مستشفى 10 نجوم!
هي قصة حقيقية حدثت قبل سنوات لرجل أعمال لديه بعض العمالة الآسيوية. في يوم من الأيام أصيب أحد العاملين لديه بإصابة عمل، جرح بسيط في اليد. سارع الرجل لأخذ العامل للمستشفى الحكومي لعلاجه لكن في الطريق تذكر الرجل أنه لم ينه بعد إجراءات إقامة العامل والتي كانت في ذلك الوقت بالكاد تكلف 650 ريالا. ولكي يتفادى الرجل الاستجواب ثم دفع ضريبة التأخير والتي كانت هي الأخرى مبلغا بسيطا يكاد لا يذكر، قرر أن يأخذ العامل لمستشفى خاص على اعتبار أن الجرح بسيط جدا ولن يكلف علاجه الكثير.
دخل العامل على الطبيب العام ودفع الرجل قيمة الكشف وبعد الكشف أخبره الطبيب أن الجرح بسيط لكنه يحتاج لعمل بعض التحاليل ليتأكد من عدم تسممه ثم سيعطيه حقنة الكزاز، لكن الأفضل أن يفحصه طبيب الأعصاب للاطمئنان فقط. دفع الرجل قيمة التحاليل، إبرة الكزاز والدخول على طبيب الأعصاب وبعد الكشف أخبره الطبيب أن الجرح بسيط لكنه يحتاج لعمل تخطيط عصب ليتأكد أن الأعصاب سليمة. دفع الرجل قيمة التخطيط وبعد التخطيط أخبره الطبيب أن الأعصاب سليمة لكن الأفضل أن يراه طبيب العظام فقط للاطمئنان. دفع الرجل قيمة الدخول على طبيب العظام وبعد الكشف أخبره الطبيب أنه بحاجة لعمل أشعة للتأكد من سلامة العظام. دفع الرجل قيمة الأشعة وبعد الأشعة أخبره الطبيب أن العظام سليمة وعلى الرغم من أن الجرح بسيط إلا أنه من الأفضل أن يعاينه طبيب جراحة ليحدد إذا كان الجرح يحتاج لبعض الغرز أو لا. دفع الرجل مرة أخرى قيمة الدخول على طبيب الجراحة وبعد الكشف أخبره الطبيب أن الجرح بسيط لكنه سيحتاج لغرزة واحدة فقط والتي ستكلفه 1500 ريال لأنها من خيوط طبية مستوردة من الخارج ولا تسبب تسمما أو حساسية أو قلقا أو أرقا أو اكتئابا أو مشاكل معوية أو حتى صداعا وستساعد على التئام الجرح سريعا فيدفع الرجل المسكين قيمة الغرزة السحرية. يخيط الطبيب الجرح ويضمده ويخبر الرجل أن كل شيء على ما يرام لكن من الأفضل أن يراه طبيب التجميل لأنه سيحتاج إلى جراحة تجميلية لإزالة أثر الجرح. يخرج الرجل مع عامله من المستشفى وقد دفع أكثر من 5000 ريال وهو يوبخ نفسه لتأخره عن إتمام اجراءات إقامة العامل!
لقد بدأت مقالي بهذه القصة الحقيقية الظريفة لكن الحقيقة التي نعيشها مع بعض المستشفيات الخاصة ليست بهذا الظرف. ما يصلنا من قصص من بعض العاملين في تلك المستشفيات أو أصحاب القصص أنفسهم يشيب له الرأس. تخبرني صديقة لي تعمل في أحد المستشفيات الخاصة أن لكل طبيب هدفا شهريا“Target”بالضبط كأهداف مندوبي المبيعات ويجب أن يحقق ذلك الهدف للحصول على مكافأة أو للاحتفاظ بوظيفته وأنه يحدث كثيرا أن يستقبل المستشفى موتى أو مرضى في الرمق الأخير وبالرغم من ذلك يكون الاهتمام منصبا على التأكد من دفع أهل المصاب لكل المصاريف قبل أن يغادروا! ويحدث أيضا أن يحتاج بعض المرضى لسيارة إسعاف بشكل عاجل لنقلهم لمستشفى أكثر خبرة بحالتهم ويرفض المستشفى الأول نقل المريض إلا إذا تم دفع كامل التكاليف أولا.
تلك القصص والكثير غيرها تجعلنا نتساءل، من هو المسوؤل الحقيقي عن تلك الفوضى؟ إدارة المستشفى، الأطباء، وزارة الصحة أم المجتمع؟