ولدت محبا لآل البيت والوالد هو قدوتي في الحياة
عبدالسلام آل دخيل: أشعر بالفخر كوني أكملت نصف ديني بقرب الإمام الحسين
عبدالسلام آل دخيل اسم مميز، ومعروف لدى أبناء جزيرة تاروت، بصوته الرخيم، وتلاوته لكتاب الله في شهر رمضان المبارك، فضلا عن إتقانه لقراءة السيرة النبوية وسيرة أهل البيت، ومعرفته بتلاوة المواليد، تلك الطريقة أو السيرة التي ورثها من والده..
هذا الرجل كانت لـ «جهينة الاخبارية» وقفة حوار قصيرة معه فماذا يقول؟
بطاقتكم الشخصية وكم عدد أفراد الأسرة وما ترتيبكم من بينهم؟
أنا عبد السلام بن أحمد ال الدخيل، والدي الحاج أحمد بن عبد الرضا آل دخيل المعروف بكنية ”أبوعبدالسلام“ رحمه الله، وقد عرف بقراءته للسيرة، سيرة محمد وآله الطاهرين، ووالدتي هي الحاجة لولوة بنت محمد صالح آل حيدر، من مواليد جزيرة تاروت عام 1380.
وكان ترتيبي الثالث لأمي، كون والدتي قد اقترنت برجل آخر «هو عبدالله سلمان آل درويش»، قبل والدي وأنجبت منه ولدا وبنتا، ومع ذلك لم تعرف بغير ”ام سلام“، في حين ترتيبي لأولاد والدي هو الثاني وعددنا 3 أولاد و4 بنات.
فأنا ولله الحمد سليل هاتين الأسرتين الكريمتين، وألتقي بصلة القرابة بعدد من الأسر، سواء من جهة الوالد، أو من جهة الوالدة، من قبيل: آل حيدر، آل عمران، العيد، الصفار، آل دخيل، المرزوق.... وكلّهم على خير، ومنهم اكتسبت الكثير من القيم والأخلاقيات، عدا أن والدي هو المعلّم الأول لي، والخالين اللذان لهما الفضل الكبير علي حبيب «ابوفخري» وحيدر «ابوسامر».
تم زواجكم في العراق لو تحدثني عن تلك التجربة في أي عام كانت وهل كان اختياركم للعراق للتقليل من المصروفات أم لأخذ البركة من الأماكن المقدسة؟
كان زواجي في 18/8/1398، وقد كان والدي رحمه الله شغوفا وَمُحِبًّا لأهل البيت وزيارة مشاهدهم، اذ لا يترك فرصة إلا ويستغلّها لقصد تلك الرحاب، والتقرّب الى الله بزيارتهم، فلا عجب فهو واحد من أبرز قرّاء السيرة والمواليد في جزيرة تاروت، ولأن الوضع المادي حينها كان ضعيفا، لأني لم أتم أكثر من 4 أشهر في العمل بشركة كهرباء الشرقية، لأني حديث التخرج من الثانوية التجارية، ومن أجل تقليل المصاريف، وافقت العائلتان على أن يتم حفل الزواج في كربلاء المقدسة وفيها من البركات الكثيرة، وقدتم الزواج ولله الحمد بحضور عدد لا بأس به من أهالي البلاد، الذين كانوا قاصدين الأماكن المقدسة في العراق بغرض الزيارة في شهر شعبان، التي يعد واحدا من مواسم الزيارة التي هي ”محرم، صفر، شعبان، رمضان، ذي الحجة“، وزيارة شعبان تصادف مواليد اهل البيت.
هل تكررت التجربة من بين أفراد أسرتك وهل كانت مماثلة لتجربتك؟
لم تتكرر إلا لأختي الصغرى «ام موسى» حرم الأخ العزيز الاستاذ جعفر العيد «أبوموسى»، إذ تم زفافها في المدينة المنورة بجوار الرسول الأكرم «صل الله عليه وآله»، وكانت الظروف مشابهة أيضا.
حدثني هل كانت زوجتك من الأقارب وكيف اقتنعت عائلتها بزواجك في الخارج وهل رافقها أحد من أسرتها؟
زوجتي «أم أولادي» هي في الأصل بنت خالتي، وهي كريمة الحاج سعيد بن عزيز آل عمران «أبوعبدالرسول»، ويوم تم عقد قراننا كانت يتيمة الأم، ولذلك لم يعارض أحد من العائلة بل شجعونا على هذا الأمر، خاصة وأن العم «ابو عبد الرسول» من شديدي المحبة للأئمة الأطهار، وهناك التقينا بخالتها أم حسين العباس، وهي نفسها التي غسّلت أرجلنا حسب العادة، هذا بالإضافة إلى عدد من أبناء البلاد، لأن الوقت وقت زيارة كما سبق القول.
من المعروف في مجتمعنا هناك عادات وتقاليد خصوصا في الفترة التي تم زواجك فيها مثل الزفاف بين الأصدقاء وقراءة المولد والإطعام وحضور بعض النساء مع الزوجة كيف تم ذلك؟
لقد قلت لك قبل قليل بأن الوقت كان وقت زيارة، وكان عدد كبير من الزوار متواجدين في كربلاء المقدسة، لأن الوقت يصادف إجازة سنوية، وكان معظم الحضور من الأصدقاء والأهل، وقد تمت المراسيم مثل ما كان يجري في البلد بلا فرق يذكر، إذ تمت المراسيم بما فيها العشاء والمولد والزفّة، التي انتقلت من الفندق الذي كنّا ساكنين فيه، الى الحرمين المقدسين «الحسيني والعباسي»، بعدها تم نقلي بالسيارات لمحل سكني خارج كربلاء، وأجدني فخورا بأن زواجي كان بقرب سيّدي ومولاي أبي عبدالله الحسين
وأخيه وحامل لوائه ابي الفضل العباس
.
في ظل جائحة كورونا رأيت لك منشوران على حسابك في الفيسبوك واحد منهم تبشر بعقد قران إحدى أقاربك والثاني زواج ابن أختك كأنك تريد أن تقول لا داعي لتكاليف الزواج الباهظة هل هذا صحيح؟
صحيح تم عقد قران ابني امجاد على ابنة خاله، وكذلك عقد قران حفيدة اختي على ابن عمتها وزواج ابن اختي كذلك وقد كان لاتصال الاقارب والاصدقاء أكبر الأثر، هذا الأمر كان إلزاميا علينا، وقد كنّا نرغب بأن يكون في وضع أفضل لكي تعمّ الفرحة للجميع، ولكن قدّر الله ماشاء فعل.
هل تؤيد بعد جائحة كورونا أن يتم الزواج بالطريقة المختصرة؟
الزواج بهذه الطريقة يقلّل المصاريف، لكنّه في المقابل أيضا يلغي مسألة الزعل والعتب الذي يحصل بين الأهل والأقارب، من قبيل عدم الدعوة أو عدم الحضور، خاصة وأن فعاليات الزواج ومراسيمها تجعل الواحد ينسى حتى أقرب الأقارب.
كلمة أخيرة توجهها للشباب والشابات؟
الوضع الاقتصادي للشباب صعب، والمعاناة موجودة لا ننكرها، والشباب بحاجة إلى المساعدة من قبل الجمعيات ورجال الدين، فضلا عن الأهل والأقارب، علما أن الديون البنكية التي يلجأ لها البعض مكلفة، وأحيانا تتم بشروط مجحفة للفرد، خصوصا من ذوي الدخل المحدود، لذا أنا أرى أن الزواج المختصر أفضل، وأكثر بركة، والحال نفسه أطالب اصحاب الفواتح أيضا بالبقاء على العزاء المختصر وعدم الاسراف، فالأسراف يذهب بركة الأرزاق.