان كان حاضراً بقوة في أروقة المعرض، يبحث عن الكتاب ويناقش المؤلفين، بذاكرة واعية تحمل هواجس المثقف والأسئلة التي تحاصر كينونة الثقافة.
نحن اليوم أمام جيل جديد أكثر جوعاً للثقافة من أجيال سابقة ويحاول أن يرصد مستقبله بعيداً عن قناصي الأحلام والحريات، ويظل المعرض متجدداً بهؤلاء الشباب الذين يحملون شعلة التنوير المقبلة في أروقة كادت أن تصبح معتمة، لذا نجد أن الخاطفين لهذا المشعل التنويري في حالة قلق كي لا يتم سحب البساط من تحت أقدامهم ويتم رفضهم في مجتمع وجيل يشعر بأنه كان مختطفاً من قبل سارقي الأحلام.