هل تعيد المنصة هيبة المعلم
إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلّماً ميسّراً" الرسول الأعظم ﷺ
بعد شهر ويحتفي العالم بيوم المعلم العالمي والذي يقع في الخامس من أكتوبر من كل سنة.
وهنا احببت أن أقف مع هذا الإنسان الذي لا بديل له رغم طرح المحاولات البديلة عبر التعليم عن بعد بسبب الجائحة من خلال المنصات الإلكترونية التي لم تستطع خلال هذه الفترة من بداية العام الدراسي أن تؤدي ولو جزءاً من عمل المجاهد الذي يبذل قصارى جهده ويتفنن في إيصال المفاهيم العلمية والعملية لأبنائنا وبناتنا الطلاب.
وقد كانت الهجمات من كل حدب وصوب على هذا المجاهد الكبير استخفافاَ بدوره تارة، واستنقاصاً من شأنه أخرى، وحسداً على تلك الأيام التي يقضيها نهاية العام من الإجازة التي يتمتع بها، رغم أنها حق مكتسب كفله له النظام والقانون.
وتتقاذف ذلك المجاهد الهجمات من الداخل؛ أي المؤسسة التعليمية والتي في كل يوم لها قرار بعناوين مختلفة وبأساليب متنوعة متفننة في تحديد مسؤولياته وتضييق حرية عطائه عبر متطلبات تلزمه بها من وقته الخاص بل يتعدى إلى ماله من خلال تقديمه الجوائز والهدايا التحفيزية للطلاب.
أما الجهات الخارجية ومنها وسائل الإعلام؛ التي تتيح الفرص للتهجم والاستخفاف بأدائه الكبير عبر نشر الكركتيرات والتعليقات التي لا تتناسب مع منصبه ومقامه، الذي أعدته له السماء وقد عبّر بذلك نبينا الكريم من خلال مجموعة من النصوص على علو شأن المعلم.
ورسالتي إلى ”المطقطقين“ أين اختفيتم وتواريتم مع المرحلة الجديدة والمنصات التي لم ترى النور بعد الوعود بجهوزيتها، وللعلم فقط كان يطالب المعلم أن يكون جاهزاً من أول يوم دراسي بإعداد الدروس وتطبيقها، بل أن خطط مكاتب التعليم بزيارة المشرفين للمدارس من صباح أول يوم لمتابعة سير العملية التعليمية، ناهيك عن الرسائل التي تأتي محذرة المتأخرين عن أداء دورهم بأنهم سيكونون عرضة للمحاسبة!!!
وأخيراً همسة في أذن المجتمع والوزارة بأن المعلم هو أساس التعليم وإذا كان للتعليم مكانة سامية فهي بوجود المعلمين المخلصين والمؤهلين، فالمعلم أحد هذه العوامل لنجاح منظومة التعليم، كما أن دوره لا يقل أهمية عن دور المهندسين والأطباء وغيرهم من المهن؛ بل لولا المعلم لما وصلت المعرفة إلى أصحاب المهن.
فلنُعد للمعلم مكانته السامية وهيبته العالية من خلال غرس احترام المعلم من قبل الآباء لأبنائهم وتقديرهم وتوقيرهم وترك النكات والتعليقات أمام الأبناء، وكذلك على الوزارة أن تسعى لإعادة هيبة المعلم.
وختاماً مع الإمام زين العابدين : في حق سائسك بالعلم:
”التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك، وأن لا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء، وأن تسترَ عيوبَه، وتظهر مناقبَه، ولا تجالس له عدواً، ولا تعادي له ولياً، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل إسمه لا للناس“