آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

تاء مربوطة‎

فاطمة آل سيف

متى سينتهي دور التحكم بخيارات الأنثى في مسلسل العائلة، ألم يحن الوقت لتبرز امكانياتها كبطلة أم البطولة المطلقة في مجتمعنا مقتصرة على الرجال فقط؟ فمع كل الانفتاح الذي يشهده وطننا الغالي لازال هناك أباء وأخوة يحاولون إقصاء محارمهم مما يرونه لا يتناسب مع رؤيتهم وفلسفتهم الحياتية التي يعاملونها وكأنها كتابٌ منزل لا يمكن نقض ما جاء فيه أو تغييره.

لا نزال نرى الكثير من الصراعات القائمة على قيادة المرأة للسيارة بالرغم من سماح الدولة به والسماح لها بالعمل - خاصة في الأماكن المختلطة - سيد مواضيع ساحات النقاش.. ناهيك عن التعليق على كل ما يخصها من حجاب ولباس حتى وإن كانت لا تخالف به شرع أو حتى عرف.

من المزعج القول بأن حرية المرأة في محيطنا لا تزال تحت إطار سماح الأهل بذلك وإن كانت قد وصلت للسن القانوني أو أقلها لمرحلة من النضج تمكنها من التمييز بين الصواب والخطأ، بالإضافة إلى المسؤولية التي لربما تكون قد حملتها على عاتقها منذ الصغر أو تنامت بداخلها مع الأيام، مما يجعلها متحملة لنتائج أفعالها.. ولكن للأسف هذه الحقيقة متأصلة ومنتشرة بشكل كبير في أفكار ومعتقدات البعض من آبائنا وإخواننا كانتشار النار في الهشيم!

أظن بأننا بحاجة للمزيد من الوعي وإدراك أهمية دور المرأة في المجتمع فهي عماد هذا الكيان وثباته.. وإن لم تكن الأم أو الزوجة المستقبلية قوية وقادرة على تحقيق ذاتها والوصول إلى مواطن عظيمة بنيل مراتب شرف عليا والقدرة على التأثير.. سينتج لنا بالطبع مجتمع هش يمكن اسقاطه والتأثير عليه سلباً بسهولة من خلال الأفكار الهدامة والمنحرفة والمخالفة للدين والأخلاق.

لدى أرى بأن على المثقفين وقادة الرأي في المجتمع السعي لتغيير نظرة الانتقاص من المرأة إلى نظرة فخر واعجاب تستطيع من خلالها مواجهة كل من يقف في طريقها من أشخاص وعقبات، وأن يحاولوا زرع بذرة الثقة في نفوس بني آدم تجاه حواء، أن يحتووها ويشجعوها ويؤمنوا بأنها قادرة على تحقيق المستحيل، فالموهبة أو الهواية التي تمتلكها احدى الإناث من الممكن أن تجعلها أعظم امرأة في التاريخ أو في عصرها على أقل تقدير!

فإعداد شعب طيب الأعراق يحتاج إلى أم ناجحة، متعلمة، قارئة.. وهذا يأخذنا لمنحى أخر في سبيل أن يكون الحديث موجه إليك عزيزتي الأنثى، أنت أيضاً يجب عليك النهوض من غياهب الأيام التي سجنت فيها لسنوات طويلة، وأن تحاربي من أجل أحلامك، لابد وأن تملكي روح تتحلى بالشجاعة والمغامرة لخوض سباق تحقيقها وإلا فاشطبيها، عليك أن تتعلمي فن الإقناع كي تقنعي أهلك ومن هم حولك بأحقيتك واستحقاقك بأن تحصلي على تجربة وفرصة حقيقية تمارسين فيها ما تودين، ولكن ضعي نصب عينك أمراً هاماً: لا شيء يمكنه دعم وإثبات موقفك سوى النجاح وتحقيق شيء ما في الطريق الذي تودين السير فيه، فاعملي بجهد وثابري حتى لا تهملي العطايا التي وهبك الله إياها لكيلا تخسريها وتضيعي بين طيات النسيان كحكاية إنسان عاش ومات كأي إنسان.