آخر تحديث: 21 / 12 / 2024م - 5:28 م

خاطرة لغوية: العربية تَنْعِي مواسي

الدكتور أحمد فتح الله *

”فقدت اللغة العربية أحد أبناءها البررة“

فقدت اللغة العربية يوم الجمعة 26-6-2020م، البرفسور فاروق إبراهيم مواسي «78 سنة»، ابن مدينة باقة الغربية في حيفا الفلسطينية.

كان الدكتور مواسي شاعرًا أديبًا ناقدًا حاميًّا للتراث اللُّغوي العربي. اعتاد أن يُدقِّق الألفاظ والجمل والعبارات، ”لا لأنه ضليعٌ في اللغة فحسب، بل لأنه كان يرى أن لغتنا العربية، ليست كما لغات العالم، بل هي فريدةٌ في جمالها، ونصاعة بيانها. كتب أطروحته للدكتوراة في شعراء الديوان، ثم سخَّر قلمه لتصحيح الأخطاء، وإرشاد الدارسين إلى مواطن الجمال“، حسب وصف صديقه يوسف أبي شومر «سما الإخبارية، وكالة أنباء فلسطينية، 26-6-2020م».

كان الدكتور مواسي نصيرًا قويًّا للغة العربية، وضليعًا في فقه اللغة العبريةِ أيضًا.

للراحل إصدارات في مختلف المجالات؛ في الشعر «17 ديوانًا»، في الدراسات والنقد «16 كتابًا ومؤلَّفًا»، في القصة القصيرة، والسيرة الذاتية، والنقد الاجتماعي، في الترجمات والملاحظات النقدية.

أما في النحو والصرف فله:

⁃ الجديد في قواعد اللغة العربية «4 كتب معدة للطلاب الثانويين» بالاشتراك مع د. فهد أبو خضرة ود. إلياس عطا الله، صدرت في طبعات متعددة وفي سنوات مختلفة.

⁃ دروس في النحو والصرف «لطلاب كلية الشريعة في باقة»، باقة - 1990 -1994.

⁃ دروس تطبيقية في النحو والإعراب، طولكرم-1995.

⁃ المرشد في تدريس قواعد اللغة العربية للمرحلتين الإعدادية والثانوية، «بالاشتراك مع مؤلفين آخرين»، وزارة المعارف، القدس - 2002.

وفي اللغة والتعبير:

⁃ من أحشاء البحر، أكاديمية القاسمي، باقة الغربية - 2007.

من أحشاء البحر، «الطبعة الثانية»، أكاديمية القاسمي، باقة الغربية - أواخر 2007.

⁃ فصول في تدريس اللغة العربية والتعبير «لمعلمي وطلاب المعاهد الأكاديمية» بالاشتراك مع د. نمر إسمير ود. سليمان جبران، معهد موفيت-1999.

⁃ أساسيات اللغة العربية في كليات ومسارات إعداد المعلمين للمدارس العربية «ثلاثة أجزاء: مستوى أ، مستوى ب، مستوى ج»، معهد موفيت - 2002,2004,2005. بالاشتراك مع أساتذة آخرين.

⁃ قطوف دانية في اللغة العربية «أربعة أجزاء»، مطبعة ابن خلدون، طولكرم 2016,2017,2018,2019.

يقول الدكتور شومر ”افتقدتُ فيه ذائقةً أدبيةً نقديةً تستحقُّ الإشادة، ثم الدراسة، فهو مدرسةٌ أدبية لُغوية لا يجب أن نكتفيَ بنعيِهِ، كما ننعَى الآخرين، بل يجب أن نعيدَه إلى أجيالنا في مناهج دراستهم، وأن نُفرد له مساحاتٍ في مناهج أبنائنا بوصفه شاعرًا وناقدًا وعالِمًا من علماء لغتنا العربية“.

وأنا أضمُّ صوتي وبقوة لهذا النداء؛ لأن لغتنا في هذه الفترة الحرجة في تاريخها تحتاج حماةً، وهؤلاء الحماة يحتاجون دعمًا وتقديرًا، وإبراز برِّهم وحرصهم على اللغة العربية؛ فمن يدّعي حب الأم عليه بر من ينافح عنها بكل وسيلة، حتى يتشجع آخرون يحملون راية الولاء والحفاظ على بيت الوجود العربي، فلا بيت للعرب غيره، وبدونه لا وجود لهم.

رحم الله الفقيد رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جنته وألهم فاقديه الصبر والسلوان، وأحسن لهم العزاء وأعظم أجورهم. وعوَّض العربية بحماةٍ آخرين في علمه وحماسه.

تاروت - القطيف