بمناسبة حصولنا على جائزة الإبداع في مؤسسة ناجي نعمان الأدبيّة
كلمة أكبر من ألف جائزة
كثيرًا ما يطمح الأدباء لكسب الجوائز الذهبيّة، ونيل الحُظْوة بالتّكريم والتميّز، وهذا ما تذوقناه قبل أيام، إلا أنّ هناك من الأمور المعنويّة ما يفوق المكاسب الماديّة، ولعلّ هناك بعض الكلمات أكبر من ألف جائزة، فالجوائز تزول بزوالها، أما الكلمة التي تقال لا تزول بزوال قائلها، فإنّ لها أصداء وتردد في المسامع والنفوس.
لم يسألني أحد عن شعوري حين استقبلت نبأ الفوز بالجائزة، جائزة ناجي نعمان، الذي يستحق أن نتحدّث عنه في مَرّة من المَرّات، لن أطيل في الحديث في المقدّمات، فلقد تسابق الأحِبّة في التبريك لي بهذه المناسبة، وصدقًا شعرت أني أعيش لحظات ليلة الزّفاف من جديد.
وفي صباح من الصباحات الجميلة، وبعد أن استيقظت الطيور من أعشاشها، طالعتني نُبُوءة لأحد الكتّاب الأعزاء. في البداية قَدّم لي التهنئة، والحديث الذي يهمّني فيما بعد هذه التهنئة، حيث صدمني بتكهن غيبي للمستقبل عني، بصراحة لا أدري ما الذي دفعه لقول ما قاله؟، هل هو لشَد العزم والتشجيع؟، أم أنّ وهج الجائزة أخذ بشطآنه إلى ذروة الطموح؟. أم لديه فراسة أحسده عليها إن أصاب؟، إليكم نَصّ ما قاله: ”كم أنا فخور بمواهب أبنائنا الشّبَاب من الجنسين؟، وأنا فخور للغاية بموهبتك الفذّة“، لم ينتهِ كلامه عند هذا السطر بل زاد عليه ليصدمني بما يتوقع بقوله: ”كَأنّي أرى اسمك يَتَرَدّد في فضاء الأدب العربيّ ويُنقّش في سجل عمالقة الرّوائيّين العرب في بضع سنوات“.
هل ممكن لهذه النبوءة أن تتحقق؟، أم هي محض شقشقة هدفها التّشجيع ليس إلا؟!، سأصرح باسم هذا الفاضل النبيل، بعد أن أضع بَقِيّة حديثه، إذ يقول لي: ”أنت مشروع ثقافي كبير ترفع - بإذن الله - اسم العَوّاميّة وديرتك القطيف الحبيبة، كم أنا فخور بك؟“، هل يتصوّر أحد كيف أصبح لون وجهي في ذلك الصباح؟، هل فعلًا أنا أستحق هذا الكلام العاطر الذي قاله لي السيد حسن بن حسين العوامي «أبو متعب»؟، أم ما قاله مجرد تشجيع أب لابنه؟
وضعت هذا النص العزيز، على الملأ، ليس من أجل الاقتداء به في تشجيع الآخرين وحسب، بل لأني أرغب أن يحتفظ به الزمن، ولنختبر جميعًا توقعات هذا الرّجُل الفاضل، والكاتب المعطاء، الذي يقول: «في بضع سنوات»، ”أرى اسمك يتردد في فضاء الأدب العربيّ ويُنقش في سجل عمالقة الرّوائيّين العرب“، نرجو أن نكون عند حسن الظّن، ونرجو المعذرة لو تعثر منا القلم.