نمنمات رياح الطِّفّ على قلب عاشق «3»
«21» للتاريخ آذان ولسان
جَاءَ الرَّيْحُ لِخَيْمَةِ العَلِيْلِ ”الْمَذْخُورْ“...
لِيَرْوِي لَهُ قِصصَ بُطُوْلَةْ...
حِكَايَاتِ وَفَاءٍ وإيْثَارْ...
أحَادِيْثَ تَضْحْيَةْ...
وَبَشَاعَةَ مَنَاظِرِ مَصْرَعْ
مَا كَانَ الرَّيْحُ يَدْرِي...
أَنَّ التَّارِيْخَ يَسْمَعْ...
وَثَرْثَارْ
«22» رد السلام واجب
أقولُ: ”يَا حُسَينْ“...
فأسمعْ: ”وعليكَ السَّلامْ“
مَنْ يَرُدُّ عَلَيَّ النَّداءْ؟
مَا كُنْتُ أعْلَمُهُ "سَلَامًا أو تحيَّةْ؟
ولا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ يَأتِي الكَلَامْ
لَكِنْ هَكَذَا هِيَ تَمْظُهَراتُ ”فِي سَبِيلِ اللهْ“
«23» مفارقات مشاكسة
أَظمأوهُ... صَارَ نَهرًا
قَتلُوْهُ... صَارَ حَياةً
حَاوَلُوا كَشْفَهُ... صَارَ سِترًا
كَلَّمَا جَهدُوا لِيَطفِئُوهْ... زَادَ نورًا
مَا طَالُوا مِنَهُ مَوَاتْ
اشْتَغلوا بِهِ عَنْهُ
فَمَا عَرَفُوهْ...
فَمَا فَهِمُوْا سِرَّ وُجُودِهْ
لَا في ”الحَيَاةْ“... ولَا في ”الخُلُودْ“
«24» بحث لُغوي
نادرًا ما تخونني لُغَتِي
لَكِّنِي... ما زلتُ أَبْحَثُ عَنْ مُفْرَدَةْ...
لأجعلَ مِنْهَا وِسَادَةْ...
يَرْتَاحُ عَلَيْهَا اسمُ الحسين المُجْهَدْ...
وَقْتَ يَشَاءْ
«25» اسمٌ يشبِهُ الماء
قُتِلَ عطشانًا
حين أنطقُ اسْمَهُ
أشعرُ بندًى في فَمي
وَارْتِوَاءْ
«26» نظرية الإباء
ثُلَّةٌ بين شيخٍ وطفلٍ ويافِعْ...
احتاجهم الحسين في ”مختبر كربلاءْ“...
كي يثبت أنَّ الإباءَ ليسَ ”فرضيَّةْ“
باثنين وسبعين تجربةٍ وامتحانْ...
أكدَّها بالفعلِ ”نظريَّةْ“:...
"الإباءُ أمضى من السَّيْفْ...
وأقوى مِنَ المدافِعْ"
فيها أنَّ المقتولَ لِإبَاءٍ لا يموتْ...
والأبيُّ مِنْ أولياءِ ”الرَّافِعْ“
أنَّ الحقَّ في كُلِّ نفسٍ أَبِيَّةْ
وَلَهُ دولةٌ ورَايَةْ...
يرفعُهَا صاحبٌ أو تابِعْ
«27» ”لَا يَوْم مِثْل يَوْمِك“
يوم تتكدر نفسي...
مِنْ ساعةِ شروق شمسه
والأجواءُ حولي تضيق بي
ولا أتذوق حتَّى قهوتي...
كعادتي كُلَّ صباح
ويسكنُ الريحُ الشديدْ
وتمتنعُ الطيورُ عن التغريدْ
أَعَرِفُ أَنَّهُ ”يَوم عَاشُوراءْ“
لا يحدثُ مِثْلُ هذا...
إلا في يومٍ تغضبُ لَهُ الأشْيَاءْ...
لِتَمْنَحَهُ مِنْ حَيَاتِهَا حَيَاةْ
«28» ليس مجرد اسم
قًتِلَ ظُلمَا
فَتَوَلَّدَ مِنْ ظُلمهِ عِشقٌ
مِنْ صَبرِهِ وَلَاءْ
أزهرَ العشقُ ونَمَا...
وَتَمَدَّدَ حُرُوفًا بِضِيَاءْ...
صَارَتْ ”حُسَيْنْ“
اسمٌ تَصَيْحُ بِهِ الأرْضْ...
حِينَ تُنادِي السَّمَاءْ
«29» احيوا أمرنا
حين أرى الدموعَ تكونُ أنهارًا...
تروي الولاءَ لَهُ
الأنفاسَ التي تحملُهَا تجتمعُ رِيحًا...
ينسجُ ”ثِيَابًا“ لَهُ
سُؤالٌ يُشَاغِبُني
أبقاءُ ”الحسينْ“ بِ ”الدَّمْعَةْ“؟
أَمْ
بقاءُ ”الدَّمْعَةْ“ بِ ”الحسينْ“؟
”الأُوْلَى“... قَلبي المتعلِّقُ بِهِ... يَقُولْ...
”هِيَ ما كَانتْ قَبْلَ مَقْتلِهِ“...
شَيءٌ دَاخِلي - صَنَعَهُ المِنَبَرْ - يَرَى: ”الثَّانيَّةْ“...
”هُوَ يَحتَاجُهَا“... ”كَرْبَلَاءْ... أَصْدَقَتْ دَمْعَةَ جَدِّهِ“
أمَّا عَقْلِي بِثِقَةٍ وحَزْمٍ يَقُولْ:...
”الحسينْ... فِعْلُهُ خَلَّدَهُ“
بِعَوْدٍ مِنْ إغْمَاضٍ لا يَطُولْ...
كُلَّ عَامْ... الزَّمَانُ يُجَدِّدُهُ...
فِيْهِ الدَّمْعَةُ ”وَصَلةٌ“ لِ ”وَسَيْلَةٍ“ لَا تَزُولْ
تُبْقِيْهِ غَضًا طَرَيًّا فِينَا...
”نُحْيِي أَمْرَهُ“ فَيُحْيِينَا
«30» الْمُلَّا
لِ ”حُبِّ الْحُسَينْ“...
”جَذْبٌ“ وسَطْوَةٌ حَنُونْ...
تَجْعَلُ الضَّرِيْرَ يَرَاهُ كالْبَصِيرْ
والْأصَمَ يَسْمَعُ أَنِيْنَ رَضِيْعٍ لَمْ يُطْعَمْ
و”حَاءَ“ اسْمِهِ يَنْطِقُهَا الْأَبْكَمْ...
بِأَفْصَحِ مَا تَكُونْ
ويَصَدَحُ بِأشْجَانِهِ ”رَسُولُ الْبَصَارَى“...
بِنَوحٍ حَزِينْ... لا يُبَارَى...
واسْتِدْمَاعٍ وَقُورْ
فَ ”أُسْتَاذُ الْمَنَاحَةِ“ و”شَيْخُ النَّائِحِينْ“...
لَا يَرْحَلْ...
مَا دَامَ الْحُسَينْ