آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

شركم شركم لأهله.. فقط في 2020..!

عبد الواحد العلوان

هذا مايقوم به المؤمنون الحق في عام 2020 بعدما كانو يتصفون بصفات المؤمنون خيركم خيركم لأهله..

قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ. هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ. أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ. إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ. سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ

قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا

قال تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً

صدق الله العظيم

لا نعلم ما الذي تغير فعلاً في عالِمنا الخليجي والعربي ولكن حتماً تغير عن العُرف الديني والعُرف الاجتماعي وأصبح يطلُ علينا من نوافذ غربية، وغريبةُ عجيبة..

فهناك ليس بالبعيد، تضجُ المصليات والمساجد بالمؤمنين والمؤمنات، وتضج الأصوات بالروحانية والدينية، وهُناك من يحرص أن يقف في الصف الأول الذي يتلو الإمام، وعليه بصمة السجود والركوع والخشوع، ويتمتم ما بين الاستغفار تارة، وما بين اَلذِّكْر تارة أُخرى…

وأنهم من الحجاج والمعتمرين في كل عام، ونرى على جِباههم من آثار السجود بصمة عبادة وتخلق بأخلاق الله..

كل من يرى هذه الشخصيات يظنها للوهلة بأنها تملك مفاتيح الجنة، من الزُهد والتدين والوقار والتطرف في الدين، لحد بعيد قد يصيبك غثيان جراء ما قد تشاهده في ملامحهم ودلالات التدين تكاد لا تجد موطأ قدم في ملامحهم، وشخصياتهم، وأحاديثهم..

ولكن ماذا بعد..!..

هذا التدين، والصلاة في المسجد خلف الإمام، والتزمت لحد التطرف الديني والذي من شأنه يجعل هذه الشخصيات، في نظر الكثير هم فقط الأشخاص الذين ينبغي أن يكونوا قدوة حسنة ليقودوا الأعراف الاجتماعية، ويقودوا التربية والفضيلة في نفوس الكثيرين من المحيطين بهم..

ولكن على الجانب الآخر لحياة هؤلاء هي صِفات تكاد تَقْشَعِرّ لها الأبدان، وأخلاق لا يمكن لبشر أن يحملها، وتكاد تصيبك بالهلع والتناقض والذي يصل بك ولمن يتعرف على هؤلاء المتدينين..

يكاد البعض يُجزم بأن هؤلاء ”المؤمنين، والمؤمنات“ هم في أعلى منازل الجنة، وفي أعلى مراتب الحياة الدنيا، وفي جنات النعيم مخدومين بالحور العين وَالْوِلْدَان المخلدون..

”الحسد“

قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ.

أول صفة قد لا تصدق بأنها لصيقة، في بعضهم، وتتعمق شخصيته وتصرفاته وسلوكياته، حتى تصل لمنطق واحد بأن هذه الشخصية المتدينة، كيف لها أن تُصبح شخصية حاسدة، وترى ما بيد الآخرين بأنه أجمل لو كان بأيديهم، وحتى يصلوا لمرحلة الحسد الجامع، والذي فيه يتمنى الحاسد زوال نِعمة أخيه/أخته المؤمنين..

”الحُقد“

قال تعالى: ﴿ونزعنا ما في صدورهم من غل.

كان في السابق لدي فكرة بأن الحقد يتولد من مواقف كثيرة ومنها العداء باختلاف الظروف ووجهات النظر، واختلاف الأشخاص مع بعضهم، يولد في النفوس حِقْد، ولكن أن يصل بعض المؤمنين والمؤمنات ممن نتوسم فيهم الخير والقدوة الخيرة، لا يمكن على الإطلاق، أن يصل بهؤلاء الشخصيات بأن يكونوا حاقدين لحد التدمير، ولحد هدم البيوت، ولغاية إيقاع أكبر ضرر لمن يحقدون عليه..

”النميمة“

قال تعالى: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا

أن يتصفوا بالنميمة وهذه الصفة التي ذكرها الباري عز وجل في كتابه الحكيم، وحذر منها أصحاب هذه الصفة بنقل الأحاديث والكلام، بما يخلق بين الناس والمجتمعات عداوات، ويخلق أجواء الشحناء والبغضاء التي تُفقد المحبة والمودة بين الخلق..

”العداء المطلق“

قال تعالى: ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.

أن يتصف بعض هؤلاء الفئة بهذه الصفات، يعني لنا بأن لديهم كاريزما وشخصية عدائية مُطلقة وأنفسهم مريضة وأجزم بأنها شخصية تحتاج للعلاج النفسي، لأنها شخصية تُعادي أي شخص يختلف معها مباشرةً، ويتم التعامل مع هذا العداء بالعداء المُطلق والذي تستخدم فيه كافة أنواع الحيل وحتى المُحرمات، وكافة أنواع الأدوات لتدمير وتحطيم الشخص المقابل، ولكن أن يكونوا ساقطين ويصلون لحد نشر الشائعات وتشويه سمعة خلق الله فهذه صفة تضاف لرصيد بعضهم، وتُضاف لحسابات رب العالمين الذي لايغفل عن شاردة ولا واردة، إلا ودونها ملائكة الرحمة عن اليمين وعن الشمال في كتاب لا ينسى..

”الرياء والسمعة“

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

أكثر الناس نراهم يسابقون في الخيرات والعطاء ولكن..!

يعطون ويمنون ويبذلون في طريق الله طريق الحق ومحبة الله جُل أموالهم، ويتصدقون ويزكون أموالهم على الفقير والمسكين وأبن السبيل، واليتيم، ولكنهم يشيعون بين الناس ما يمنحونه للناس، ويستعبدون المساكين، ويهتكون الأعراض، ويتعاملون بالرياء، فلا عطاء من غير رياء، ولإعطاء من غير صورة ومديح وثناء، في كافة المجالس الاجتماعية التي تطأ أقدامهم فيها..

يسألون بعض المؤمنين والمؤمنات هل الأمراض التي تصيبنا في غالب الأحيان هي ابتلاء من الله لأننا مؤمنون حقاً ونعرف الله حق المعرفة، ونجهل حقوق وتشريعات الله في أرضه وبين عباده..؟

قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.

يا سادة الصلاة في الصفوف الأولى لا تعني لك بأنك حصلت على الحصانة الدينية المطلقة التي تخيل لك ولفكرك بإنك أصبحت متدين وتعرف حقوق الله، وبأن ما يصيبك من أمراض هي ابتلاء، فالابتلاء يصيب الله به عبده الصابر والتواب والعبد الشكور والعبد الذي يعرف حقوق الله وحقوقه وحقوق غيره وملتزم بالدين الحق والسمح، ولا يتصف بصفات الفواحش، يظهر للناس الجميل ويكمن القبيح، وفي السِر يحارب الله ورسوله بِصفاته وأعماله السوداوية..

قال تعالى: ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ.

والذي أصابك وأصابك في عُمقك وفي منزلك وفي أسرتك، وفي أحب الأشياء لك وأغلاها على قلبك، هي رد مظلومية قد تكون دعوة مظلوم واستجابة، وقد تكون دعوة مظلوم قد فُتحت لها أبواب السبع السماوات، وقد تكون هي عظه وعبره لك ولغيرك، بأن تتعلم وتتفهم ما هي حقوق الله، وما هي حقوق عباد الله، وأن تتخلق بأخلاق محمد وآل محمد..

والابتلاء هو محبة من الله لعبده الطائع له في كافة أحواله والشاكر له والصابر على بلائه، حيث لا يصيب الله ابتلاءه إلا لمؤمن، قال في السر والعلن الحمد لله والشكر لله على ما ابتلانا وإنا له صابرون..

هل أمراض السرطان، وغيرها من الأمراض، وفقد الأحبة بحوادث مؤلمة وصادمة ومفاجئة هي ابتلاء، أم تقدير الله العزيز الحكيم..؟

ألتفت إلي قليلاً انتشار أمراض السرطان مؤخراً لا تعني بأنه مرض قد يصيب الجميع، ولكن قد يصيب الله به من يشاء ويبتلي الله به من يشاء، وقد يؤدب الله به من يشاء من عباده الظالمين والمنافقين والفاحشين بالقول والفعل، ليعودوا لرشدهم، وليعودوا لإيمانهم، وليعودوا لأخلاقهم، وماهي هذه الأمراض إلا لتكن عظهً وعبرهً لتؤدب النفوس التي تعالت على قدرة الله عز وجل ولم تتخلق بأخلاق الله، ولم تلتزم بميثاق الله في كتابه..

ماذا بعد..!

إعلم يا سيدي وسيدتي القراء، بإنك محاسباً حساباً عسيراً في الدنيا قبل الآخرة، ويوم تشخص فيه الأبصار، وليس هُناك من مهرب، راجع نفسك، راجع تعاملاتك مع الله ومع عباد الله، راجع سلوكياتك، راجع صفاتك التي قد ساءت وتسوء للغير، وتُدخلك في متاهات الطريق الذي يبعدك ويجنبك طريق الرحمن وطريق التوبة والعفو، وتيقن بأن وعد الله هو الحق الصادق، والذي لايقبل قسمة، وأنه مصيب كل ظالم بما ظلم، وفي أحب الأشياء وأثمنها على قلبه وحياته، تيقن يا سيدي وسيدتي بأن لن تنجو من دعوة مظلوم في الدنيا قبل الآخرة، وستراها في صحتك وفي مالك وفي عرضك وفي أبنائك وفي محيطك القريب قبل البعيد، ولذلك أحذر تسلم وتنبه لغضب الرحمن فأنه حق مصيب في عُمق قلبك كَالرُّمْحِ الذي يخترق الجسد، والسهم الطائش الذي يبلغ مداه..

وأختم بالآية الكريمة: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء

﴿صدق الله العظيم