رائد الثّقافة السّعوديّة المتألق
أمير سعودي متألق يستوقفني ويستوقف كلّ منصف، أعجوبة عطاء، بمشاريعه المتسارعة التّي أبهر بها الجميع، إنه الأمير ذو ألف قلب وألف عين، أخطبوط مشاريع؛ له في كلّ زاوية ذراع، وفي كلّ لحظة بصمة إبداع، إنّه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود الذّي يتولى منصب «وزير الثّقافة»، إنّ هذه الحقبة الزّمنيّة التّي نمر بها مختلفة، فهي في بالنّسبة لشعوب العالم «فترة الرّكود الثّقافيّ»، بينما ينعتها «وزير الثّقافة» بوصفها: «المرحلة الذّهبيّة للثّقافة»، يقولها ثمّ تراه ينتج كنبع العين الفوارة، فلا تر له أسبوع يمر عليه إلا ولديه باقة من الحزم والمشاريع الثّقافيّة التّي تُسعد المهتمين بالشّأن الثّقافيّ والأدبيّ والفنيّ، يقول معاليه في تقرير الحالة الثّقافيّة 2019م: ”ذهبنا في تنفيذ العديد من المبادرات الثّقافيّة 11 هيئة جديدة لتختصر الزّمن وتتولى إدارة القطاعات الثّقافيّة بمرونة واستقلالية“، فماذا قدم من مشاريع؟
1/ الجوائز الثّقافيّة الوطنيّة: وتهدف المبادرة إلى تشجيع المحتوى والإنتاج الثّقافيّ، باعتبارها تقدم الدّعم المادي والمعنوي للفائزين، فضلًا عن الاحتفاء بهم إعلاميًا ومجتمعيًا، وتمنحهم التّمثيل الشّرفيّ لإحدى القطاعات الثّقافيّة، فمن تلك الجوائز: ”جائزة الأدب، وجائزة التّراث الوطنيّ، وجائزة المسرح والفنون الأدائيّة، وجائزة التّرجمة، وجائزة النّشر، وجائزة الأفلام، وسواها“.
2/ الابتعاث الثّقافيّ: رحلة ثقافيّة شائقة تخطوها المملكة عبر برنامج «الابتعاث الثّقافيّ» لدراسة تخصّصات معرفيّة ثقافيّة وفنيّة، منها: ”الآداب، والفنون البصرية، والمسرح، وصناعة الأفلام، والمتاحف، وغيرها“، يقول الوزير المدشن لهذه المبادرة الواعدة: ”نكتب اليوم فصلًا جديدًا من فصول ثقافتنا وفنونا وتاريخنا“، البرنامج يدعم ثلاث روافد: «مسار الدّارسين على حسابهم الخاص، ومسار الحاصلين على قبول مسبق، ومسار الرّاغبين الجدد بالدّراسة».
3/ التّفرغ الثّقافيّ: وهي مبادرة ثقافيّة برئاسة الدّكتورة زينب الخضيري، وضعت للمبدعين السّعوديين الذّين يرغبون في إنجاز مشروع ثقافيّ معين، لم يتم تقييد نوع المشروع لمنح التّفرغ، إنما سينظر لمدى جدوائيته وجديته ومقدار ما سيضيفه المشروع لرصيد الثّقافة السّعوديّة، سواء كان «كتابًا، أو رواية، أو فيلمًا، أو مقطوعة موسيقية، أو عداها».
4/طباعة الكتب: أشار الوزير أن الوزارة تعزم إنشاء دار نشر تدعم المؤلفات السّعوديّة، يراد لها أن تكون مستقلة ماديًا، وتحت سقف الوزارة، كما أنّ هناك تفكير جاد لجعل أسعار الكتب السّعوديّة رمزيّة، لتشجع على اقتنائها وتداولها محليًا ودوليًا، وهناك رغبة في المشاركة بها في معارض الكتب الدّاخليّة والخارجيّة، كما يشار أنّ هناك شراكات ستوقع مع دور نشر عالميّة لتسليط الضّوء على هذه الكتب السّعوديّة، ويصرح الوزير بقوله: ”إن هذه الدّار ستكون أحد أذرع وزارة الثّقافة لنشر وتسويق وتوزيع الكتاب السّعوديّ في مختلف الدّول العربيّة“.
5/ مجموع الملك سلمان للغة العربية: وهو أحد أهم مبادرات الوزارة الاستراتيجيّة، ويراد له أن يكون مرجعيّة عالميّة لنشر اللّغة العربيّة، يهدف نشر وحماية اللّغة العربيّة وتصحيح الأخطاء الشّائعة، وسيجسر الفجوة بين الثّقافات عبر التّرجمة والتّعريب، وسيدرس كلّ ما له صلة باللّغة العربيّة من لهجات، وسيبرز مكانة اللّغة العربيّة على مستوى العالم. يراد لهذا المجمع أن يكون حاضنة عربيّة تخصّصيّة تقام فيه المعارض والمؤتمرات التّي تعنى باللّغة العربيّة، وسيعنى بالأبحاث والكتب المتخصصة لغويًا، وسيكون رافدًا هامًا يدعم المتخصصين والمهتمين بلغة القرآن الكريم.
لم تنتهِ المشاريع، فمنها كذلك: «الفرقة الوطنيّة للمسرح، بيوت الثّقافة، برنامج ”ترجم“، برنامج ثقافة الطّفل، مدينة الثّقافة السّعوديّة، مجلات الآداب والفنون، مبادرة الكتاب للجميع، وغير ذلك». لنستمع لما يقوله الوزير لنعرف ما يجول في خلده: ”تعد الثّقافة جزءًا أساسيًا من التّحول الوطنيّ“، ويقول: ”المملكة بحاجة إلى زيادة نشاطها الثّقافي“، أما فيما يرتبط بالشّأن الإبداعيّ، فيقول: ”نقف اليوم على أرض غنيّة بالصّناعة الإبداعيّة في الحقول الثّقافيّة المتنوعة، وطاقات بشريّة مبشرة تجاوز إبداعها حدود بلادنا ليصل إلى العالم“. إن ما يعنيني بالفعل هو ما ينوي القيام به، فما هي خطته المقبلة التّي يراها؟، يقول ليكشف عن منهجه التّشاركيّ مع المبدعين السّعوديين: ”المبدع السّعوديّ، رأس مال الثّقافة“، "سنذهب بعيدًا لخلق بيئة تدعم الإبداع وتساهم في نموه"، "سنفتح نوافذ جديدة للطّاقة الإبداعيّة عند السّعوديين"، "ستظل الثّقافة السّعوديّة نخلة سامقة في عالمنا".