الإمام الصادق (ع)... توصيات صحية
قال الإمام الصادق : ﴿الصحة نعمة خفية إن وجدت نسيت وإن عُدمت ذكرت﴾ «1»
نعمٌ كثيرة لا ندركها إلا حين نفقدها، وإحدى هذه النعم نعمة الصحة والعافية، الصحة هي الرصيد الغالي الذي ينبغي علينا أن نحافظ عليه، ولا نفرط فيه.
أرأيت كيف يكون البعض قلقًا حين يضطرب سوق الأسهم، كذلك علينا أن نكون قلقين حين يهدد أمنا الصحي فيروس لا يرى بالعين المجردة ويسلبنا سعادتنا.
لذا علينا أن نطبق القواعد الصحية حفاظًا على هذه النعمة من الزوال، ومن ثم لا ينفع الندم.
ونحن على مقربة من رفع الحظر وعودة الحياة إلى طبيعتها علينا أن لا ننس القواعد والاحترازات الصحية التي كانت ولا زالت هي الوسيلة الناجحة للتقليل من الإصابات بهذا الفيروس.
وفي تراث أهل البيت وجدت الكثير من التعاليم الصحية التي تتماشى مع تلك التوصيات الصحية.
لذا اخترت بعض الكلمات من تراث الإمام الصادق لتكون تذكيرًا لنا بأهمية الالتزام الصحي:
في هذه الجائحة صار مصطلح التباعد الاجتماعي والحجر الصحي من أكثر الاصطلاحات تداولاً.
ويعد هذا الإجراء من أهم الاستراتيجيات المستخدمة من قبل ممثلي الرعاية الصحية لتقيد حركة المصابين أو المشتبه بإصابتهم وذلك لمكافحة ومنع انتشار هذا الفيروس.
وفي هذا الصدد روي الإمام جعفر بن محمد الصادق : ﴿لا يكلم الرجل مجذومًا إلا أن يكون بينهما قدر ذراع وفي لفظ آخر قدر رمح﴾ «2».
إن تطبيق هذه الاستراتيجية الصحية تحمينا من عواقب وخيمة.
روي عن الإمام الصادق ﴿من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوى جسده﴾ «3».
تعتبر اليدان إحدى الوسائل الأكثر شيوعًا لانتشار الفيروسات من شخص إلى آخر. وأثناء جائحة كورونا، فإن أحد أرخص الطرق وأسهلها وأهمها لمنع انتشار الفيروس هي غسل يديك بصفة منتظمة بالماء والصابون.
وهذا ما أوصى به مسؤولو الصحة العامة في جميع الدول: ﴿إن غسل اليدين بانتظام لمدة 20 ثانية على الأقل من أفضل الطرق لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، خاصة في أعقاب تنظيف الأنف أو العطس أو السعال، وكذلك قبل الأكل أو الطهي﴾
قال الإمام الصادق : ﴿إن نبيا من الأنبياء مرض، فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني، فأوحى الله تعالى إليه: لا أشفيك حتى تتداوى، فإن الشفاء مني﴾ «4».
منذ أن ظهر فيروس كورونا والأبحاث الطبية تتابع، والمختبرات الطبية في عمل دؤوب بحثًا عن العلاج الفعال لهذا الفيروس.
حتى أعلنت وزارة الصحة السعودية، يوم «الأربعاء» 17/6/2020، عن اعتمادها دواء «ديكساميثازون»، وهو دواء من عائلة «الكورتيزون»، وذلك ليكون ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى «كوفيد - 19».
وهذا يجعلنا نعيش حالة من الأمل والتفاؤل، إن هذا العلاج سيقلل من وفيات المرضى. ولعل الأيام القادمة تحمل لنا أخبارًا علاجية جديدة.
يجب أن يتحلى المريض بأعلى المعنويات، والتخلص من الأفكار السلبية، فقد ورد عن الإمام الصّادق : ﴿إن الصّبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور. وإنّ البلاء والجزع يستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع﴾ «5».
المرض يحتاج إلى صبر، وزيادة الثقة بالله في جميع الأمور، وأن يحارب الشعور بالقلق أو الخوف المفرط، فهذا هو السبيل الأمثل للتغلب على المرض.
وكلما كانت معنويات المريض في أعلى درجاتها فإنه سيتغلب على المرض في أسرع وقت.
قال الإمام الصادق : ﴿النوم راحة الجسد﴾ «6»
وقد اتضح جليًا أن النوم الكافي وسيلة فعالة لتقوية جهاز المناعة لخوض المعركة ضد فيروس «كورونا» والانتصار عليه، حيث أظهرت الدراسات أن النوم لساعات كافية يؤثر إيجابيًا على جهاز المناعة ويكافح الجراثيم.