آخر تحديث: 4 / 12 / 2024م - 11:28 ص

المحاماة شغف أو طمع!

القانونية جنان صالح *

المحاماة مهنة حرة تشارك السلطة القضائية في استظهار وتجلّي الحقائق لتحقيق العدل وتأكيد سيادة القانون، ويُطلق على من يُمارس مهنة المحاماة محامي.

وكلمة محاماة كلمة أصيلة في اللغة العربية، وهي مشتقة من فعل حمى، فحماية المتهم وحقوقه الشرعية هي في صلب مهمة المحامي.

إذاً هي مهنة قائمة على تقديم المساعدة للأشخاص الطبيعيين والمعنويين في اقتضاء حقوقهم وفقاً للقوانين المتبعة في كافة المجالات، والقيام بالتوعية القانونية للمواطنين فيما يتعلق بحقوقهم وواجباتهم، والدفاع عن حقوق الآخرين.

إن المحاماة مهنة يجب أن يكون شعارها الشرف والسرية، فمن مقتضايتها الدفاع عن حقوق الآخرين، لذا يجب على المحامي الحفاظ على أسرار موكله، والدفاع عن حقوقه بشرف وفقاً للقانون.

فالمحامي حامل لمسؤولية حق الدفاع عن أحد الأشخاص، لهذا لابد أن يكون المحامي على قدر المسؤولية كي يكون ناجحاً في مهنته وقادراً على مواكبة جميع التطورات فيها، خصوصاً أنها مهنة متجددة، لذلك يجب أن يكون المحامي شخصاً مُمارساً لمهنته بشغف ورغبة كي يكون ناجحاً ومتميزاً.

فمن قواعد السلوك المهني للمحاماة مزاولة المهنة وفقاً للأصول الشرعية والأنظمة المرعية والامتناع عن أي عمل يخل بكرامتها وفقاً لما جاء في نص المادة الحادية عشرة من نظام المحاماة.

اذاً ممارسة مهنة المحاماة بطمع وجشع ما هو إلا عمل مُنكر ومخل بأهم قواعد تلك المهنة النزيهه.

فكما قال الدكتور السنهوري: في المحاماة ”ليس مِن عمل المحامين قلب الثوابت او تظليل الحقائق.. فلا تُشْعِر بِالفخر كثيراً عندما توزّع الرَشاوَى لكسب القَضايا لأنك أصبحت مُجْرِماً بسبب مُجْرِم فأنت إذاً مثله لأنك تخسر ذاتك لتربح قضية.. فالقضية رابحة وَ ستكون أنت الخاسر..“

وكما قال أيضاً الدكتور السنهوري: ”المحاماة فن قبل أن تكون مهنة.. ليس المحامون محاميين كلهم بالضرورة“.