متى يبرهن الأطفال على تقديرهم للذات؟ أبكر مما تظن
22 يناير 2016
بقلم داريو شڤينسك، أندرو وميلتزوف، وانطوني غرينوالد
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 304 لسنة 2020
When do children show evidence of self-esteem? Earlier than you might think
Dario Cvencek
January 22,2016.
مقطع يوتيوب بعنوان ”جيسيكا ديلي أفيرماشين «Jessica’s Daily Affirmation»“ انتشر مؤخرا انتشار الفيروس. هذا المقطع يظهر جيسيكا البالغة من العمر أربع سنوات واقفة أمام مرآة الحمام وهي تتكلم عن لماذا هي تشعر بالسعادة عن نفسها
فيديو جاسيكا
العديد من الشباب، كجيسيكا، يبدو أنهم يظهرون مشاعر إيجابية عن قدراتهم - يقولون بسعادة أنهم يجيدون الجري أو القفز أو الرسم آو الرياضيات أو الموسيقى.
ومع ذلك، الاعتقاد في كونك جيداً في بعض المهارات المحسوسة مختلف عن الإحساس العام بقيمة الذات أو ما يسميه الباحثون العلميون ”قيمة الذات الإيجابي.“ على سبيل المثال، في سن مبكرة، الطفل يتمكن من إفادتنا ب ”أنا جيد في الجري“ أو ”أنا جيد في الكتابة.“ ولكن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة قد لا بكونون قادرين على الإجابة على أسئلة عن احساسهم الكلي بقيمة الذات.
لذلك، متى ينمي الاطفال الشعور بالاعتزاز بالذات / بالنفس «تقدير الذات، للتعريف، راجع 1» وكيف يمكننا قياسه؟
بحثنا طوّر طرقًا جديدة لدراسة ما يفكربه الأطفال عن أنفسهم. على الوالدين، ان يأخذوا الملاحظة، التالية: نتائجنا «2» تثبت ان معظم الاطفال ينمون شعور الاعتزاز بالذات - وهو شعور الشخص انه جيد أو سيء عن نفسه - في وقت مبكر من العمر من عمر خمس سنوات، وحتى قبل دخولهم رياض الأطفال.
قياس الاعتزاز بالذات لدى الأطفال الصغار
قياس الاعتزاز بالذات لدى الأطفال يمكن أن يكون صعباً لأنه يبدو أنه يتطلب مستوىً معين من الإستبطان «التأمل الداخلي» والقدرات اللفظية. وجدنا وسيلة للالتفاف على هذا عن طريق قياس إحساس الأطفال بالاعتزاز بالذات الأكثر عمقًا والأكثر ضمنيًا، الأمر الذي لا يتطلب إجابة على أسئلة شفهية.
على سبيل المثال، في البالغين، غالباً مايقاس الإعتزاز بالذات بسؤال الأشخاص أن يقيموا موافقتهم على عبارات «3» مثل ”أنا أشعر بأنني شخص له قيمة، على الأقل بنفس المستوى مع الآخرين“، أو ”لدي موقف / مزاج إيجابي تجاه نفسي «المزاج الايحابي هو حالة ذهنية ترى وتتوقع نتائج ايحابية، ومن تلك الحالات التفاؤل، بحسب ما فهمناه من 4»“.
ولكن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لديهم صعوبة في الإجابة على هذه الأسئلة الشفهية. المهارات الإدراكية واللفظية اللازمة لمثل هذه الإجابات لا تظهر قبل سن الثامنة.
لذلك، بدلاً من الاعتماد على طرح أسئلة شفهية على الأطفال، قمنا بتطوير أداة جديدة تسمى ”اختبار الترابط الضمني لمرحلة ما قبل المدرسة“ «PSIAT انظر 5» لقياس اعتزاز الأطفال الضمني بأنفسهم. قيمة هذا القياس أنه لم يتطلب من الأطفال أن يصفوا شفهيًا شعورهم تجاه أنفسهم.
أعطينا 234 طفلاً مجموعتين من الأعلام الملونة الصغيرة «انظر الشكل أدناه»، كل مجموعة ترمز إلى ”أنا“ و”لست أنا“. ثم طُلب من هؤلاء الأطفال الرد على سلسلة من الكلمات ”الجيدة“ «ممتع، سعيد، ولطيف» وكلمات ”سيئة“ «غاضب، ولئيم، ومقرف» من مكبر للصوت بالضغط على أزرار. تقيس هذه الطريقة مدى ربط الأطفال الكلمات ”الجيدة“ بالأعلام الموسومة ب ”أنا“.
هذه الطريقة هو تباين اختبار الترابط الضمني للبالغين «6»، وهو مقياس يستخدمه علم النفس الاجتماعي على نطاق واسع للكشف عن التحيزات الخفية «7» لدى البالغين تجاه العرق والدين والذات وغيرها من الموضوعات بالطلب من المشاركين بتصنيف كلمات من فئات مختلفة بسرعة. وجدنا أن أكثر من 90 بالمائة من أطفال ما قبل المدرسة في الخامسة من عمرهم ربطوا أنفسهم بالكلمات ”الجيدة“، والتي تشير إلى الإعتزاز بالذات الإيجابي. هذه النتائج تثبت لنا أيضًا أن معظم الأطفال يظهرون إحساسًا بالإعتزاز بالذات يمكن قياسه في سن الخامسة.
طفله عمرها خمس سنوات أثناء أداءها للاختبار في معهد علوم التعلم والدماغ التابع لجامعة واشنطون
يوفر اختبارنا للباحثين طريقة موثوقة لفحص اللمحات المبكرة عن كيف يظهر الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة الإحساس بقيمتهم الذاتية
الأشخاص ذوو الإعتزاز العالي بالذات «تقدير الذات» لديهم أكثر مرونة نفسية «8»
إذن، لماذا يعتبر الإعتزاز بالذات مهمًا للأطفال؟
الإعتزاز بالذات السليم يمكن أن يوفر مصدًا عاطفيًا ضد النكسات ويمكّن الأطفال من اظهار المرونة النفسية «للتعريف، راجع 8» تجاه الاخفاقات. عند البالغين، ثبت أن الاعتزاز بالذات يتنبأ بتفاعل الشخص مع النجاح والإخفاق «9». الأشخاص الذين يتمتعون بإعتزاز بالذات عالٍ يصرون على الاستمرار بعد تعرضهم لانتكاسة أكثر من الأشخاص الذين يعانون من تدني في الإعتزاز بالذات.
في الأطفال الصغار، قد تكون هذه العلاقة بين المرونة النفسية والإعتزاز بالذات مهمة بشكل خاص للتعلم والتعليم المبكرين.
على سبيل المثال، عدد قليل من طلاب الصف الأول يحصلون باستمرار على 100 بالمائة في جميع الاختبارات، وعدد قليل من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يتمتعون بمهارة كإخوتهم الأكبر منهم سنًا. نعتقد أن مثل هذه النكسات الصغيرة يمكن بالتخفيف من وقعها من خلال الإعتزاز بالذات الإيجابي.
نظرًا لأن الإعتزاز بالذات يميل إلى أن يظل مستقرًا نسبيًا طوال عمر المرء «10»، فمن المحتمل أن يوفر مصدًا عاطفيًا يستمر مدى الحياة في مواجهة الإخفاقات والتحديات اليومية.
أهمية الإعتزاز بالذات
كيف يظهر الأطفال إحساسهم بالإعتزاز بالذات؟
الأطفال الصغار يهتمون كثيرًا بالآخرين ”كما يهتمون بأنفسهم،“ «11»، وقد يبدأ هذا حتى في مرحلة الرضاعة. نحن نعلم أيضًا من الأبحاث الأخرى «12» أن الرضع والأطفال الدارجين يمكنهم تقدير مدى تشابه الآخرين من عدة أبعاد.
هذا يضع الأساس لتطوير علاقات اجتماعية والشعور بالانتماء. هذه المشاعر، مع الرعاية الدافئة والمتسقة، تساعد الأطفال على تنمية مشاعر التعلق / الارتباط بوالديهم «12»، مما قد يمهد الطريق أكثر لتنمية الاعتزاز بالذات الإيجابي. وجدنا أن السنوات الخمس الأولى «13» حاسمة في وضع الأساس لهذا التطور الاجتماعي العاطفي.
الاعتزاز بالذات الإيجابي يمكن أن يكون مفيدًا بطرق أخرى أيضًا.
بالنسبة لطلاب مرحلة ما قبل المدرسة، من المهم لهم أن يشعروا بأنهم جزء من الجماعة. وبهذه الطريقة يمكنهم التحرك في العالم الاجتماعي «التحرك نحو مجموعة من الناس، 14»، بسهولة أكبر. يميل الأطفال، مثلهم مثل البالغين، إلى تفضيل المجموعات التي ينتمون إليها.
يطلق الباحثون العلميون على هذا الشعور بتفضيل الجماعة «داخل جماعة الشخص». داخل جماعات الأشخاص عند البالغين يمكن أن يكون على أساس العرق والجنسية والديانة وما إلى ذلك. لدى الأطفال، وجدنا تفضيلًا قويًا لداخل الجماعة على أساس الجندر، وذلك مربوط بالإعتزاز بالذات.
هذا يدل على أن الاعتزاز بالذات مرتبط بشكل منهجي بالجوانب الأساسية الأخرى لشخصية الشخص في وقت مبكر جدًا من تطورها. نحن نؤمن بأن الاعتزاز بالذات هو إحدى الأدوات العقلية التي يستخدمها الأطفال لخلق شعور بالهوية والانتماء إلى الجماعات الاجتماعية «14». بمعنى آخر، في عمر مبكر، يعكس الأطفال أنماط التنظيم النفسي للبالغين. هذا شيء يجلبونه معهم إلى رياض الأطفال ولا يتعلمونه في المدرسة.
اعطاء الأطفال بداية جيدة في الحياة أحد أهم الهدايا التي يمكن للوالدين تقديمها لهم: فالأطفال الذين يشعرون بأنهم محبوبون من قبل الآخرين من المرجح أن يكتسبوا هذا الحب ليحبوا أنفسهم.
جيسيكا من اليوتيوب ليست سوى تذكير مقنع بمدى إلهام نظرة الطفل الذاتية الإيجابية الى نفسه. وهو الأساس لأكثر من ذلك بكثير.