سارقة الكتب
هي قصة طفلة اسمها ليزل يموت أخاها في قطار ذاهب إلى ميونخ، وأثناء دفنه في الطريق يسقط كتاب من يد أحد عمال الدفن، ورغم أن ليزل لا تقرأ فإن هذه الطفلة «9 سنوات» تلتقطه وتخبئه تحت ملابسها وتأخذه معها إلى بيت أبيها بالتبني حيث عاشت هناك. والمثير في الرواية - التي تجري أحداثها قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية - أن ليزل كانت متعلقة بالكتب حتى قبل أن تتعلم القراءة. وبالصدفة يكتشف والدها بالتبني «عازف الأوكورديون» الكتاب الذي خبأته ويبدأ بتعليمها القراءة حرفا حرفا ثم يقرأ لها الكتاب «وهو عن القواعد المتبعة في دفن الأموات».
وتتواصل الرواية - وهي من تأليف الكاتب الأسترالي ماركوس زوساك - بتفاصيل كثيرة عن النازيين واليهود والحرب تتم روايتها عبر الموت الذي كان يقدم تفاصيل عن الحب والجمال والحرب والدمار في حياة الناس خلال فترة الحرب من وحي تجارب ليزل. ومع مرور الوقت يتزايد حب الطفلة الألمانية للكتب التي تعتبرها محور وجودها في الحياة. ولأن الكتب نادرة آنذاك ولم تكن ليزل تستطيع شرائها، فإنها بدأت بمغامرات لسرقة الكتب من عدة مصادر منها مكتبة منزل عمدة المدينة بمساعدة صديقها رودي وذلك من نافذة البيت، بعد أن كانت زوجة العمدة تسمح لها بالقراءة من كتب المكتبة. كما خاطرت ليزل بسرقة أحد الكتب من محرقة للكتب الخاصة باليهود أقامها الجنود الألمان في ساحة البلدية في حفل خاص رغم ما كان يكتنف تلك المحاولة من مخاطر فيما لو اكتشفها أحدهم.
ومن الفصول المثيرة في القصة أن ليزل كانت تقوم بتسلية الناس الذين كانوا يلجؤون إلى الأقبية أثناء الغارات التي كانت تحصل على بلدتهم من قبل قوات التحالف وذلك عبر قراءتها للكتب، حيث كان ذلك يهدئ من روعهم. ورغم أجواء الحرب والقصف إلا أن ليزل كانت تواصل سرقة الكتب التي تحتاجها وتقرأها.
الرواية التي صدرت لأول مرة في العام 2005 «في 654 صفحة» ترجمت إلى 63 لغة وطبع منها نحو 16 مليون نسخة، حيث تصدرت قائمة الكتب الأكثر مبيعا في قائمة نيويورك تايمز لعشر سنوات، كما حصل الفلم الذي أنتج على أساسها العام 2013 أيضا على عدة جوائز. وتعطي الرواية انطباعا بأن حب الكتب يمكن أن يولد مع الإنسان، كما يمكنه أن ينمو ويتضخم مع الوقت وأن يعاند أي عقبات تواجهه وقد يدفع حتى إلى ركوب المخاطر من أجل الحصول عليها.