”كورونا“ ينهي حياة الصغيرة معصومة بعد مداهمتها للمرة الثانية..
وتقول والدتها الممرضة.. آخر كلماتها لي ”فديتك يُمّه“.
التهم فايروس كورونا فتاة في ربيعها الثالث عشر، ولم يمهلها لتحقيق حلمها بأن تكون مهندسة معمارية.
وقضى الفايروس على حياة الصغيرة معصومة حبيب يوم الاثنين الماضي، بعد أن داهمها للمرة الثانية بعد 24 يوما من تماثلها للشفاء من الإصابة الأولى بذات الفايروس.
تقول والدة الطفلة، الممرضة التي تعمل بقسم رعاية الحوامل والأمومة والطفولة بقطاع العمران، وتشارك في العمل التطوعي بجائحة كورونا: كنت شديدة الحذر في التعامل مع حالات كورونا باتباع التعاليم وأخذ الاحتياطات اللازمة ولا أعلم كيف انتقلت لي العدوى ولأفراد أسرتي.
وتضيف الأم التي تسكن في الحليلة بالأحساء، كنت في شهر رمضان أعمل في المحاجر ل12 ساعة والعمل هناك متواصل، أعود للمنزل لترتيب أمور حياة أسرتي وأعود سريعا وتواصلي فقط مع العاملة المنزلية..
وتضيف الأم لصحيفة جهينة الإخبارية: فجأة أصابني إرهاق وتعب وشعرت بأن هذا التعب مجرد نتيجة الإرهاق المتواصل، والتعب خلال شهر رمضان وسهر المناوبات، مضيفة بعد ظهور أعراض الكحة قمت بإجراء المسحة من باب الإحتياط فكانت نتيجتي ”إيجابية“.
وتابعت حديثها: تم عمل المسحة لجميع أفراد أسرتي وتبين إصابة ستة أفراد أنا وزوجي وولدين توأم وطفلتي معصومة أصغر أفراد العائلة، والعاملة المنزلية، منوهة بأن الإصابة كانت صدمة وحاولت تجاز خوفي وقلقي على أفراد أسرتي.
وأضافت الأم التي تؤمن بأن التمريض من أسمى المهن الإنسانية تم عزلنا في المحاجر ولم نكن نعاني من أية أعراض ما عداي حيث عانيت من بعض الأعراض كالكحة لمدة أسبوعين.
تصمت الحمود للحظات لاستجماع قواها وتضيف: بعد مرور 24 يوما من الشفاء شعرت ابنتي معصومة والتي تعشق زراعة الورد وتحلم بأن تكون مهندسة معمارية، بألم في الحلق والحرارة الشديدة المستمرة والترجيع والإسهال.
وتضيف لم نكن تعتقد أن هذه الأعراض لها علاقة بكورونا وترددنا على المركز الصحي على أنها وعكة صحية وتم تشخيص حالتها على أنها التهاب في الحلق والغدد وأعطيت العلاج اللازم.
وتتابع بغصة في اليوم التالي استمرت في العلاج المقرر ولم تستجب حالتها للعلاج فتم أخذها لمستشفى الأطفال والولادة وعمل لها التحاليل اللازمة من أشعة ودم وكان التشخيص حالة اشتباه بكورونا.، وتم إجراء مسحة لها فكانت النتيجة إيجابية.
وتذكر الأم الثكلى قرر الطاقم الطبي إدخالها العناية المركزة بسبب الأعراض التي شخصها الطبيب بأنها صدمة في الدورة الدموية وعلى أثرها اختلت العلامات الحيوية مما أدى لارتفاع في درجة الحرارة و ضيق شديد في التنفس بشكل مستمر.
وبكلمات متقطعة قائلة بدأت حالتها الصحية في التدهور وقرر الطبيب تخديرها تحت جهاز التنفس الصناعي ودخلت بعدها في حالة حرجة أدت لاضطراب أنزيمات الكبد ووظائف الكلى وعمل لها غسيل الكلى وغسيل للدم.
وبصوت مخنوق تتابع الأم: انتهى الحال بالطفلة إلى توقف تام في عضلة القلب وتم عمل إنعاش للقلب من قبل الفريق المتابع لحالتها ولكن القدر لم يمهلها لأن تبقى بجانبي وتحظى بالحياة مع أخوتها فغادرت الحياة سريعا وتركت حرقة ووجعا في القلب لا يوصف.
تمسح الأم دموعها وهي تتذكر أكثر المواقف الما في ذاكرتها بقولها خلال فترة مرافقتي في العناية حدث موقف لا أستطيع نسيانه ويجعل قلبي يعتصر ألما كلما تذكرته.
وتقول: حينما طلبت منها السماح لأني نقلت لها الإصابة بكورونا فأجابتني قائلة ”سامحتك يا أمي لست السبب، فديتك يمه، لا تبكي فأنا لا أتحمل بكاءك.. وكانت هي آخر كلمة قالتها لي“.