الإشاعة في زمن الكورونا
كثر الحديث في الوسط الافتراضي عن ظاهرة سيئة لا تليق والمستوى الذي وصل إليه وعي المجتمع المتدين على الصعيدين التربوي والتعليمي، فقد ازدادت الشكوى من مسألة لا نعرف مدى حجمها ولا تأثيرها ولكن كثرة الشكوى منها أصبحت ظاهرة مزعجة ألا وهي الإشاعة عن الإصابات بهذا الوباء حتى من عافاه الله يبقى حبيس معرفة الناس أنه مصاب.
لا بد من أن نقرع الأجراس لتدارك امتداد هذه المصيبة والحد من انتشارها، لأن نارها لا سمح الله لا تقتصر على المصاب فقد تتعدى إلى أفراد أسرته، والإشاعة هي ضرب من ضروب الشيطان وهي أمضى سلاح يمزق العلاقة بين الأرحام ويحطم أواصر المحبة بين الإخوان والأصدقاء ويزعزع الثقة بين أفراد الأسرة ويجرح كرامتهم. يقول الله سبحانه ﴿إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾.
إن الأمر في غاية الأهمية ويستدعي من الخطباء الاهتمام في هذا الموسم بمعالجة القضايا التي تخصّ هذا الوباء وفي مقدمتها تنبيه تلك الفئة التي تتساهل في نشر المعلومات عن الناس دون مراعاة أحوالهم، البعض يتساهل في نقل المعلومة بحسن نية، فمن يحسن الظن في أخيه يحمل المعلومة عنه على محتمل ثلاثة
- المحمل الأول التقييم، فينشر غسيل أخيه في مجلس واحد ويقوم كأنه لم يفعل شيء.
- المحمل الثاني، النصح فيفتح ملفات أخيه للآخرين بعنوان إيصال النصح له.
- المحمل الثالث، تحذير الإخوان من عمل أو سلوك أو تصرفات طرف ما دون مراعاة.
أما من يدعي تحذير الإخوان من هذا المرض فإنه لا ولن يتورع في الزيادة والنقصان وقد يقع في مصيدة الفسق فينطبق عليه قول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.
ولكن ما فائدة الندم في هذا الزمان إذا استمر الواشي بنقل الإشاعة وأصبحت وظيفة، ولكن يحذون الأمل في قوة وإرادة المستقبلين السامعين للإشاعة، كما نهيب بالخطباء الذين لهم الدور الأكبر في إيصال الرسالة من وجهتها الشرعية، أما الأشخاص والجماعات الذين يقفون بحزم أمام من يشهرون بالمصابين عليهم أن يراعوا شرع الله.
والحال أيها الإخوة والأخوات أننا مطالبون بتخفيف العبء على أسر المصابين فإنهم في حاجة لسماع ما يطمئنهم على أحبتهم القابعين على الأسرة البيضاء.