آخر تحديث: 16 / 12 / 2025م - 5:39 م

هل الحجاب ”عادة اجتماعية“ ام ”رمز وهوية“.. الشيخ السلمان يرد

جهات الإخبارية تغريد آل إخوان - القطيف

ردّ الشيخ أحمد السلمان على الذين يستخفون بحجاب المرأة ويُصورونه على أنه مجرد ”قطعة قماش“، وذلك في المحاضرة التي ألقاها مؤخرا في مدينة القطيف بعنوان «الحجاب والحرية الشخصية».

وبيّن أن الحجاب قطعة قماش لكنها ”مقدسة وذات رمزية“، فالمرأة المسلمة التي ترتدي الحجاب تعتز بهويتها وانتمائها، ضاربا مثال بأعلام الدول والتي هي قطعة قماش ولكن ما أن يتجرأ أحدا على إهانة هذه القماشة كأن يدوس عليها فسيلقى عقابه، لأنها أصبحت ذات رمزية لتلك الدولة.

وتحدث عن فلسفة أصل اللباس الذي يشمل ثلاث جوانب، وهي: «ستر العورة بالفطرة، والوقاية من البرد والحر، والانتماء والرمزية»، لافتا إلى أن كل بلد له لبس تقليدي ورمزي لأنه عنصر من عناصر هويتها الحضارية.

ولفت الى أن كل شخص يرتدي لباسا يبرز هويته وانتمائه وتعبيرا عن حبه لهذا الانتماء، على سبيل المثال: لاعبو الفريق الرياضي لهم لبسا خاصا بهم، الطبيب له لبس خاص، وكذلك بدلة العسكري وهكذا.

وتطرق إلى احتلال فرنسا على مدى أعوام للجزائر والتي جرت بينهما حروب ضارية حتى سُميت الأخيرة ببلد المليون شهيد، والتي أرّخ تاريخها الفرنسي المُنشق ”فرانس“، حيث تناول تفاصيل سيطرة فرنسا على جوانب الحياة في الجزائر".

وتابع: ”الاحتلال الحقيقي هو أن تسيطر على الناس وليس على الأرض، وتضمن المدخل الأول في الكتاب كيفية بداية الاحتلال وهو اقناع المرأة الجزائرية بالتخلي عن الحجاب، حيث عنوّن الباب الأول من الكتاب ب «الجزائر تُلقي الحجاب»، واعتبرها الخطوة الأساسية التي مَكنت فرنسا من بدء الاحتلال“.

وأضاف: ”شرح الكتاب الخطوات العملية التي اقنع فيها الجزائرية بترك الحجاب واقنع الرجل كذلك بالتنازل“.

وقال: ”الغرب لديه اعتقاد بأن الحجاب هو هوية إسلامية، والمرأة بحجابها تُعلن ممارستها لهويتها الدينية وتبرز رمزيته وهي الإيمان“.

ونوه أن تخلي المرأة والمجتمع عن الحجاب، دليل على أن هذا المجتمع بدأ أولى خطوات التنازل عن هويته، مبينا أن الحجاب ليس ”عادة اجتماعية“ بل رمز وهوية، وقال: ”الأمر كأحجار الدومينو، ما إن تنازلنا عن الحجر الصغير وسقط، فستتساقط بقية الحجارة تباعا“.

وعزى التساهل في الحجاب عند البعض إلى عدم اعتبارهم أن الحجاب جزء من الهوية، بل ينظرون له كلباس ويتغير مع صيحات الموضة السنوية، فأصبحت المرأة تلبس شيء اسمه «حجاب» ولكن واقعا ليس بحجاب.

ودعا إلى ضخ الثقافة الدينية في الأبناء والأجيال الجديدة التي أخذت تتأثر بالغزو الفكري الغربي الممنهج، وتتعرض إلى تسليم معارفها الدينية والاجتماعية.