الفنان الزاير: هذه قصتي مع ”عدنان ولينا“ و”حوض الخضار“
جهات الإخبارية حوار :عيسى العيد - القطيف
- ويقول سافرت بالطائرة لدراسة الفنون وعُدت في ”حوض“ بائع خضار.
- ويتناول تأثير خاله معتوق العلي في بدايات تكوينه الفني.
- ويعتبر الحركة الفنية المسرحية في القطيف نشطة بشكل واضح.
- ويعرض استعداده للعمل الفني بالقطيف وتقديم دورات فنية للشباب.
في أول حديث مع صحيفة إلكترونية محلية، يفتح الفنان القدير عبد الناصر الزاير قلبه للجمهور من نافذة ”جهينة الإخبارية“ متناولاً سلسلة من المحطات الرئيسية في حياته الفنية التي ناهزت أربعين عاما، ويسرد في هذا الحوار بداياته الفنية، ورحلته الأولى إلى دولة الكويت للإلتحاق بمعهد الفنون وكيف اضطر للعودة للبلاد سريعا في سيارة ”حوض“ مع أحد باعة الخضار، وما دوره في مسلسل ”عدنان ولينا“، ولماذا تم اختياره للعب دور رئيسي في مسحرية حامي الديار. فإلى الحوار التالي:
عبد الناصر الزاير اسم له تاريخه الفني الممتد منذ أكثر من أربعة عقود، لو تحدثني عن بطاقتك الشخصية ونشأتك حتى يتعرف عليك الجيل الجديد؟
عبد الناصر حسن الزاير، من مواليد الملاحة من قرى القطيف عام 1379 للهجرة. عام 1959 للميلاد، كل أولاد عمي من قرية الجش «عائلة الزاير» إلا أنا ولدت في قرية الملاحة، لأن الوالدة رحمة الله عليها من أهالي الملاحة، من بيت العلي وجدي لوالدتي المرحوم حميد العلي رجل له مكانته في الملاحة وفي القرى المجاورة.
كيف انبثقت الموهبة الفنية للفنان عبد الناصر وهل هناك من زرع فيه بذرة الفن وتشكل الهوية الفنية؟
كان لخالي معتوق العلي الفضل الكبير في تكويني والأخذ بيدي والوقوف في بداية السكة الفنية، حيث إنه شاعر معروف وله صوت جميل، إذ كان مشاركا فعالا في احتفالات المدارس وبعض الأندية التي يؤدي فيها الشعر الإنشادي والغنائي، هو الذي عرفني على تلفزيون الدمام لأنه كان يمثل في بعض المسلسلات، ومازلت أتذكر مسلسل جحا الذي كان من إخراج نبيل عامر وكان أبطال المسلسل الفنان حسين هويدي وناصر المبارك ومحمد الشريدي وغيرهم من نجوم الدمام، وقد أعطيت أدوارا بسيطة جدا فقد كنت كومبارسا لا أتكلم فيها فقط أقف خلف شخصية الوالي بالمهشة التي أروح عليه، وكنت في ذلك الوقت سعيد جدا بهذا الدور، من بعد ذلك حصلت لي فرصة عندما قام بالتمثيل معي أخي صالح الزاير وكان أكبر مني ويمتلك صوتا جوهريا أثار أعجاب المخرج نبيل عامر وأسند اليه أحد الأدوار في المسلسل، ومن الذين لا أنسى فضلهم أخي الدكتور صالح الزاير وتشجيعه لي في بداياتي خطوة بخطوة.
في بداياتك لم تكن القطيف متجهة نحو المنحى الفني على نحو ملحوظ فكيف مارست هذا الدور في وسط لا يراه مناسبا في مجتمعه؟
دعني اختلف معك قليلا حول هذه النقطة، فالقطيف لم تكن أبداً منغلقة على النشاطات الفنية بجميع أنواعها فقد برز في ذلك الوقت كثير من المبدعين في شتى أنواع الفنون المختلقة، فالقطيف بلد حضاري وله تاريخ عريق ويتقبل الجميع، لذلك تجد مجموعة من شباب ذلك الوقت ذهبوا إلى دراسة الفن في التلفزيون أو الفنون التشكيلية أو المسرح، ومنهم علي سبيل المثال زكي شبر وعبد الرؤوف خليتيت وكمال المعلم وغيرهم الذين لا أتذكرهم الآن، وانا توجهت للدراسة في الكويت عندما عرفت من خلال استطلاع مجلة العربي، وشجعني زميل لنا أيام الثانوية وذهبنا سوية للتقديم وقد نجحت في امتحان القدرة واستمريت في المعهد العالي للفنون المسرحية وزميلي عبدالكريم المرزوق من أهالي تاروت، الذي لم يستمر في الدراسة مفضلا العمل الوظيفي.
حدثني عن أوائل تجاربك الفنية في القطيف ومن هم أبرز الزملاء الذين عملت معهم؟
التجارب في القطيف كانت ضمن المسرح المدرسي، ومسارح الأندية المسائية، ومن الذين زاملتهم الأستاذ على المصطفى الشاعر المعروف، وكان أستاذا وعازفا للعود وقد أدينا الكثير من الأغاني الشعبية الفلكلورية والمسرحية في القطيف.
لماذا اخترت دولة الكويت الشقيقة محطتك التالية بعد القطيف وكيف تعرفت عليها؟
لأن الدراسة فيها متاحة والكويت ساحة واسعة للفن وفيها رواد الفن الخليجي، لذلك فضلتها لكي أختلط بذلك الجو الفني وأتعرف عليهم عن قرب، وقد أتيحت لي الفرصة هناك للوقوف على الكثير من المعارف الفنية.
حدثني عن أول محطة لك في دولة الكويت؟
لعلي أروي لك قصة طريفة في هذا المجال، أول مرة أسافر فيها من القطيف إلى الكويت ولا زلت محتفظا بالجواز الذي فيه ختم الخروج من المملكة والدخول إلى الكويت، عندما نزلت من الطائرة مباشرة توجهت إلى المعهد لكي أجري الامتحان، وكان في أواخر رمضان وكان الجو شديد الحرارة، فوجئت بأن المسؤول في المعهد يقول لي بأن الامتحان سيجري بعد العيد وليس في هذه الأيام، وطلب مني العودة بعد العيد لأداء الإمتحان، فأسقط في يدي، فلم أحسب حسابا لهذا الظرف، ولم أرتب للقيام بأي برنامج آخر، كما لم يدر بخلدي موضوع السكن!. فتوجهت إلى الخطوط السعودية لكي أقدم حجزي فقيل لي لا يمكن ذلك في هذا الوقت فالحجوزات كلها مستوفية، ومن ثم ذهبت إلى الخطوط الكويتية فجاء الرد نفسه، فخرجت أهيم على وجهي في شوارع الكويت لا أدري ما أعمل وأين أذهب، وبالمصادفة وقريب من إشارة مرورية توقفت سيارة نقل خضار ذات لوحة سعودية فهرولت لها مسرعا أسأل السائق ومعه راكب عن ما إذا كانوا متوجهين إلى الدمام، فرمقني وقال اصعد سريعا في الصندوق الخلفي، أي حوض السيارة، وبعدها بمسافة قصيرة توقف وأمرني بأن اركب معهما في مقدمة السيارة، وسألني السائق عندها عن سبب تواجدي في الكويت؟ فأجبته بأني قادم لدراسة التمثيل، فرد علي مباشرة باللهجة القطيفية القديمة ”يعني بتمفل مع عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله؟“ قلت له نعم، المهم أوصلني إلى باب بيتنا جزاه الله خير.
ما العمل الفني الذي يمثل الانطلاقة الحقيقية لمسيرة الفنان الزاير؟
في اعتقادي بأن برنامج ”سلامتك“ هو الأبرز في حياتي الفنية، من ثم ”سهرات درامية“ التي كنت بطلا فيه من خلال برنامج حياتنا، وحلقة الاكتشاف، وخيوط مشدودة من إخراج غسان الجبري، ولكن ارجع وأقول بأن سلامتك هو الأبرز فيهم.
هناك من امتهن الفن كوظيفة تعود عليه بالمال وهناك من اعتبر الفن رسالة يؤديها من خلال التمثيل.. عبد الناصر أين أجده من بين الاثنين؟
دعني أقول لك بأن كل مهنة ولها مشاكلها التي تخصها، والصراع بين الرسالة والمال صراع أزلي، فمثلا الطبيب يؤدي رسالة ولكن لا يؤديها بالمجان لكن إذا طغى المال على الرسالة فسد الهدف منها وأنت الحكم فيما أقوله لك.
كثير هي الأعمال التي قمت بتمثيلها من مسرحيات وأفلام ومسلسلات سواء كانت إرشادية مثل سلامتك أو غيرها لكن الطابع العام هو ميوك لمسرح الطفل، هل هذا صحيح؟
طبعا العمل للأطفال شي ممتع وشيق للغاية في حياتي التمثيلية... وأنا أجده عمل شاق ومهم في نفس الوقت ولكي أكسب الأسرة لابد أن أكسب الطفل أولا فهو مفتاح لجميع أبواب الأسرة، لذلك إميل كثيرا للأعمال الأطفال.
في مسرحية حامي الديار قمت بدور من صميم ثقافتك العامة هل تم اختيارك على هذا الأساس أم غير ذلك؟
لا أظن أن سبب اختياري لمسرحية حامي الديار يعود لارتباط ذلك بثقافتي العامة، وإنما تم اختياري من قبل المخرج عبد الأمير التركي لأن الدور كان مناسبا لي من جميع النواحي على مستوى الشكل والعمر والجانب النفسي.
في المسلسل الكارتوني المدبلج ”عدنان ولينا“ أنت من لحنت مقدمته، لكن لم نر لك دورا في صميم المسلسل لماذا حصل ذلك؟
في المسلسل الكارتوني ”عدنان ولينا“ كنت وقتها في القطيف في العطلة الصيفية، وكان الممثلون يقومون بدبلجة المسلسل، وعندما عدت للكويت كانوا قد أتموا التسجيل، وكان الزميل فخري عوده الذي قام بدور علام في المسلسل وهو من دفعتي في المعهد، يعرف بأنني قد لحنت سابقا من كلمات أغاني مسرحية للأطفال اسمها الدمية المفقودة، من تأليف د. فايق الحكيم، وهو المشرف على الدوبلاج وقتها، الزميل فخري كتب كلمات المقدمة وطلب مني تلحينها فقمت بذلك.
كيف ترى الحركة الفنية في القطيف من خلال النص والأداء والإخراج العام وهل ترى بأن المستقبل الفني ينتعش فيها؟
الحركة الفنية المسرحية في القطيف بدأت تنشط بشكل واضح، عندما ارتبطت بوسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لها، كذلك مساحة الحرية في المملكة أخذت تتسع، ودخول المرأة سيعطيها مساحة أكبر شريطه أن
لا تكون هامشية وسطحية.
لماذا لم نر لك أعمال في القطيف تحديدا؟
الموضوع عرض وطلب، وأنا على استعداد للعمل بالقطيف في أي وقت طلب مني ذلك، وسبق أن قدمت أعمالا من إخراجي مثل جرة الذهب ومسرحية أخرى اسمها ناصر ومنصور، وشاركت كممثل في مسرحية عنبر رقم 12 من إخراج عبد الله بالعيش على مسرح قلعة القطيف.
كلمة أخيرة تحب أن توجهها إلى جمهورك؟
p>
أحب أن أشكركم أولا على هذا اللقاء وأخص بالشكر ”جهينة الإخبارية“ التي أتاحت لي الفرصة أن التقي بجمهوري في القطيف، وأرجو أن نوفق لعمل دورات فنية لشبابنا في القطيف وقد تم التنسيق لها مع الأخ ماهر الغانم لكن ”كورونا“ أوقفتنا عن ذلك أرجو أن تعاد هذه المبادرة في المستقبل بإذن الله.