آل قريش: أنا أول من صنع ”البيتزا“ الإيطالية في المنطقة
رجل أعمال عصامي، بدأ من الصفر، أو إن شئنا؛ بعد الصفر بقليل، بدأ أول مشاريعه قبل 34 عاما، وكان مطعما صغيرا للبيتزا الإيطالية، فكان بذلك أول من أحضر هذه الوجبة الجديدة للمنطقة، ثم سرعان ما تحول مشروعه الصغير إلى سلسلة مطاعم عبر المنطقة.
يحدثنا يحيى آل قريش في هذا اللقاء عن أبرز محطات حياته، وكيف بدأ أول مشاريعه ومن أين اقتبس فكرته، وكيف يقيم الصعوبة التي تواجه عالم الأعمال فإلى نص الحوار:
غادرت البلاد في سن مبكر جداً، حيث كنت في السادسة عشرة من عمري، أتيحت لي فرصة التعرف على تجارب مختلفة ومتنوعة.
متزوج من السيدة عالية آل فريد التي كانت مرافقة لي في مختلف المراحل فهي ليست مجرد زوجة وإنما رفيقة درب طويل وأكن لها كل التقدير.
لي من الأولاد ثلاثة اثنان قد أنهيا دراستهما الجامعية. والأخير خريج الثانوية لديه رغبة في تخصص الضيافة وإدارة السياحة والفندقة. وابنتي الوحيدة إيلاف لازالت تدرس في أمريكا تخصص الفنون الجميلة.
كنت موقوفا ضمن ظروف خاصة في سجن المباحث العامة بالدمام، في عام 1986م أفرج عني ضمن عفو عام، وعندما خرجت لم أكن أملك من المال سوى سبعة آلاف ريال فقط وهو عبارة عن حصيلة المصروف اليومي الذي يعطى لكل سجين، كان المبلغ الذي جمعته يعتبر كبير بالنسبة لتلك الفترة التي تناسب عمري وتفكيري، خطرت في بالي فكرة تشغيل هذا المبلغ لإنشاء مشروع خاص بي بشرط أن يكون مميز وغير موجود مثله في المنطقة، وجاءت الفكرة التي استوحيتها من سفرة سابقة عائلية لإيطاليا ألا وهي محل متخصص في تقديم البيتزا الإيطالية إذ لم يكن في تلك الفترة مشروع مثله في المنطقة إلا واحد كان اسمه شيخ البيتزا في الدمام فقط.
لكن المبلغ لم يكن كافيا لكي أتم المشروع بعد دراسته بشكل كبيرة وكان عدم وجود المبلغ الكافي وعدم تمكني من السفر عائقا لإكمال المشروع إلا أن والدتي حفظها الله ساعدتني ببقية المبلغ حيث باعت جزء من ذهبها ووالدي رحمه الله سافر إلى إسطنبول لجلب الطهاة المهرة في عالم البيتزا.
في عام 1987 تم افتتاح المشروع وهو عبارة عن مطعم بيتزا الذي حظي بنقلة نوعية على مستوى المنطقة مما جعلنا نفكر في افتتاح أفرع متعددة.
فلا اخفيك سرا بأن المحفز الأكبر هو التفاعل المتبادل بيني وبين الناس فهذا ما جعلني أواصل عملي حيث كنا في بداية مشروعنا شعار الشراكة المجتمعية هي من سوف تنجح المشروع، لذلك كنت على يقين بأن المشروع هو ملك للناس وبفضلهم اصبح للمشروع اسما وولاء بارز ولله الحمد.
يكفيني فخرا بأن البيتزا هي منتج بإدارة وطنية من الموظفين، ولا ابالغ حيث أقول لك بأن الذين عملوا معي في هذا المشروع من أبناء وطني يصل عددهم إلى ستمائة شخص، وقد عبر عن ذلك في صحيفة الوطن إذا لم تخني الذاكرة الأستاذ عبدالله جمعة رئيس أرامكو السابق حيث قال تأكل بيتزا إيطالية من صناعة سعودية.
الحافز الاخر هو وجود المنافس إذ يسعدني أن يكون منافساً محلياً، يأتي بخبرات وأفكار جديدة، مما يد فعني لأن أطور من ذاتي والبحث عن أوجه القصور وأتقاطع معهم في نفس المجال.
والتحدي الأهم هو كيفية المحافظة على الوجود في ظل المتغيرات المختلفة سواء على مستوى الاقتصادي أو المجتمعي الذي بطبيعة الحال متغير فلابد من مواكبة تلك المتغيرات والاستعانة بالأفكار الجديدة مستعيناً بأبنائي حيث انهم أبناء جيل يختلف عن الجيل الذي عايشته في بداية التأسيس، لذلك واصلنا المشروع الذي يصل عمره أربعة وثلاثون سنة.
الأول السلامة والأمن الغذائي في ظل هذه الجائحة، إذ ما قبل كورونا مختلف تماماً من حيث الإجراءات والاحترازات والبروتوكولات عما قبلها، لذلك سعيت منذ البداية لتوفير كل المتطلبات للحفاظ على السلامة والأمن الغذائي.
التحدي الثاني المرتبط بالحظر الكلي أو الجزئي الموجود، لذلك بدأت أفكر في إنتاج ما يتناسب مع هذه الحالة، فأوجدنا بيتزا الثلاجة الذي نقوم بإعداد وتجهيزه بدون طهي، من ثم في البيت يكمل عملية الطهي، حيث لاقت قبولا كبيراً حتى اننا قمنا بتوزيعها على المراكز الغذائية الكبيرة.
بل بعض الأحيان أكون متأكدا بأن قرارهم قد يكلفنا ماليا نتيجة خطأ معينا، لكني مقتنع بأن ليس هناك عمل وتعلم بدون أخطاء، ودائما اتعامل معهم كصديق لدرجة انهم ينسون بأنني والدهم.
ومن لطيف ما ينقله لي في سنة 1991م أبان حرب الخليج ووجود المعسكر الأمريكي في المنطقة كان قريب من مدينة صفوى، وقد علموا بوجود مطعم مختص بالبيتزا، صاروا يطلبون يوميا من المطعم تفوق القدرة الاستيعابية مما نضطر لإغلاق المحل لإنجاز طلبيتهم وكنا نقع في حرج مع عملاء المطعم الدائمين، واستمر هذا الوضع حتى خروجهم من المنطقة.
أما كلمتي الأخيرة أوجهها لأبنائي الشباب، وأقول لهم بأنكم تمتلكون الذكاء والطموح الكبير، عليكم فقط التوجه وابداء الاهتمام والإقدام بعد الدراسة المعمقة، فالحياة تجارب وعلينا أن نخوضها لكي نصارع في معتركها، ونبدع في نهايتها والله ولي التوفيق.