آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

أما آنَ لنا أن نقلل من التجمعات الاجتماعية أو نَضعَ حداً لها

الدكتور صلاح بوحليقة

خبرٌ نشرته مجلة Newsweek الأمريكية يوم الجمعة 24-7-2020، ليتعظ منه الشباب على وجه الخصوص كما ذكر كاتب المقال، وفي رأيي لنا جميعاً. وإن كنا سمعنا بأمثال هذا الخبر في مجتمعنا.

مصدر الخبر أحد الأطباء المُعالجين في ولاية تكساس الأمريكية. يقول ذلك الطبيب، أن فتاةً حضرت حفلة مع صديقاتها «يقابل ذلك عندنا أي تجمع عائلي، أو تجمع في مزرعة أو مطعم، أو تجمع كُروي، أو تجمع في تشييع في المقبرة،.....». ويا للأسف، أصيبت تلك الفتاة بفيروس كورونا في تلك الحفلة.

قبل ظهور أعراض المرض واستحكام الفيروس من جسدها، زارت الفتاة المسكينة جدها وجدتها «اللذين تتراوح أعمارهما الثمانين سنة»، ونقلت الفيروس لهما. عند ظهور أعراض المرض على الجد والجدة، كانت الفتاة تُعالج في المستشفى، ولزم الأمر علاجها في وحدة العناية المركزة لمدة عشرة أيام واستخدام التنفس الصناعي بسبب تدهور حالتها الصحية. بعد تلك الأيام العشرة، أفاقتْ الفتاة من الغيبوبة لتكتشف أن جدها أُدخل وحدة العناية المركزة، ولم يتحمل المسكين مضاعفات المرض، وقد فارق الحياة قبل يوم من إفاقتها، انتهى الخبر.

في عدم وجود لقاح أو علاج طبي ناجع في الوقت الحالي، تكمن أهم الأولويات في تقليل نسبة الإصابة «تخفيض/تسطيح المنحنى» كهدف رئيس. ومَنْع حدوث الإصابة هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف.

دراسة حديثة لطرق انتشار الفيروسات المُعدية صدرت قبل أيام في مجلة Lancet الطبية العالمية. هذه الدراسة تضمنت نتائج 172 دراسة من 16 دولة في 6 قارات «لفيروس سارس ”SARS“ وفيروس الجهاز التنفسي للشرق الأوسط ”MERS“ وفيروس كورونا ”COVID-19“». خَلُصت الدراسة إلى فعالية التباعد الاجتماعي بما لا يقل عن 80% لتقليل انتشار والإصابة بفيروس كورونا بين الأفراد.

نسبةٌ كبيرة من المصابين بهذا الفيروس تظهر عليهم أعراض خفيفة إلى متوسطة ولله الحمد ويتعافون بعدها، لذلك آخرون كثيرون يتساهلون كثيراً مع هذا المرض. في حين تكون الإصابة شديدة أو كارثية عند البعض.

لذلك إلى أن يتم إيجاد لقاح فعَّال وآمن أو علاج طبي، فإن من أهم طرق منع حدوث الإصابة بهذا الفيروس هو الاعتماد على التدخلات غير الطبية وهي التباعد الاجتماعي بتقليل التجمعات، وإن كان ذلك يَثقُل على البعض منّا، لتخيف حدة الجائحة في المجتمعات البشرية. مع الأخذ بالحسبان الاجراءات الاحترازية الأخرى. أما التهاون واللامبالاة فقد يؤدي لمزيد من الإصابات والمضاعفات أو الوفيات، خصوصاً لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وأيضاً ونحن نعيش أيام عيد الأضحى المبارك وبعد أيام سيأتينا موسم عاشوراء.

الهامش:

Chu, D.K., Akl, E.A., Duda, S., Solo, K., Yaacoub, S., Schünemann, H.J., El-harakeh, A., Bognanni, A., Lotfi, T., Loeb, M. and Hajizadeh, A., 2020. Physical distancing, face masks, and eye protection to prevent person-to-person transmission of SARS-CoV-2 and COVID-19: a systematic review and meta-analysis. The Lancet. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(20)31142-9
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
أبو حسين
[ القطيف - تاروت ]: 31 / 7 / 2020م - 10:10 م
أحسنت دكتور.. بات الأمر واضحا للجميع فكم فقدنا من إخوة وأخوات أعزاء لازالوا في مقتبل العمر، ولكن للأسف الشديد لازال البعض يفاخرون بعدم إلتزامهم بالإحترازات الضرورية.
2
عيسى جعفر
[ القطيف ]: 2 / 8 / 2020م - 10:46 م
أحسنت دكتور ووفق الله لك وياريت يتعظ من يستهتر وتكون اللامبالاة موجودة
وصل بنا الحزن كثيرا بفقد الكثير من الشباب وكبار السن بسبب التجمعات
الكوادر الصحية تعبت كثيرا بسبب هذا الوضع وحرموا من الراحة لذلك فلنساعدهم بالتباعد وأخذ الموضوع بجدية أكبر
حفظ الله البلاد والعباد من كل سوء وبلاء
3
mohammed alqarash
[ الاحساء-القاره ]: 8 / 8 / 2020م - 8:26 م
طبعاً ما نخفيكم دكتور المقال جداً جميل ولكن التهاون الذي حصل بعض الشباب في الأيام الأخيرة الواضح في مجتمعاتنا وخصوصاً ذوي العقول المتفتحة ادئ إلى وجود إصابات جديده وهذه الفترة ان شاء الله تزول قريبا بإذن الله تعالى وبحق محمد وال محمد