السيد هاشم الحسن في ذمة السماء
في فجر هذا اليوم تغلبت الكورونا على الصديق العزيز هاشم الحسن «أبو مرتضى» بضرباتها القاضية، وانتزعته منا، من أسرته وأهله وأصدقائه ومحبيه. حاول أن يقاومها بكل جوانحه، ويواجه ضراوتها ببسالته المعتادة وبصلابة أرداته وقوة بنيانه. ولكنه في هذه المرة خانته قواه، ووهن صموده. أطاحت به وهو الشامخ دائما، الذي لا ينحني كنخيل الوطن ولا يأنف من المواجهة مهما بدت شرسة وعصية.
كيف تمكن هذا الفايروس منك وأنت من كنت تقول لي إنك حذر وتسخر ممن كان يتعامل معه بتساهل وقلة احتراس؟ ولكن هكذا صار، وأصبت بما كنا نحاول أن نحمي أنفسنا جميعا منه. فيا لها من اصابة من فيروس غادر لا يرحم.
امضى الراحل أبو مرتضى أو أبو مرتضي كما يطيب لبعض الاصدقاء مداعبته في بعض الاحيان ومنهم كان الشخصية الوطنية الكويتية المرحوم ناصر العجمي الذي كان يكن له مودة خاصة، معظم سني حياته في العمل الصامت لخدمة وطنه واهله وناسه، ولم تثنه صعوبات الحياة ولا شظف العيش على مواصلة مسيرته المشٌرفة التي بدأها وهو في عز الشباب، وتمسكه حتى آخر ايامه بنفس الرؤى السامية والنبيلة ببغض ظُلاٌم الشعوب ومعاداة الاستبداد وادانة المعتدين ومنتهكي حقوق الناس وخاصة الفقراء والمحتاجين، ومناصرته لقضايا العدل والحرية والوئام بين الشعوب.
هكذا عرفتك أيها السيد الجميل نقياً محباً للخير، وهكذا رحلت عنا.
رحلت عنا يا أبا مرتضى ولا زالت في النفس رغبات مكنونة واماني لم تنقضِ في لقاءات مستقبلية نكمل فيها حوارات وجدالات لم نستوفِها بعد، ونقاشات في مواضيع افترقنا في تقييماتنا لها.. ولكنها لم تفرقنا ولم تبعدنا عن بعض، فقد كانت صداقتنا أقوى ومودتنا لبعضنا البعض عصية حتى على الاهتزاز.
ستبقى قلوب محبيك وأصدقائك محتضنة ذكراك الجميلة أيها الراحل الباقي في وجداننا، سيكون مكانك محفوظا بيننا كلما جمعنا مجلس كنت فيه حاضراً.
رحمك ربي أيها الصديق وجعل الجنة مقرك بعد هذا الرحيل، ولروحك الطمأنينة والسكنية ولك الذكر الطيب.
وأسأل الله ان يمنح زوجتك وبناتك وأولادك وأحفادك وأسرتك وجميع من عرفك وأحبك القوة والصبر على فقدانك. وانا لله وانا اليه راجعون.