كفانا غياباً
تمر الأيام تلو الأخرى، نرصد خلالها ما ينشر في الصحف من أخبار وتقارير عن السينما السعودية المهاجرة، وبين الحين والآخر نتحدث على استحياء عن مهرجان للأفلام يقيمه نادٍ رياضي، أو تكريم لمخرج سينمائي بسبب فوز أفلامه القصيرة في الخارج.
اليوم ونحن نتابع ما يكتب في الصحف الفرنسية عن فيلم هيفاء المنصور «وجدة»، ويتم الحديث عنه في صحف عالمية كونه أول فيلم سينمائي سعودي تم تصويره في الداخل، ويتجول بين المهرجانات ودور العروض السينمائية في العالم. ونتابع أخبار تكريمه في هولندا، وفرنسا، والبندقية، وأبو ظبي، ودبي، وربما دول أخرى لم ترصدها عيون الصحافة المحلية، لكنه حاضرٌ في تلك المهرجانات.
لماذا فقط هيفاء؟.. ولماذا ليس من حق المهتمين في السينما داخل الوطن الحصول على فرصتهم للتعليم، وعرض إبداعهم وتبني مواهبهم «في الداخل»، بدلاً من تحطيم مجاديفهم وجعلهم يخرجون أو يبثون منتجهم المتواضع على اليوتيوب فقط، ويجعلهم يدورون في «فلط» واحد هو السخرية من الواقع الذي نعيشه، وحالة الفساد التي أصبحت ظاهرة للمنتج السعودي على اليوتيوب.
مشاريع وأفكار كثيرة رفعها عدد من المهتمين للجهات المسؤولة لبداية مشروع السينما داخل السعودية، وكي لا تكون «السينما السرية»، مثل التي تعرض في جنوب المملكة، ويخاف أصحابها أن يعلنوا عن أنفسهم خشية عدم تقبل المجتمع لهم. لماذا تظل تلك التخصصات ممنوعة ضمن برامج الابتعاث الخارجي بما أنها غير موجودة في جامعاتنا المحلية، رغم أننا نملك نصف الفضاء بقنوات ممولة من الداخل، ولكنها تقيم في الخارج؟
من حق المبدع أن يقرر مصيره، ويقرر ما يختار من فنون لدراستها، وبهذه الطريقة يصبح العمل السينمائي المنتج في الداخل أكثر حضوراً على مستوى العالم، ونلقم تلك الأفواه التي تتحدث بين الحين والآخر، بأن السعودية تنتج أفلاماً للخارج ولا يحق للمواطن مشاهدتها في الداخل. علماً بأن تلك المشاريع ستجعل المواطن أكثر استقراراً، وعدم تكلفته عناء الخروج من الوطن نهاية كل أسبوع.